No Script

من الخميس إلى الخميس

موسم الحصاد

تصغير
تكبير

ماذا نقول لأبناء يتخلون عن أمهاتهم؟ قد تقصّر الأم أحياناً ولكن أن يتخلى عنها ابنها أمرٌ كبير، وكبيرٌ جداً.
أوطاننا هي أشباه أمهاتنا قد يكون هناك تقصير ولكن يجب ألا نتخلى عن أوطاننا، في الصراع العالمي حول القوة انتهت مرحلة الصراع على المواد الأولية وبدأت مرحلة الصراع على العقول، فالعالم الغربي بالذات حيث تعوّد شبابهم على الكسل والرفاهية بدأوا يبحثون في كل العالم عن العقول المميزة، يسرقونها من أحضان أمهاتهم من أحضان أوطانهم.
قبل يومين حضرت مؤتمراً طبياً في مملكة البحرين، مؤتمر نظمته جمعية البحرين لمكافحة السرطان بالتعاون مع الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان والمركز الخليجي لمكافحة السرطان، وهو المؤتمر الرسمي لمجلس التعاون الخليجي، مؤتمر ناجح بكل المقاييس لا سيما في مادته العلمية، الأمر الوحيد الذي أزعجني أن هناك علماء من الخليج ومن البحرين بالذات قَدِموا من الولايات المتحدة الأميركية حيث يعملون ليقدموا محاضرات في هذا المؤتمر.


أطباء مبدعون انفصلوا عن أحضان الوطن ليخدموا بلداً لم يصرف عليهم ولم يربهم ولم يشارك معهم أحلام الوطن، هؤلاء الأطباء الآن يخدمون هناك تاركين أحضان أمهم تعاني من الألم ومن الفراغ.
لا شك أن هناك دولاً تحيط بنا تملأ المآسي أراضيها، هذه الدول لو فرّ منها أبناؤها من أجل الحفاظ على حياتهم يكون هذا الفِرارُ مبرراً، فحياتنا هي أغلى ما نملك، أمانة من الله بأيدينا، أما بلادنا الخليجية المستقرة التي تعطي أكثر مما تأخذ فما هو التبرير الذي يجعل أبناؤها - بعد أن يُتِمّوا تعليمهم وتحصيلهم العلمي الراقي - يذهبون في موسم الحصاد ليعطوا الآخرين ثمارهم.
إنها دعوة لكل أبنائنا في أي بلد عربي مستقر نحن بحاجة إليكم، فعودوا إلينا لأننا في صراع حضاري لن ننجح فيه من دون سواعدكم.
 
kalsalehdr@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي