No Script

في اليوم الوطني... دعوة إلى التعايش والتآلف

تصغير
تكبير
حبّ الوطن شعورٌ ينشأ بالفطرة والغريزة وموجود في داخل كلّ فرد

علينا أن نُحوّل حبّ الوطن إلى ترجمة عملية في خدمته وتطويره

الوطنية الصادقة سلوك يُمارس وأفعال تُنفذ ومسلك يُقتدى به ومشاعر تحس

التطوع في أي مجال من مجالات الخدمة المجتمعية بمثابة غرس قيم الوطنية
الوطن هو أثمن ما في الوجود، هو الأمن والسكينة والحرّية، هو الانتماء والوفاء والتضحية حبّ الوطن شعورٌ ينشأ بالفطرة والغريزة، موجود في داخل كلّ فرد، بغض النظر عن طبيعة موطنه. ولا يكفي أن تحب وطنك بقلبك، بل يجب عليك أن تفصح عنه، ليس بالكلام أو بالكتابة فقط، بل بأفعالك التي سترتقي به عالياً، وتجعله ذا قيمة، وذلك من خلال اكتساب المهارات والتعلم لتنفيذ ما من شأنه أن يخدم مصلحة الوطن والالتزام بقوانينه والمحافظة عليه وعلى منشآته، وأن يسود هناك جوٌ من التعاون وحسن التعامل مع الآخرين.علينا أن نُحوّل حبّ الوطن إلى ترجمة عملية في خدمته وتطويره... كلُّ مواطنٍ من موقعه وبحسب قدرته واستطاعته.

من هنا تأتي الرغبة في أن تسود المحبة والمودة بين أبناء الوطن، وأن يكون هناك جو من التعاون ليكونوا متماسكين في مواجهة المصاعب والظروف المختلفة، وأن يعيش جميع أبناء الوطن حياةً كريمة ، من خلال معرفة الحقوق والواجبات والقيام بها، ومن هنا أيضاً يجب على الأهل أن يغرسوا قيم المساهمة في بناء الوطن بالعلم والدراسة والتنفيذ والنجاح وأن يتعلموا الشعور بالمسؤولية تجاهه، لتحقيق سيادته والارتقاء به. إنّ الوطنية الصادقة سلوك يُمارس، وأفعال تُنفذ، ومسلك يُقتدى به، ومشاعر تحس وأحاسيس تفوح ولا يباح بها. إنّها اعتقاد بالقلب والوجدان، وعمل بالواجــبات والأركان، وليست قولاً باللسان...

إنّ ما يتحقق في الوطن يجب أن يكون دافعاً للشباب لإكمال البناء والعمل بجدية من أجل البذل والعطاء وتأهيل الذات المستمر، فهذه المنجزات المتحققة في أرض الواقع يجب أن تكون لأبناء الوطن عبرة وعظة ترشدهم إلى كيفية النهوض بها واستكمال المسيرة نحو الغد المشرق.

إنّ وطنية الفرد تتجلى من خلال حرصه على أمن وطنه الفكري والاقتصادي والاجتماعي والزمني ودوره الكبير في نشر المحبة بين أفراد وطنه. إنّ تنمية الحس الوطني عندالأجيال تؤدي إلى مشاركته آلامه كتقاسم أفراحه، والحرص على تنمية الوطن وغرس قيم المواطنة الصحيحة، والولاء للوطن وخدمته والدفاع ع3نه...

فالعمل التطوعي يبيّن أهمية العطاء من خلال المواطن للوطن، لأنّ التطوع في أي مجال من مجالات الخدمة المجتمعية هو بمثابة غرس قيم الوطنية والمواطنة وحب الوطن، وبث روح التسامح والأخوة بين أبناء البلد الواحد.

في اليوم الوطني، علينا أن ندعو إلى التعايش الإيجابي بيننا في جوٍ من الإخاء والتسامح والتماسك بعيداً عن الحقد والكراهية ومكافحة الأفكار الهدامة السلبية التي لا تقبلها القيم الإسلامية التي يريد الله تعالى للمسلمين أن يأخذوا بها في حياتهم الاجتماعية، لا سيما في علاقة بعضهم ببعض، أن يحترم المسلم المسلم وأن يعزّه ويحفظ حقه، مهما كان الاختلاف في الدرجة الاجتماعية بين المسلمين... أن تكون إنسانيتنا وإسلامنا هما الأساس في احترام بعضنا البعض، فلا يجوز لمؤمن أن يحتقر مؤمناً لفقره أو لموقعه الاجتماعي، أو لأي حالة من الحالات، لأن الله تعالى يريد لنا أن نحترم إسلام المؤمن وإنسانيته، بحيث يشعر بأن إسلامه يمثل قيمة كبيرة عند إخوانه المسلمين. فالإسلام يشيع مبدأ الأخوة الإسلامية لتذويب الفوارق العرقية والإقليمية والمادية، فتسموعلى كل الروابط الأخرى من خلال التآلف بين القلوب.

نحن بحاجة دائماً إلى جو دافئ من المحبة والتعاون لبناء المجتمع على أساس المودّة والرحمة والتعاون على البرِّ والتقوى، فالإنسان لم يخلق ليعيش فرداً بل خُلِق ليعيش ضمن المجتمع البشري كما في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي