No Script

بوح صريح

ما زلنا محتلين!

تصغير
تكبير

مازلنا تحت الاستعمار
فقط تغيرت المسميات. لكن مازلنا محتلين
مازلنا في مرحلة نيل الاستقلال


انتقلنا من الاستعمار الخارجي إلى الاستعمار الداخلي:
الإعلامي المزيف المشوه. التجاري الاستهلاكي الربحي. السياسي الاستبدادي. التربوي التلقيني التجهيلي. اللافكري العدمي الفوضوي.
كان الاستعمار الخارجي واضحا ومباشرا. يسهل التخلص منه. فكل الدول نالت استقلالها. ماعدا القدس وهو أمر مختلف تاريخيا وسباسبا.
أما الاستعمار الداخلي فسرطان خبيث. ينخر في عقلية الفرد وبنية المجتمع حتى القضاء عليهما.
فالتعليم الممنهج لترسيخ الجهل وتدمير الذكاء... مع غياب القدوة ورقابة الأسرة.
أصبح كل طفل يولد في المجتمع. يدفع الثمن غاليا:
1 - مناهج تخلف. تلقين وتجهيل.تدمر شخصيته.
2 - انشغال الوالدين واتكال تام على خدم بلاثقافة أو خلق احيانا.
3 - تعرض كامل لسلبيات وشرور النت.
4 - مجاراة تيار الشراء بلا حساب، وغياب مفهوم العلم والمعرفة.
5 - متابعة دراما سخيفة مليئة بمغالطات لفظية وسلوكية غير أخلاقية، تجعل الخطأ «صح» لديه بل ومستحسن.
6 - تصحر انساني ومعرف، مع سبل الانحراف وضياع الهوية.
7 - غياب القدوة، مع مشاهدة الحرامي يصعد ويصل ويصفق له الجمهور. وبينما يصدر الجاهل الأمي كتبا وينال جوائز نرى معاقبة أصحاب الرأي الحر وذوي الفكر ومقاضاة الأدباء والحقوقيين.
يعيش الطفل محاطا بالفساد بشتى أنواعه.
وان جئنا لكلمة فاسد في المعاجم. فسنجد:
فَاسِد: اسم: فاعل من فَسَدَ، فَاسَدَ، يُفَاسِدُ، مصدر مُفَاسَدَةٌ،فَاسَدَ الرَّجُلُ رَهْطَهُ: أَسَاءَ إِلَيْهِمْ فَفَسَدُوا عَلَيْهِ،فَاسَدَ القومُ: تدابروا وقطعوا الأرحام، الجمع: فاسدون وفَسْدى، اسم فاعل من فسَدَ وفسُدَ، رَجُلٌ فَاسِدٌ: غَيْرُ صَالِحٍ.
ثم «هندسة المجتمع»:
نرى يوميا كيف تستخدم ثقافة النت ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر الانحرافات والجهل والتجهيل والتعصب والخرافات وثقافة الخطأ والتقليد الأعمى والسرقات الأدبية والفكرية العنصرية والقبح وتزوير الوعي.
نحتاج «update» للأخلاق. وعودة للبديهات الأولى. وصيانة «هاردوير» العقل لنزع كل الانحرافات السابق ذكرها منه. لكن هناك لاشك أزمة قطع غيار بالسوق الفكرية والثقافية. فالعلماء هجروا الكتابة والنشر. إما لتراكم الخيبات والإحباط واما خوفا من عصا النيابة والتحقيق وتقليص الحريات. واحتمال المحاكمة. ومنع الكتب والمقالات.
إن تجدد العقل مقرون بتجدد الإرادة السياسية وضخ الديموقراطية فيها. ثم تطبيق العدل الاجتماعي؛ فجموع الشعوب المخدرة المغيبة. تأكل وتشرب وتتناسل وتنام. لا تفكر أو تنتج أو تبدع.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي