No Script

مقرّب من العبادي لـ «الراي»: المدينة سقطت لتواطؤ القيادة العسكرية

أوباما يريد قبل نهاية عهده تحرير الموصل لا إنهاء «داعش»

تصغير
تكبير
كلمة السر المتداولة اليوم في اروقة الساسة العراقيين في بغداد ان الرئيس الاميركي باراك اوباما يريد إنهاء ولايته هذه السنة باستعادة الموصل من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، ولكنه لن يمنع خطر تقسيم العراق او يضمن إنهاء التنظيم في العراق وسورية ايضاً.

وقال مصدر لصيق برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لـ «الراي» ان «الولايات المتحدة الاميركية تجمع قوات تطلق عليها اسم مستشارين عسكريين او مدرّبين، لا لتقتحم الموصل، بل لتكون موجودة مع القوات المقتحمة الآتية من بغداد ومن كردستان، لإعطاء طابع دولي للمدينة المحررة، وحفْظ الدور الاقليمي لتركيا والاكراد والدول الاقليمية، التي رفضت وما زالت ترفض، اعطاء الحكم في بغداد للاكثرية الحاكمة، ولهذا فقد وزعت الولايات المتحدة الاميركية قواتها الخاصة على مطارات اساسية في العراق، كما هو الحال في الحبانية شرق الرمادي مركز الانبار، المعروفة باسم عين الاسد، وقاعدة بلد العسكرية في صلاح الدين، وقاعدة الميدانية في اليعربية قرب ربيعة، وتتواجد في قاعدة عسكرية اخرى في اربيل».

وشرح المصدر ان «بغداد ترفض وجودا عسكريا اميركيا برّيا، والولايات المتحدة تعي ذلك، لأن افرادا وضباطا من قوات مكافحة الارهاب، حالهم كحال اعضاء في البرلمان والحكومة العراقية والاطياف السياسية المتعددة، يرفضون اي وجود عسكري للولايات المتحدة، وان ردة فعل هؤلاء على ارض المعركة يمكن ان تتحول صداماً، ينتج عنه قتلى اميركيون، ليس فقط بسلاح داعش، بل من العراقيين انفسهم، اذا ما فرضت واشنطن وجودها العسكري على ارض العراق بالقوة. ولهذا فإن احداً لا يريد فتح صفحة الماضي، حيث يتم استهداف الاميركيين من قبل الجميع».

وتابع أنه «كان لدى تركيا نفوذ قوي في الموصل قبل وصول داعش، وان الحديث عن انتصار 800 جندي من داعش على 30 ألف جندي عراقي، خرافة سخيفة، لأن الواقع غير ذلك تماماً. فالتحقيقات اكدت ان القيادة العسكرية اعطت الاوامر بالانسحاب لجميع القطع العسكرية داخل الموصل، وان ضباطاً كانوا على ارتباط باطراف اقليمية، منها تركيا، وان من هاجم القوات الامنية في البدء لم يكن داعش، بل احزاب وتنظيمات محلية، قبل ان يصادر داعش النصر داخل الموصل، وعلى رأس هؤلاء، رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني و تركيا، الا ان هيمنة داعش وبطشه الوحشي حتى ضد حلفائه، اعطاه هالة اكبر من حجمه، وتوجه بقواته نحو منابع النفط في كركوك والى مدينة اربيل، وطالب بضرب دول المنطقة كلها، ما جعله اولوية الاعداء لكردستان، التي اعتقدت لوهلة ان داعش هو الطريق الامثل للاستقلال، وان التفاهم معه مضمون من تركيا، التي تريد الاحتفاظ بنفوذها داخل العراق. وهذا ما دفع الاكراد الى مطالبة الولايات المتحدة بالتدخل الفوري لانقاذ اربيل من السقوط، الا ان تركيا احتفظت بعلاقتها الوثيقة مع داعش حتى اليوم، والوجود التركي هو جزء من الوجود العسكري الاميركي المنسّق»، مضيفاً ان «العراق سيحارب اي وجود اميركي او تركي يتعارض مع سيادتنا، فقد تعوّد العراقيون على العيش في ظل الحرب منذ حكم صدام حسين الذي قتل اعداداً هائلة، ثم قضت عليه الحرب الاميركية على العراق، ومنذ عام 2003، لم يعش العراق حالة استقرار دائمة، ولهذا فإن شبح الحرب لن ينتهي بخروج داعش من الموصل، بل هناك عمل طويل في الفلوجة، وفي مناطق اخرى مختلفة، وعلى الحدود السورية، وداخل سورية. وتالياً، فإن العراق لن يستقر ما دام هذا التنظيم موجودا داخل اراضيه او على حدوده».

وانهى المصدر قائلاً لـ «الراي» ان «أميركا تريد تأكيد وجودها في العراق من جديد، وهذا ما لا تمانعه الحكومة ما دامت القوات الاميركية تنسّق هذا الوجود معنا ولا تفرض إملاءاتها علينا، واذا اراد اوباما تحرير الموصل ليخرج من عهده بهذا الانجاز، فنحن نرحب بذلك، ولكن هذا لا يعني نهاية داعش ابداً، بل ان الطريق لا يزال طويلاً امام المصالحة العراقية الداخلية، التي تشكل التحدي الاكبر من داعش».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي