No Script

البعض وصفها بـ «الفاشلة»... قدم وعوداً لا يمكنه الإيفاء بها

جولة بومبيو تثير جدالاً داخلياً... سوّق نفسه لمعركة رئاسية... مستقبلاً

No Image
تصغير
تكبير

أثارت جولة وزير الخارجية مايك بومبيو في الشرق الاوسط جدالاً حادا داخل دوائر القرار الاميركية، حيث اتهمه كثيرون بانه قدم وعودا لا يمكنه الايفاء بها، فيما ذهب البعض الى اتهام الوزير بأن هدف جولته كان اظهار نفسه على شكل القائد الملهم، صاحب النظرة الثاقبة والقدرات الديبلوماسية، وذلك كجزء من حملة ترشحه الى الرئاسة مستقبلاً.
وفي جلسات خاصة، قال ديبلوماسيون ان «خطاب بومبيو عن اميركا كقوة من اجل الخير كان اقرب الى الشعر منه الى الواقع»، وان وعوده بترحيل آخر مقاتل موال لايران من سورية، كان وعداً فارغاً، لم يصدقه الحلفاء، قبل الخصوم. وتساءل بعض الديبلوماسيين الاميركيين: «كيف يمكننا اقناع الحلفاء باننا قادرون على اقتلاع إيران من سورية، في وقت لا قدرة لنا على التأثير في سياسات وتصرفات حليفتنا تركيا»؟
ويعتقد ديبلوماسيون عاملون في وزارة الخارجية، ان بومبيو لم يتطرق الى اكثر الشؤون الشائكة، فهو تحدث في جلساته المغلقة مع المسؤولين العرب عن حرب اليمن بشكل عام ومبهم، ولم يقدم لهم أي مخارج للحرب التي تدخل عامها الرابع، ولا هو قدم لهم حلولا، او قطع وعوداً، ولم يطلب منهم أي تعهدات أو وعود كذلك.
ويتابع الديبلوماسيون ان بومبيو تفادى الحديث عن القضية التي تشغل الفضاء الاعلامي والسياسي العربي على مدى نصف القرن الماضي، أي مسألة السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وهو عندما تطرق اليها، اشار الى ان الرئيس دونالد ترامب أعلن ان القدس عاصمة اسرائيل بسبب وعوده الانتخابية للداخل، وكأن الشعبوية الاميركية هي التي تملي سياسة الولايات المتحدة الخارجية وعلاقاتها مع حلفائها، وهو «امر من شأنه ان يثير دهشة الحلفاء وذعرهم، بدلا من تطمينهم».
ويضيف الديبلوماسيون ان بومبيو حاول الايحاء، وكأن زيارتيه الى الكويت (تأجلت لأسباب عائلية خاصة) وقطر، ستتكللان باتفاقيات تعاون ثنائية وعقود عسكرية، «فيما الواقع ان علاقة واشنطن بالكويت والدوحة هي من العلاقات القليلة المتينة التي لم تهتز اثناء حكم ترامب»، الذي أدت سنوات حكمه حتى الآن الى اهتزاز علاقة الولايات المتحدة بغالبية حلفائها حول العالم.
ويرى بعض المشاركين في الجلسات الخاصة في العاصمة الاميركية، انه كان على بومبيو «ان يدرك ان ظهور وزير خارجية اميركا بمظهر الضعيف غير القادر على تقديم وعود، او الايفاء بها، ان يبتعد عن دائرة الضوء، وان يتواصل مع الحلفاء بشكل بعيد عن الاضواء، وان يحاول تقديم تطمينات لهم تكون واقعية، وان متواضعة».
وفي هذا السياق، نشر السفير الاميركي السابق لدى اسرائيل مارتن انديك، مقالة قارن فيها بين ديبلوماسية وزير الخارجية السابق المحنك هنري كيسنجر، وبومبيو، لفت فيها إلى ان في ولاية الاثنين، اميركا تقوم بسحب جنودها، في حالة الاول من فيتنام، وفي حالة الثاني من سورية.
وقال انديك انه في ولاية كيسنجر، كان رئيسه الراحل ريتشارد نيكسون يعاني من تحقيقات واهتزازات حكمه داخليا، وكذلك الحال بالنسبة لرئيس بومبيو، اي ترامب، الذي يعاني من تحقيقات المحقق الخاص روبرت مولر في امكانية تورطه او احد افراد عائلته والمقربين منه، في التعامل مع روسيا ضد منافسيه في اميركا.
ويرى انديك ان لا بد ان مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي ضرب بيده على فخذه عند سماعه بومبيو يعد باخراج القوات الموالية لايران سورية، وهو يقول: «أصدقاً ذلك؟ ستخرجوننا بجيش من»؟
خلاصة النقاشات الاميركية ان زيارة بومبيو للمنطقة كانت لمصالحة الشخصية، وانها باءت بفشل ذريع، وان الوزير لا يتمتع بدعم رئيسه، وان القضايا التي يفترض ان تكون في اطار عمله هي اما في ايدي مبعوثي الأمم المتحدة، مثل في حالة اليمن، او في ايدي هواة من اقرباء الرئيس، مثل جاريد كوشنر، الذي ما فتئ يتحدث عن «صفقة القرن» للسلام العربي - الاسرائيلي، على مدى السنتين الماضيتين، من دون ان يقدم حتى الآن اي مخطط او اطار لشرح صفقته المزعومة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي