No Script

حروف باسمة

إطلالة على مفكرة أصحاب الإعاقة

تصغير
تكبير

رحاب مشرق تزين سماءه نجوم زاهرة تنشد الأمل وتتحدى الصعاب وتزيل الأشواك والكدمات واللجمات* التي تعتري سبيلها من اجل تحديد غاياتها والوصول الى أمانيها وآمالها.
إنهم أناس جدوا فأبدعوا، وأخلصوا فأنتجوا، ولهم بصمات جميلة وآثار طيبة في مجالات عديدة سنأتي على ذكرها في مقالات قادمة بإذن الله الكريم. ولكن المتتبع لمسيرة تعليم وتأهيل وتنشئة ذوي الاحتياجات الخاصة لا بد وان يستذكر الخطوات والسبل والمراحل التي مرت بها عملية التعليم منذ الخمسينيات، حيث افتتح اول معهد للنور ضمن المعهد الديني في السوق (سكة ابن دعيج)، ثم نقل هذا المعهد الى منزل في منطقة شرق. وبعد ذلك الى مبنى خاص له قرب المعهد الديني في منطقة شرق ايضاً، ثم نقلت مدارس التربية الخاصة إلى مبناها الحالي في منطقة حولي، وهي تضم العديد من المعاهد، منها الأمل والنور والتربية الفكرية وتأهيلهما ومدارس الرجاء والوفاء والعطاء والسلوك التوحدي.
ولهذه المنظومة التعليمية التربوية ميلادان، أولهما، في الخمسينيات عندما قام الاستاذ عبدالعزيز الشاهين - يرحمه الله - بتأسيس مدرسة النور. وتتابعت المدارس بعدها ووضعت الانظمة التعليمية الخاصة لكل إعاقة. ثم جاء الميلاد الثاني في الثمانينات، حيث واصل الاستاذ محمد حمد الحميدي، مدير ادارة مدارس التربية الخاصة في ذلك الوقت، المسيرة التربوية ووضع أسس وشروط قبول الطلاب لكل مدرسة. وكثير من النظم لكثير من القضايا التربوية وجدت فرق تطوير المناهج لجميع المدارس. وعملت اللجنة العليا لتطوير مناهج التربية الخاصة على شحذ الهمم في تطوير كل المناهج وإشراك اولياء الامور أصحاب الاهتمام في بعض القضايا التربوية التي تهم ذوي الاحتياجات الخاصة والعمل على تطوير اختبارات القدرات للتأهيل المهني وايجاد الدراسات التي تعمل على ابراز التخصصات التي تتفق وحاجات سوق العمل المحلي وإدماج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع.


ولم تزل الأصوات تنادي لدمج اصحاب الإعاقة في المجتمع وإيجاد السبل المختلفة لدمجهم. واكد قانون رقم 8 /‏2010 في شأن حقوق ذوي الاعاقة والذي صدر في مخاض عسير يوم اصداره في مجلس الامة، على أهمية دمج اصحاب الإعاقة في المجتمع ولم نزل نسمع عن ضرورة هذا الهدف التربوي المهم، ولم نجد اثاراً ولو قليلة في تطبيقه، وينشغل البعض في درجات الإعاقة وما تحققه من قضايا مادية، ونصرف النظر عن القضايا التربوية والتعليمية التي لها أكبر الأثر في تنشئة وتأهيل وتربية وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة.
فعسى أن تجدّ المؤسسة التربوية ولجنة شؤون التعليم والثقافة والارشاد في مجلس الأمة، من اجل العمل على تطوير مناهج اصحاب الإعاقة والعمل على دمجهم في المجتمع، كل حسب قدرته وميله واستعداده وموهبته.
والتحية لابنائي في مدارس التربية الخاصة من تربيتها ونورها واملها وتأهيلها ووفائها وعطائها وسلوكها التوحدي، والرحمة لمؤسسي التربية الخاصة الاستاذ عبدالعزيز الشاهين، والدعاء بالخير والتوفيق والازدهار للاستاذ محمد حمد الحميدي، وله الشكر على جميع ما بذله من اجل تنمية وتطوير وتربية اصحاب الإعاقة.
رجال حموها وهي صحراء بلقعٌ
ومن أجلها قد طوفوا البر والبحرا
إلى أن أراد الله آخر عهدهم جميلاً
فصار الرمل من تحتهم تبرا

* اللجمة: هي نتوء من حصى في الأرض إذا اصطدم به أصبع الإنسان حافي القدم فإنه يدميه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي