No Script

وجع الحروف

التجاهل... هل يكفي؟

تصغير
تكبير

كنت في عام 2013 حريصاً على الحفاظ على الهوية الوطنية? الوحدة الوطنية? والولاء الوطني وأهمية العمل الجماعي وتنوير المجتمع تجاه ظواهر دخيلة? فكتبت مقال (الترويج لـ«السفاهة») ومقالاً آخر «مجاراة السفهاء».
وبعدها كتبت الأخت سهيلة غلوم مقالاً نشر في «الراي» 27 أكتوبر 2013 عنوانه «علاج الجاهل... التجاهل»، وجاء فيه: «ان الانشغال بصغائر الأمور يهدر الطاقات ويضيع الأوقات ويذهب الجهود... وان علاج الجاهل... التجاهل»، وذكرت قولاً لعلي بن أبي طالب عليه السلام: «لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه».
تخيلوا بعد أكثر من خمسة أعوام... يتحقق ما نبهنا حول خطورته ومطلوب مكافحته آنذاك حيث بات السفهاء من حولنا يحدّدون مسار الطريق للجموع - إلا ما ندر - وكأنهم على طريق الحق في تصورهم ولم يجدوا مَن يردعهم ويقول لهم: «أنتم وين رايحين....؟» لكن لا حياة لمن تنادي!


صغائر الأمور كالترويج للسفاهة وتقديم مجاميع تحمل فكراً سطحياً، وكذلك الحال بالنسبة للأخطاء السلوكية عندما تترك من دون علاج في وقتها، فإنها تصبح سمة من سمات المجتمع لا سيما مع عزوف العقلاء والتزامهم الصمت.
فالتجاهل بالنسبة للجهلاء والسفهاء أوصلنا إلى ما ترون من تيه اجتماعي ومؤسساتي، حتى باتت الأخبار تتناقلها الوسائل الإعلامية حول الفاشنيستات ومشاهير السوشيال ميديا، وكأنه أمر جديد وسرّاق المال العام!
لم أستغرب الكم الهائل من السرقات والتجاوزات... إنها تراكمات أوجدتها نظرية الفوضى، التي تركنا تطبيقها قائماً إلى أن عمّ الفساد معظم المؤسسات، وأصبح نسيجنا الاجتماعي ومستوانا متدنياً جداً في التعليم، والخدمات الصحية والطرق وتنفيذ المشاريع من سيئ إلى أسوأ.
كان لا بد من وقفة جادة في وجه كل مفسد «سفيه? جاهل? سطحي الفكر والثقافة والباحثين عن الثراء السريع»، وهي جوانب ذكرت في أجندة الليبرالية الجديدة.
عندما يتقدم الجموع من لا يحمل فكراً قيادياً ولا ثقافة صالحة ولا حساً بالمسؤولية الوطنية، فالطريق يعتبر ممهداً لما نعيش فصوله? ولهذا السبب ننادي العقلاء ونحث أصحاب الفكر النير بأن يكونوا مجاميع إصلاحية للخروج من الوضع الذي أفقدنا ملامح الرؤية التي يتطلع لتحقيقها حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه.
الزبدة:
من هم العقلاء وأصحاب الفكرالناضج؟
إنهم خيرة من أبناء المجتمع الكويتي... ممن يحملون درجات علمية فيها توصيات صالحة للتطبيق وخبرة «الخبرة لا يعني إن سين من الناس تقاعد ولديه خدمة تجاوزت 20 أو 30 عاما... نعني الخبرة ممن تقلد مناصب تنفيذية وكان له إنجازات على أرض الواقع، أثناء عمله وصاحب رؤية وملم بالفكر الاستراتيجي».
هؤلاء النخبة المنسية ممن التصقت أسماؤهم بحسن السيرة والسلوك ولديهم مستوى رشد رفيع ورؤية إصلاحية... وخلافهم مَن تسلّح بالواسطة أو النفوذ أو تبادل المصالح، إنما هم سبب تراجع الحال مع الأسف.
لذلك? التجاهل لا يوقف مد السفهاء والجهلاء... بل يزيد من تأثيرهم خصوصاً لدى البسطاء، وبالتالي فإنه لا يكفي كعلاج لحالة التيه الاجتماعي والمؤسساتي التي نعيشها.
حان الوقت لمحاسبة كل سرّاق المال العام? ومعاقبة كل من أفسد مكونات المجتمع ومؤسساته? ومعاقبة الباحثين عن الثراء السريع.
متى ما رأيتم السجون مكتظة برموز الفساد والمؤسسات يتولى قيادتها رجال دولة، حينئذ نستطيع القول إن العملية الإصلاحية قد تحققت وإن كانت فقط للاستهلاك الإعلامي فهذا مؤشر خطير.
لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه... فقط اخرجوا من صمتكم أيها العقلاء الحكماء النزهاء، فأنتم بعد الله الأمل الفعلي والواقعي لإصلاح ذوات الأنفس والمؤسسات والمجتمع ككل صغيره وكبيره.... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي