No Script

مشكلة... وليست أزمة!

تصغير
تكبير

لم يكد منتخب ألمانيا يستوعب «الخروج الصادم» من الدور الأول لكأس العالم 2018 في روسيا، حتى تعرض الى نكسة جديدة على يد نظيره الهولندي في دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم، ما يؤكد ان الـ «مانشافت» ويواكيم لوف يعانيان من مشكلة ثقة في النفس على الارجح، أدت الى هذه النتائج المخيّبة التي فتحت الباب على مصراعيه حول جدوى بقاء المدرب في منصبه من عدمه خلال المرحلة الصعبة المقبلة، وهل انه الرجل المناسب لإعادة بناء ما تهدم!
ما هو مؤكد أن ما يجري لألمانيا هو مشكلة وليس ازمة مستعصية على شاكلة ما تعرضت له إيطاليا أخيرا وأدى الى غيابها عن المونديال الروسي، نتيجة لندرة المواهب وضعف البنية التحتية وتراجع مستوى انديتها وغياب الجيل الناجح وغيرها. فألمانيا ما زالت زاهية، انما يبدو أن هناك خطباً ما واخطاء يجب تصحيحها، سواء من لوف او اللاعبين او الاتحاد، وإلا فإن الامور ستسير نحو نتائج لا تُحمد عقباها وتدهور متزايد لا يمكن السكوت عنه بعدما طالت مدته.
لقد هبط مستوى بطل العالم 4 مرات الى الدرك الأسفل فجأة، على الرغم من وفرة المواهب والبنية التحتية الهائلة التي يحسد عليها، وهو بات مهدداً بالتخلي طوعاً عن موقعه المعتاد في المستوى الأول والنزول الى الثاني في دوري الأمم ليدفع «ضريبة ثمينة» لأحواله التي ازدادت حرجاً بعد الخسارة الأشد ألماً امام «الطواحين» على مدار تاريخ المواجهات بين «الجارين».
وبعد «كارثة روسيا»، ظن المراقبون في ألمانيا بأن المنتخب سينهض، وكان التعادل السلبي مع فرنسا بطلة العالم في الظهور الأول بعد المونديال وضمن الجولة الأولى من دوري الأمم، بداية الغيث، إلاّ ان السقوط المدوي في امستردام بعثر كل شيء وأعاد «الماكينات» الى ارض الواقع، لا بل ضاعف الجراح.
ويبدو ان لوف لم يعد يملك «العصا السحرية» التي قادت ألمانيا للتتويج باللقب العالمي وكأس القارات 2017 حيث شارك في الاخيرة بالمنتخب الثاني، وهو يقف الآن عاجزا عن ايجاد حل لمشكلته الحالية والمتمثلة في الكم الكبير من اهدار الفرص السانحة للتسجيل، فضلا عن وجود ثغرات في خط الدفاع بشكل عام، فدفعت بلاده الثمن باهظاً، اول من امس، امام هولندا التي زارت شباكها 3 مرات.
وأمام الوضع المتردي، رفعت وسائل الإعلام الألمانية الصوت عالياً في وجه لوف وطالبته بـ «التنحي» بعد 12 عاما على تسلمه الدفة، منتقدة اختياراته وأفكاره في الملعب واصراره على الدفع بـ «الحرس القديم» الذي قاد الـ «المانشافت» الى تبوؤ قمّة الهرم الكروي في 2014، قبل الانحدار الخطير حاليا.
ويمكننا القول إن تدهور «صحة» بايرن ميونيخ، الرافد الأساسي للمنتخب، في الموسم الراهن، انعكس سلبا على أداء الـ «مانشافت»، حيث يتحمّل الحارس مانويل نوير مسؤولية الهدف الأول، فيما ظهر المدافع جيروم بواتينغ في حالة يرثى لها. اما توماس مولر، فما زال يعاني من تراجع خطير في مستواه منذ 2016.
لذا، يتوجب على لوف التخلي عن وفائه لهذا «الحرس»، وان يعمد الى فتح الباب امام «الوجوه الشابة» مثل ليروي سانيه ويوليان براندت وسيرج غنابري وغيرهم، لأخذ موقعهم في التشكيلة الأساسية، سعيا لإيجاد توازن بين عنصري الخبرة والشباب.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي