No Script

فكّت الارتباط بـ «القاعدة» استجابة «لمصلحة الأمة» و... أميركا

هل يصبح اسم «النصرة»... «جبهة فتح الشام»؟

تصغير
تكبير
علمت «الراي» ان «جبهة النصرة» (القاعدة في بلاد الشام) لم تعد فرعاً لـ «قاعدة الجهاد»، التي يتزعمها ايمن الظواهري ونائبوه، بعدما فكت ارتباطها بها تنظيمياً، وان موفدين ارسلوا الى الفروع والقيادة الخارجية لشرح القرار وابلاغهم به، لا لاخذ المشورة بل لوضعهم في اجواء اسبابه وموجباته، لان القرار قد اتخذ.

وكان اجتمع «مجلس الشورى» وعشرات من قيادات الصف الاول والثاني في «جبهة النصرة» (سابقاً)، وتداولوا في الامر منذ مدة قبل ان يصلوا إلى إجماع مفاده ان «للتاريخ ولمصلحة الامة الاسلامية ولساحة ارض الشام، تقرر فك الارتباط لسحب الذرائع من الكفر العالمي (اميركا وروسيا) للحؤول دون تدمير قوى المعارضة السورية وشق عصا المسلمين، ولكي لا يبقى لدى احد حجة علينا، ولذا فان هذا القرار إتخذ لتوحيد الصف بين الفصائل، أما المنهج والثوابت فتبقى كما هي حتى ولو انتهت التبعية التنظيمية للقاعدة. ولقد كان لقيادات الرعيل الاول في القاعدة الدور بالمشاورة وقرار الانفصال عن القاعدة الام وان الإعلان سيتم في الوقت المناسب بعد استكمال جميع الاجراءات اللازمة لذلك».

ولكن هل نقض البيعة تعتبر خيانة؟

تقول مصادر معنية لـ«الراي» ان «بيعة زعيم النصرة ابو محمد الجولاني لاميره ايمن الظواهري هي بيعة قتال في سبيل الله ويجوز نقضها عند ظهور المعارض والموانع لبقائها ولدرء خطر اعظم على الامة الاسلامية، وهي مصلحة مقدمة على مصلحة الفرد والجماعة. هذه بيعة استثنائية وليست بيعة لامام عام، لذلك فانها لا تعتبر مفسدة ولا اثم كبيرا بل تجوز لدرء المفاسد والمخاطر الكبرى. فجبهة النصرة كيان ولها وضعية مختلفة عن القاعدة. فتنظيم قاعدة الجهاد لا يمتلك جيشاً ولا شعباً ولا ارضاً ولا مسؤوليات خدماتية ولم يدخل في نزاعات داخلية مع فصائل يتعايش معها (كحال النصرة في سورية)، ولا يرابط على الجهات وخطوط العدو ولا هم له في حماية الساحة (بلاد الشام) من التصادم الداخلي او الانحراف عن المنهج والعقيدة. كلها تحديات تجابهها جبهة النصرة يومياً في سورية وتتعامل معها بما تتطلبه مقتضيات الساحة إلى ان تنتشر الدعوة وتنهض الامة بعد ابعاد الخطر الاكبر».

وفي معلومات خاصة لـ«الراي» ان اسماً جديداً يتردد لجبهة النصرة هو «جبهة فتح الشام» ليكون بذلك «اسماً نظيفاً لا وجود له على لائحة التنظيمات الارهابية التي تعتمدها وزارة الخارجية الاميركية ومجلس الامن. وتعتقد«جبهة النصرة»(سابقاً) ان«خطوة تغيير الاسم واعلان فك الارتباط عن القاعدة كافية لوقف قرار الولايات المتحدة وروسيا بتوجيه الضربات الجوية ضدها، وتجنيبها الاستهداف واضعاف الجبهة الداخلية المعارضة للنظام السوري الحالي، خصوصاً بعدما اصبح خطر الصليبيين اشد على الجهاد من خطر الخوارج (داعش) ولذلك اتخذ قرار فك الارتباط لارباك روسيا واميركا وكسب الوقت للملمة الصفوف الداخلية. واكمال العمل لاسقاط النظام وهذه اولوية كبرى لدينا».

إذاً خسرت«قاعدة الجهاد»أهم قاعدة لها في بلاد الشام بعدما دفع الظواهري كل المجاهدين للهجرة الى الشام والقتال فيها لتصبح سورية«قبلة»لكل المجاهدين. واذا اعتقدت«النصرة»انها لن تذوب داخل المعارضة السورية فهي مخطئة لان وقت السلم (اي وقف اطلاق النار) في حال استمراره، يفرق ولا يوحد الفصائل التي تتنازع على السلطة. واذا اعتقدت«النصرة»ان خطوتها هذه في شأن تجميع الفصائل السورية المعارضة، فان داعميها ومموليها لن يقبلوا بذلك لاختلاف التوجهات والسياسات. وإذا استجابت«النصرة»للرغبة الاميركية بفك الارتباط بـ«القاعدة»، تكون الادارة الاميركية نجحت في اضعاف«قاعدة الجهاد»بإفقادها اهم فصيل لديها في سورية، ولن تستطيع«النصرة»العودة الى«القاعدة»بعد ان تكون اصبحت فصيلاً سورياً داخل الساحة الشامية من دون ان ينتفي امكان ايجاد حاضنة للمهاجرين – الذين سيبقون ضمن التسمية الجديدة لـ«النصرة»ويمثل هؤلاء اقل من الفي مقاتل.

والاسئلة الان هي الاتية: هل ستفقد«النصرة»مهاجريها أو جزءا منهم لمصلحة«داعش»او يتركون الساحة؟ وهل ستبقى جماعات مثل«جيش المهاجرين والانصار»المؤلف من القوقازيين داخل التسمية الجديدة لـ«النصرة»؟ وهل ستتحد الفصائل المعارضة؟ هول ستقبل الولايات المتحدة بازالة جماعة«النصرة»عن لائحة الارهاب بمجرد فك الارتباط وتغيير الاسم من دون الالتفات للعقيدة؟

اسئلة لا يملك احد الجواب عليها في انتظار خروج ابو محمد الجولاني الى العلن لإعلان فك الارتباط والذي مهد له بارساله«جيشه الالكتروني»عبر التواصل الاجتماعي تحضيراً للاجواء حتى لا يشكل الإعلان الرسمي صدمة... لا شك ان الايام المقبلة مهمة و«مشوقة» في بلاد الشام.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي