No Script

رواق

بلا ثروة

تصغير
تكبير

صحونا ذات يوم بلا وطن، فكانت ثروتنا وسيلة من وسائل استرجاعه، أما الوسيلة الأساسية فكانت ثروتنا الحقيقية المتمثلة في البشر.
ماذا لو صحونا ذات يوم بلا ثروة؟
وتحققت توقعات الشاعر فهد بورسلي: و«هالنفط الغزير انقلب ماي غدير».


ماذا سيكون وضع الذين يخترعون قضاياهم الموسمية، أمام معاناة حقيقية تتمثل في انخفاض رواتبها ثلاثة آلاف دينار الى ألفي دينار، نصفها أقساط على كماليات ونصفها الآخر يستنزف بالاستعراض والبذخ، هل ستشعر حينها بمعاناة الذين رواتبهم مئتي دينار بالكاد تسد ايجار مسكنهم؟ ‏
ما وضع التي «تاحت على متعم بالسودفا» هل تقنن مصادفاتها لتوفير مصروفاتها؟ ما وضع التي وضعت اسمها على قائمة الانتظار الطويلة لـ«الجنطه الكروكدايل»، هل ستسمح لها كرامتها التخلي عنها والانسحاب من القائمة؟ ماذا سيكون وضع الذين يستبدلون سياراتهم كل عام بالتقسيط، ليمتلكوا أحدث الموديلات في حين قد لا يمتلكون سكنا في أغلب الأحيان!
بلا ثروة إنسانية حقيقية يتحول البشر الى كائنات استعراضية قابلة للتنمر على من دونها، كي «لا يصل مواصيلها» و«اللي ما تطوله حامض عنه تقول».
وفِي محاولة شعرية لإعادة البشر الى جادة الصواب الانسانية قال الشاعر فهد بورسلي نفسه: «ما نبي النفط ومعاشة صرنا للعالم طماشة».
معتبرا فقدان الثروة المادية أحيانا وسيلة من وسائل الوصول للثروة الانسانية الحقيقية التي لا تقدر بثمن.
اللهم حقق أهدافنا بوسائل لا تمس رواتبنا، وعجل في نزولها وصرفها وأصرف عنا جميع ما سبق.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي