No Script

وقل رب زدني علماً / متى دمعت عيناك؟

تصغير
تكبير
في هذه الزاوية نقدم مجموعة من الأفكار والخواطر الإيمانية والتربوية التي تتناسب مع طبيعة شهر رمضان المبارك عسى الله أن ينفعنا بها.

من المشاعر التي تعتري الإنسان الحزن والفرح, فالدنيا ليست مكاناً للفرح الدائم، ففي الانسان تتحكم المشاعروهي ليست بيده، يفرح حين يشاء, ويحزن حين يشاء، إنه شعور داخلي لا نستطيع السيطرة عليه نابع من أعماق النفس البشرية, إن للحياة وجهين، وجه مضيء أو مظلم, فلندرب أنفسنا على رؤية الوجه المضيء بالتقوى والحب والرجاء, ولنقلل من مساحة الوجه المظلم بإحلال التفاؤل بدل التشاؤم, والأمل بدل اليأس, والحب بدل الكراهية, ولنبتعد عن ذكريات الفشل والخيبة, ولنركز على الحاضر, أما المستقبل فهو بيد الله سبحانه وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) الحشر 18، ومن العلوم الحديثة: أن العلماء بعدما استخدموا تقنية المسح بالرنين المغناطيسي الوظيفي, وجدوا أن المناطق التي تنشط في الدماغ أثناء تفكير الإنسان بالماضي, هي ذاتها التي تنشط أثناء التفكير بالمستقبل، ولهذا نرى أن القرآن الكريم يخاطب الناس بما جرى في الماضي, بقدر ما سيكون في المستقبل, فلا عجب بأن دماغ المؤمن يتأثر بكلام الله تعالى، لأن هذا الكلام يخاطب كل خلية من خلايا المؤمن, ولأن الخلايا قد فطرها الله سبحانه وتعالى على الفطرة السليمة, وأودع فيها برنامجا يستجيب لكلام الله جل وعلا فهو خالقها, وهي تتأثر بكلام الله لا أحد غيره, إخواني وأخواتي: أكثروا من قراءة القرآن الكريم وسماعه لعلكم تفلحون، ففي كل يوم, نجد في القرآن الكريم شيئا جديدا وكأنه أنزل بالأمس، وفي أثناء قراءتنا للقرآن الكريم, قد نصادف آية تهز كياننا فيظهر ذلك عبرعيوننا، دموع تتساقط على الخدود تحكي ما في القلب من رهبة وخشية, ممزوجة بحب لله العلي القدير, وهذا من فضل الله علينا ( قل آمنوا به أولا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ) الاسراء 109، ( وإذا سمعوا ما أُنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين) المائدة 83، هذا هو المؤمن الحقيقي، يستوطن القرآن الكريم قلبه وعقله وروحه، فيصبح قرآني الهوى يتأثر بالحرف قبل الكلمة، بجميع حواسه وأركانه, فلا عجب أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ذكرأن من بين السبعة الذين يظلهم الله تحت عرشه في ذلك الحر الشديد يوم لاظل إلا ظله: ( رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ) رواه البخاري ومسلم، نعم، هنا تسكب العبرات، اللهم علّمنا القرآن وفهّمنا القرآن, وانفعنا بالقرآن, واجعلنا من أهل القرآن.

@nn477601
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي