ما عادت الكتابة في مواضيع تشبه موضوع اليوم تستهوي الكثير من القراء، فقناعتي هي أن الكثيرين إما أنهم «غسلوا أيديهم» من أي أمر جيد قد يحدث في البلاد، وإما أنهم باتو يبحثون عن مواضيع أكثر إثارة تشدهم لقراءتها، ولا ألومهم كثيرا في هذه فمع تسارع الأحداث الإقليمية الكبرى بات الحديث في الأمور التخصصية والفنية من الأمور التي قد يعتبرها البعض من مواضيع «التلهية» أو بالكويتي الفصيح.. «ما فيها سالفة»!
رغم هذه المقدمة، إلا أنني وجدته لزاما عليّ أن أتحدث عن ذلك اللقاء العلمي الرائع، الذي دعتني له الصديقة العزيزة سارة العجيان، والذي أقيم في كلية العلوم الإدارية في جامعة الكويت، وكان عبارة عن جلسة للعصف الذهني حول مشروع تعمل عليه الباحثة الجادة في كلية العلوم الإدارية العجيان بالتعاون مع جامعة لندن للعلوم الاقتصادية، وبدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وكان محور النقاش هو التفكير في الآليات الأفضل لتغيير السلوك الاستهلاكي لدى مستخدمي الكهرباء والماء في الكويت، وكيفية الوصول لطرق ناجحة في الواقع الكويتي لتغيير أنماط الاستهلاك.
سبب حديثي اليوم عن هذا اللقاء ينقسم إلى قسمين، أولهما في جودة المادة العلمية التي تم تقديمها للمشاركين، حيث كانت الدكتورة حصة ومشاركوها في اللقاء من خارج الكويت «محضرين نفسهم عدل» للنقاش، الذي تميز بالمباشرة والوضوح والالتزام بالأدوات العلمية المتاحة في علوم تغيير السلوك البشري، وسعدت كثيرا بمشاركة الحضور الذين كانوا كلهم من فئة الشباب - لدرجة شعرت معها بأني «شايب»- وصراحتهم في الرد على ما طرح في الندوة مع عدم المجاملة في ما يخص الواقع المحلي ومشاكله!