No Script

نفسياسي

حصة وسارة العجيان... ومحمد بوشهري!

تصغير
تكبير

ما عادت الكتابة في مواضيع تشبه موضوع اليوم تستهوي الكثير من القراء، فقناعتي هي أن الكثيرين إما أنهم «غسلوا أيديهم» من أي أمر جيد قد يحدث في البلاد، وإما أنهم باتو يبحثون عن مواضيع أكثر إثارة تشدهم لقراءتها، ولا ألومهم كثيرا في هذه فمع تسارع الأحداث الإقليمية الكبرى بات الحديث في الأمور التخصصية والفنية من الأمور التي قد يعتبرها البعض من مواضيع «التلهية» أو بالكويتي الفصيح.. «ما فيها سالفة»!
رغم هذه المقدمة، إلا أنني وجدته لزاما عليّ أن أتحدث عن ذلك اللقاء العلمي الرائع، الذي دعتني له الصديقة العزيزة سارة العجيان، والذي أقيم في كلية العلوم الإدارية في جامعة الكويت، وكان عبارة عن جلسة للعصف الذهني حول مشروع تعمل عليه الباحثة الجادة في كلية العلوم الإدارية العجيان بالتعاون مع جامعة لندن للعلوم الاقتصادية، وبدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وكان محور النقاش هو التفكير في الآليات الأفضل لتغيير السلوك الاستهلاكي لدى مستخدمي الكهرباء والماء في الكويت، وكيفية الوصول لطرق ناجحة في الواقع الكويتي لتغيير أنماط الاستهلاك.
سبب حديثي اليوم عن هذا اللقاء ينقسم إلى قسمين، أولهما في جودة المادة العلمية التي تم تقديمها للمشاركين، حيث كانت الدكتورة حصة ومشاركوها في اللقاء من خارج الكويت «محضرين نفسهم عدل» للنقاش، الذي تميز بالمباشرة والوضوح والالتزام بالأدوات العلمية المتاحة في علوم تغيير السلوك البشري، وسعدت كثيرا بمشاركة الحضور الذين كانوا كلهم من فئة الشباب - لدرجة شعرت معها بأني «شايب»- وصراحتهم في الرد على ما طرح في الندوة مع عدم المجاملة في ما يخص الواقع المحلي ومشاكله!


السبب الثاني الذي دعاني لكتابة هذا المقال هو ذو علاقة أيضا بجودة اللقاء، ولكن سعادتي باللقاء جعلتني أسرح قليلا في توافر هذه العقول الكويتية القادرة على العطاء لبلدها، وكيف أننا ما عدنا نسمع الكثير عن هذه الجهود من أجهزة الدولة أو وسائل الاعلام التقليدي أو السوشيال ميديا، وكيف أن فضاءنا العام أصبح مشبعا باليأس والإحباط رغم توافر العديد من مقومات النهوض بالبلاد، وبأيدٍ وطنية تعمل من أجل البلاد وبكل هدوء وإنكار للذات رغم كل المعوقات!
المحاضرة وجودتها استفزتني بشكل إيجابي، فما كان مني إلا التواصل مع الأخ العزيز محمد بوشهري وكيل وزارة الكهرباء والماء، والذي نتابع بكل فخر جهوده المخلصة في تطوير قطاعاته، ولم يفاجئني «بوهبة» كالعادة في سرعة رده وتفاعله الرائع مع الموضوع وأبدى وبمبادرة منه رغبة في اللقاء بالدكتورة حصة وفريقها لتذليل أي صعوبات قد تعترض طريق بحثهم وتقديم ما يلزم للتعاون معهم في الوصول لنتائج تخدم الكويت وأهلها.
باختصار... أتفهم الإحباط الذي يصيب الكثيرين من الوضع العام، لكن هنالك الكثير من الأمور الجيدة التي تحصل في الكويت... المشكلة في نظري في كثير من الأحيان أن كلا منا يعمل لوحده، ولا نحتاج لأكثر من طريقة تربط مشاريعنا ببعضها البعض، لينعكس ذلك على البلاد كلها... ونتفاءل «شوي»!

alkhadhari@gmail.com
Twitter: @dralkhadhari

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي