No Script

قيم ومبادئ

لماذا ضعف تأثير القرآن؟

تصغير
تكبير

لقد اعتنى القرآن الكريم في تحديد بناء الشخصية المسلمة وفق المنهج الرباني الذي شرعه الله تعالى في كتابه وعلى سُنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ولقد كان جيل الصحابة رضي الله عنهم، الذي نال شرف رضا الله تعالى ورضا رسوله الكريم قال تعالى: «وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ».
ثم ما زال التغيير يطرأ على ملامح هذه الشخصية المتميزة، كلما بَعُد العهد عن الزمن المبارك - زمن النبوة - بسبب طروء المؤثرات المختلفة، لاسيما مع الانفتاح وانبساط الدنيا فطرأت الطوارئ على العقيدة ونزلت النوازل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها من أسباب ألقت بظلالها على المسلمين - أفراداً ومجتمعات - فنتج عن ذلك نتائج عديدة، منها تشوه معالم الشخصية الإسلامية التي يريدها الله تعالى من عباده، وبروز مظاهر تمثل انحرافاً عن المنهج الرباني الذي رسمه القرآن الكريم والسنة المطهرة، مما أثار همم المصلحين من العلماء والدعاة لإعادة بناء وترميم الشخصية الإسلامية التي وضعها الله تعالى لعباده المؤمنين، وترجمتها إلى واقع عملي وذلك أول أسباب النهوض والتقدم في الدنيا والآخرة، ومن أهم أسباب النصر والتمكين كما قال الله عز وجل: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بأنفسهم».
فالتغيير من الداخل وليس من الخارج كما يفعل أصحاب الثورات!


فإذا أراد المسلمون النصر والتمكين، فعليهم أن يكونوا كما أراد رب العالمين، ويكون ما يدور في قلوبهم مثلما كان يدور في قلوب الصحابة الكرام.
ما تعريف الشخصية الإسلامية؟
 لا بد في تعريفنا لها من النظر إلى أصل فطرتها السوية، وما هذبها به الشرع المطهر فالشخصية الإسلامية هي الشخصية الإنسانية الوحيدة التي توصف بأنها سوية، سوية في صفاتها وخصائصها، في آمالها وطبائعها، في مقاييسها وموازينها، وهي الشخصية المعتدلة القوام التي لم تمسح فطرتها، ولم تُشوَّه جبلتها، ولأنها تسعى في هذا الكون لتكون الإنسان الذي شاءه خالق الكون ومُبدع الحياة وفاطر الإنسان، وغيره يجري في الحياة مُنكس القلب، مُشوَّش الفكر، لا يعرف طريقه ولا سبيله.
قال تعالى: «إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا».
 بيّن القرآن الكريم أسباب الانحراف عن معالم الشخصية الإسلامية ليحذر المسلم منها ويتجنبها، ومن أخطرها الجهل، واتباع الهوى، والظلم، والكبر، وشياطين الإنس والجن.
لقد أوضح القرآن بيان معالم الانحراف عن هذه الشخصية السوية، ليكتشف المسلم جوانب الضعف في نفسه فيعمل على علاجها واستدراكها، ومن تلك المعالم: الشرك والكفر، والنفاق، والمعاصي، والأخلاق الرذيلة.
وكل إنسان منّا يعرف ضعفه ومداخل الشيطان عليه قال تعالى: «بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ».
الخلاصة:
 ذكر القرآن الكريم أموراً كثيرة تساهم في علاج الانحراف في معالم الشخصية الإسلامية، حتى يتناول المسلمون تلك الأدوية الربانية النافعة، ولا يتخذوا هذا القرآن مهجوراً، ولا يلجأوا إلى أسباب مادية وأعراف دولية ومناهج بشرية لا تخلو من القصور والخطأ، ومن تلك الأساليب القرآنية لعلاج أمراض النفوس الشخصية، وترسيخ ثباتها واستقرارها بعيداً عن مواطن الشبهات والشهوات، العلم النافع والعمل الصالح، والصحبة الصالحة.
فهل من مدّكر؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي