No Script

إطلالة

إلهان عمر بين مُعاداة السامية وشجب النواب

تصغير
تكبير

ولدت إلهان عمر في الرابع من أكتوبر عام 1981 في مدينة مقديشو، ولكنها ترعرعت في بيدوا الصومالية، وهي فرد من بين سبعة أشقاء ووالديها، وبعد أن بدأت الحرب الأهلية هناك فرت عائلة عمر من البلاد لتعيش في مخيم اللاجئين في كينيا عام 1995م، إلى أن سمحت لها الظروف بالهجرة إلى الولايات المتحدة، وهناك بدأت حياة إلهان عمر الدراسية، ومشاركة والدها على مبادئ الديموقراطية إلى أن تخرجت في جامعة نورث داكوتا بدرجة البكالوريوس في العلوم السياسية والدراسات الدولية عام 2011م.
بدأت حياتها المهنية كناشطة في جامعة مينيسوتا، ثم انتقلت للعمل في مينيا بولس سانت بول، ومن هناك استطاعت أن تحقق شهرة واسعة على المستوى الداخلي المحلي عام 2016، خلال انتخابها شخصياً من قبل الحزب الديموقراطي، لتكون عضوة فاعلة في مجلس النواب عن مدينة مينيسوتا الأميركية، رغم أن الجميع يعلم أنها صومالية لاجئة، أصبحت أميركية الجنسية في ما بعد، وبذلك تكون هي أول صومالية أميركية تنتخب لهذا المنصب الرفيع في الولايات المتحدة الأميركية، وحينما ازدادت شهرتها داخلياً مع حزب العمال المزارعين الديموقراطيين في مينيسوتا، فكرت بجدية حول تجربة المنافسة لانتخابات عضوية مجلس النواب الأميركي في الانتخابات النصفية يوم 14 أغسطس عام 2018، لتحقق الفوز الساحق على المرشحين، حتى انتخبت رسمياً في العام نفسه، وتكون بذلك هي أول أميركية من أصول صومالية تنتخب في الكونغرس الأميركي، لتجلس بجانب النائب رشيدة طليب (فلسطينية الأصل).
بعد فوز النائب الديموقراطي المسلمة إلهان عمر أصبحت من أكثر المدافعين عن شؤون المسلمين في العالم وعن حقوق الإنسان الدولي، وأيضا تميزت بأسلوب طرحها الذكي واسئلتها الجريئة، فهي من وبّخت مبعوث ترامب في فنزويلا حينما حضر جلسة الكونغرس، وعرفت إلهان بتصريحاتها النارية عن سياسة دولة الاحتلال، وداعميها، التي وصفتها بنظام الفصل العنصري ومنوّمة العالم كله! وقالت: إن الدعم الأميركي لإسرائيل وراءه أموال لجنة الشؤون العامة الأميركية - الاسرائيلية (إيباك).


وهي مصطلحات اعتبرها الزعماء الديموقراطيون معادية للسامية تحت قبة مجلس النواب، إلا أن هذا الموقف البطولي لها لم يكن محرجاً لزملائها الذين شرحوا لها التاريخ المؤلم للاستعارات اللغوية المتعلقة بمعادة السامية.
 وأكدت عمر أن انتقادها الحكومة الإسرائيلية مشروع، ولا يعني كراهية الشعب اليهودي.
لقد تميزت عمر بانتقاداتها اللاذعة في المواضيع التي تطرحها تحت قبة الكونغرس، ولكن لديها الجرأة في التراجع من خلال النقد البنّاء، أي أخذ خطوة إلى الوراء والتفكير في مراجعة الانتقادات، إلا أن إيمانها الراسخ بالعقيدة الاسلامية جعلتها تعيد إحياء المصطلح المعادي للسامية، وتشن حملاتها على المساعدات اليهودية.
وبالتالي فان القيم المشتركة والمصالح الاستراتيجية بين الولايات المتحدة واسرائيل، تدفع عددا كبيرا من نواب الكونغرس - خصوصاً النواب اليهود الأميركيين - إلى التوجه لدعم إسرائيل مادياً ومعنوياً، في حين لم تتوقف النائب المسلمة إلهان عن التغريدات التويترية النارية في معاداة السامية، حتى دعاها ترامب إلى الاستقالة من الكونغرس على خلفية هذه التغريدات المسيئة لاسرائيل، والتي أثارت ردود أفعال وإدانات واسعة، رغم اعتذاراتها المتكررة.
وتبقى تغريدة إلهان حول مساعدة الولايات المتحدة لإسرائيل وحافزها في ذلك هو المال، وهو نقطة الخلاف معها في الكونغرس، على اعتبار أنه لا مكان لمعاداة السامية في الكونغرس بالذات، وبالتالي فإن الطريقة التي اعتذرت بها عمر غير مقبولة، كون ما ذكرته متجذرا في الوجدان، إلا أن بعض الأميركيين المتابعين عن قرب لهذه المواقف، يرون أن تصريحات ترامب في هذا الخصوص غير مستغرب منه، كونه امتدح أثناء حملته الرئاسية النازيين الجدد والقومية البيضاء والعنصرية والتمييز الجنسي، والحديث عن الإسلاموفوبيا أمام أنصاره، من دون أن يقدم اعتذاراً واحداً عن ذلك!
ولكل حادث حديث.

alifairouz1961@outloo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي