No Script

خواطر صعلوك

أشجع محمد صلاح

تصغير
تكبير


للأسف، تنتشر مقاطع فيديو يتم التعليق عليها بالشتم والصراخ ضد مشجعين عرب وقفوا على الضفة الأخرى من النهر لتشجيع فريق آخر خلال بطولة كأس العالم 2018 التي انطلقت في روسيا قبل أيام، فتنتشر المقاطع كالنار في القلوب، لتبدأ وصلة «ردح» بين الطرفين لا تنتهي دائماً إلا بهزيمة الجميع قبل الدور الثاني.
ولا أدري لماذا نحن فاشلون في صناعة الفرحة، ونأخذ أبسط الأشياء على أنها مؤامرة وكراهية حتى أصبح البعض منا مثل السناجب التي تتقاتل على شجرة ناشئة يعلم الجميع أن ثمارها للبلد المضيف اقتصادياً.


لا أدري لماذا شواربنا الداكنة تخفي ابتساماتنا تجاه بعضنا البعض، لتختفي قوميتنا بينما نحن على استعداد لأن نذرف الدموع السخية تجاه الخاسر في النهائي والذي لا تربطنا به سوى العولمة.
أشجع السعودية ومصر والمغرب وتونس وإيران، وأشجع ألمانيا والبرازيل... وأشجع اللعبة الحلوة حتى لو كانت في مرماي واللمسة الجميلة حتى لو كانت تسللاً لم يحتسب، وأشجع محمد صلاح، ولا آخذ الأمور على محمل الجد.
كن اللاعب رقم 12 لفريقك الذي تشجعه في المونديال من دون بيانات سياسية، لأن الوضع طوال وجود المنتخبات العربية سيتحول إلى حديث السلالم الذي يجعل جارة تحادث جارتها التي في الطابق العلوي على الدرج، وأحاديث الأدراج تجبر الجميع على سماع ما لا يهمهم، وفي الوقت نفسه يصبحون غير قادرين على التدخل.
ربما يرى بعض القراء أن هذا خطاب طفولي جداً، والبعض قد يشطح به الخيال فيعتبره موقفاً سياسياً، وهذا حقهم الكامل، ولكن من حقنا أيضاً أن نشارك الجميع فرحته وأن نتعلم صناعة الفرحة، فما فائدة ديك يصارع ديكاً على غلة القمح ثم ينتصر أحدهما ويصعد التلة، وبينما تهتف له الدجاج، فإذ بنسر قادم من أقصى الغرب يسحقه أمامنا.
في كأس العالم لا تأخذوا الأمور على محمل الجد أرجوكم، فلقد فرحنا بأداء المنتخب المصري أمام الأوروغواي رغم الخسارة، لأن الهدف الحقيقي الذي قد نسجله في كأس العالم ليس في الشباك، فنحن أقصى أمانينا أن نتأهل للدور الثاني، ولكن الهدف الحقيقي هو أن نظهر لبعضنا البعض كم المحبة والسلام وأننا كشعوب عربية ما زلنا قادرين على فرحة جماعية لا تعكر السياسة صفو سمائها.
قصة قصيرة:
(في مدرجات الملعب، وأحدهما يمسك هاتفه)
- صاحب الأرض غالباً ينتصر.
- بل غالبا مهزوم.
- أنا أتكلم عن اللعب.
- وأنا اتكلم عن الحرب.

كاتب كويتي
moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي