No Script

أصبوحة

إسقاط القروض مرة أخرى

تصغير
تكبير

من نلوم في قضية قروض المواطنين، والمطالبة بإسقاطها عنهم، وإعسار الآلاف منهم وعدم قدرتهم على التسديد؟ ولماذا تشكلت مشكلة بهذا الحجم؟ وما الأمر الذي استجد على موضوع استلاف المواطن لقروض بمبالغ كبيرة؟
أتذكر أنني كتبت قبل سنوات حول المطالبة بإسقاط القروض، التي تتكرر من قبل بعض أعضاء مجلس الأمة، خصوصاً مع قرب الانتخابات النيابية، حيث ترتفع وتيرة المطالبات الشعبوية، التي تدغدغ مشاعر الناس.
ففي السنوات الأخيرة أوغل بعض أعضاء مجلس الأمة، بشعبوية حرفت دور المجلس عن تبني قضايا وطنية رئيسية، والسبب هو النظام الانتخابي السيئ، الذي أفرز نوعيات ليست في مستوى المسؤولية التشريعية والرقابية، والتي لا تملك برامج للإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ولا تعنيها قضية الحريات، أو قضايا الفساد التي أزكمت الأنوف واستنزفت أموال الشعب، بل بعضهم والغ في هذا الفساد، من خلال الرشاوى والهبات السياسية، وتعيينات مرتبطة بالمساومة السياسية والمصالح الانتخابية، والاستفادة من العلاج السياحي، لجماعاتهم القبلية والطائفية والفئوية، ناهيك عن قضية خطيرة تتعلق بالأمن الوطني، وهي قضية تزوير الجناسي، وغيرها من قضايا تدمير الوطن.


نحن لا نغفل أن نظامنا الاقتصادي، هو نظام رأسمالي مشوه، يخلق رخاء مزيفاً بنشره السلوك والثقافة الاستهلاكية الفجة.
 وهذا السلوك خلقه النظام الرأسمالي، والثقافة السائدة التي سمحت السلطة بوجودها وتسيدها، وهي التركيز على المظاهر، واختلال قيم العمل والجد والاجتهاد، سواء في الدراسة أم في الوظيفة، لدرجة تلاشي الإبداع والإنتاج في الحياة.
إن أسوأ سلوك مستحدث من قبل بعض أعضاء مجلس الأمة، وبعض قوى التخلف الاجتماعي والثقافي، هو الحملات الشعبوية المضللة، والمتاجرة بحاجات الناس، ومثلها المتاجرة بقضية البدون الإنسانية، وأحياناً لا نستطيع التفريق بين قوى شعبوية وقوى سياسية، بسبب غياب الرؤية العلمية والمنطقية، وقد تابع الكثير من الناس التجمع الضئيل الذي كان يطالب بإسقاط القروض، كما تابع التمثيلية السمجة لسيدة، تطالب صاحب السمو الأمير بإسقاط القروض، وهي تمثل التفجع وتهدج الصوت بالبكاء الزائف.
لقد استباحت قوى الفساد أموالنا العامة، واستثماراتنا الخارجية وأموال التنمية، وهذا جعل قوى المطالبات الشعبوية تستمرئ، في مطالباتها بنصيبها من الكعكة، فالجواب على من نلوم، هو أننا نلوم السستم، الذي خلق هذه الثقافة، هذا المستنقع الذي سقط الجميع فيه.
وإذ سقطت القروض فرضاً، فهل ستُصلح وتختفي كل هذه الأسباب، وهل سنخرج من الدوامة، أم سيلجأ الناس للاقتراض مرة أخرى، حالما تسدد قروضهم؟ القصة تطول أليس كذلك؟

osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي