No Script

أخذ ورد حول علاقة «الود المفقود» بين بري وعون

هدير الانتخابات البلدية في لبنان يطغى على الضوضاء السياسية

تصغير
تكبير
بري عن اضطراره إلى التراجع أمام القوى المسيحية: شرف لي... ولمصلحة لبنان
اطفأت السياسة محركاتها في بيروت على وقع هدير الماكينات الانتخابية في العاصمة والمناطق، في ملاقاة استحقاق الانتخابات البلدية (بين 8 مايو والـ 29 منه)، فكرّت سبحة تشكيل اللوائح التي يختلط في معاركها الحامية السياسي بالانمائي، وسط ميل القوى السياسية الرئيسة الى رعاية توافقات في المدن والبلدات الكبرى تجنباً لـ«حروب استنزاف» تنعكس سلباً على تلك القوى التي غالباً ما تصطدم بـ«العصبيات العائلية» في انتخابات ذات طبيعة محلية.

ولم يكن ادل على تراجع الضوضاء السياسية وملفاتها المأزومة من اشارتين بارزتين:


الاولى: الجلسة الهادئة و«غير المنتجة» التي عقدها مجلس الوزراء امس وتجنب خلالها مقاربة عناوين غالباً ما تسببت بمساجلات حامية، كملف جهاز «امن الدولة» الذي سبق ان اتخذ الصراع حوله طابعاً سياسياً – طائفياً، وهو كاد ان يثير بلبلة امس عندما طرح بعض الوزراء الخشية من حرمان هذا الجهاز من داتا الاتصالات عندما بدأت الحكومة مناقشة قرار تمديد مهلة تسليم تلك الداتا للاجهزة الامنية لسنة جديدة بدءاً من مطلع الشهر المقبل، غير ان رئيس الحكومة تمام سلام الذي كان اخذ على عاتقه معالجة مشكلة «أمن الدولة» تعهد ضمناً باعطائه «الداتا» كسواه من الاجهزة الامنية.

الثانية: انخفاض مستوى التشنج السياسي في اعقاب قرار رئيس البرلمان نبيه بري - دعوة اللجان البرلمانية المشتركة لمناقشة قانون الانتخاب (نزولاً عند رغبة القوى المسيحية الرئيسية - وعزوفه تالياً عن عقد جلسة لـ«تشريع الضرورة»، كانت طالبت تلك القوى باقرار قانون الانتخاب كمدخل لها. ولفت في هذا السياق امس ترحيب بري بردود الفعل الايجابية على المخرج الذي اعتمده متجنباً «كسر الجرة» مع القوى المسيحية الوازنة (التيار الوطني الحر، القوات اللبنانية، حزب الكتائب)، وهو رد على ما اعتبر تراجعاً اضطرارياً منه تحت ضغط هذه القوى قائلاً: «لي شرف التراجع من اجل لبنان ولمصلحته».

ورغم هذه الاجواء السياسية الرمادية التي من المتوقع ان تستمر على «هدوئها» حتى نهاية «شهر البلديات» في مايو المقبل، عادت العلاقة المأزومة بين الرئيس بري وزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون الى دائرة الضوء عبر تقارير صحافية، اضطر عون الى نفي صلته بها ورد عليها قريبون من بري بتأكيد «الود» بين الرجلين رغم التباينات في بعض المواقف السياسية.

غير ان محاولة الطرفين عون وبري التقليل من وطأة الطابع المأزوم للعلاقة بينهما وأنها لا تعني انها على احسن ما يرام، خصوصاً ان سيرة هذه العلاقة تميزت في غالبية مراحلها بـ«ود مفقود» بين الرجلين، ومما زاد الطين بلة اعتبار العماد عون البرلمان الحالي غير شرعي، إضافة الى موقف بري المناهض لمجيء زعيم «التيار الوطني الحر» رئيساً للجمهورية.

وثمة من تعاطى امس، مع نفي عون لما نسب الى «عونيين» في شأن العلاقة مع بري، وتأكيد اوساط بري ان الخلاف مع عون لا يفسد علاقة الود والاحترام، على انهما يعكسان رغبة باطفاء المحركات لانصراف الجميع الى تقطيع الاستحقاق البلدي بأقل تشنجات ممكنة، خصوصاً ان الملفات الكبرى كالانتخابات الرئاسية ما زالت على الرف في انتظار متغيرات اقليمية ما زالت بعيدة المنال.

وبهذا الجهد التهدوي، كان زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري اعلن من دارته اول من امس، تشكيل لائحة تعكس توافقات سياسية لانتخابات البلدية في بيروت، واعتمدت المناصفة الاسلامية - المسيحية لمقاعدها الـ24، وهي شهدت ولادة قيصرية لمراعاتها توازنات سياسية وطائفية بالغة الحساسية.

الا ان هذه اللائحة المدعومة من القوى السياسية الوازنة لن تجنب بيروت معركة، وان بدت غير متكافئة مع وجود لائحتين واحدة مكتملة تضم نخباً شبابية ووجوهاً بارزة كالفنان احمد قعبور والمخرجة السينمائية نادين لبكي، واخرى غير مكتملة تضم رموزاً من الحراك الشعبي.

اما المدن الكبرى، فبعضها يتحضّر لمنازلات قاسية كما هو الحال في صيدا وزحلة، وبعضها الاخر اسير مشاورات ماراثونية للتوافق قبل قرع طبول المواجهة كما هو الوضع في جونية التي يتعثر فيها التوافق، وفي طرابلس التي من المرجح ان يصار الى تفاهم بين القوى الرئيسية في المدينة على رئيس بلديتها، على ان تطلق يده في اختيار مجلس بلدي «تكنوقراطي» يشكل فريق عمل متجانسا.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي