No Script

«مهرجان القرين الثقافي» احتفى بسلسلة «إبداعات عالمية»

سليمان الشطي: الترجمة... الباب السحري لاختصار المسافات

تصغير
تكبير
أسامة أبو طالب: الشعر... نسيج تحكمه مجموعة من العلاقات الوجدانية والصوتية والدلالية

علي العنزي: «السلسلة» باتت ظاهرة تستحق أن نقف أمامها ونحلل دلالاتها
أقيمت ضمن فعاليات «مهرجان القرين الثقافي» الـ 23 ندوة حول «إبداعات عالمية واقع وآفاق»، خلال جلستين الأولى حاضر فيها الدكتور سليمان الشطي وأدارها الدكتور علي العنزي، ثم الجلسة الثانية التي حاضر فيها الدكتور اسامة أبو طالب وأدارتها الدكتورة عائشة الشطي.

في استهلال الندوة، قال العنزي: «وددت أن أؤكد أننا نعتز حقيقية ونفتخر بأن هذه المؤسسة عامة ولجانها خاصة... وفي مقدمها لجنة إبداعات عالمية... ملتزمة بطموح وطننا الغالي الكويت وسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله... الذي نستلهم من رؤيته وطموحاته لهذا الوطن المعطاء... كل ما من شأنه جعل الكويت والوطن العربي مركزا ثقافيا... يقدم أفضل المعايير العلمية والثقافية والأدبية».

وأضاف: «نحن في سلسلة إبداعات عالمية... آلينا على أنفسنا الابتعاد كليا... عما يُعرف في الأدب بثقافة العن والعن والعن! وكنتيجة لذلك... رأي الأخوة في المجلس الوطني... أن السلسلة... باتت ظاهرة في حد ذاتها.... ظاهرة تستحق أن نقف أمامها ونحلل دلالاتها.... وهو ما سيقوم به أحد فرسان الأدب والنقد الكويتي، الدكتور سليمان الشطي... فمن خلال متابعتي المثابرة لشخصه الكريم وعطائه اللامحدود... لا سيما في السنوات الأخيرة كزميل في السلسلة... أجدني في حاجة للوقوف على دوره ضمن سلسلة إبداعات عالمية».

وجاءت ورقة الشطي تحت عنوان «تحت ظلال إبداعات» ليقول: «قديما ترجموا، ادركوا أن الترجمة هي الباب السحري لاختصار المسافات، وسبيل القفز المتسارع نحو التقدم واللحاق بكل جديد، لذا عرفت ثقافتنا العربية الاسلامية مبكرا دور الترجمة فكانت أول نشاط فكري مارسته وفتحت مراكزه ومن أشهرها بيت الحكمة الذي أنشأه الرشيد وبلغ مع الخليفة المأمون قمة نشاطه في الترجمة فقد كان يضم فرقا خاصة للترجمة عن اللغات الاغريقية والسريالية والفارسية والسنسكريتية، ووضع مشرفين عليهم، ومن اشهرهم يوحنا بن ماسويه مشرفا على هذه الفرق».

وأضاف: «في الكويت، في مطالع القرن العشرين، اختار النبهاء من مثقفيها هذا التوجه الحميد بالاهتمام باللغات، وأبرزها الدعوة لتعلم اللغة الانكليزية التي تبناها الرائد الشيخ عبد العزيز الرشيد، واستمر هذا التوجه بمحاولات فردية وجدنا صداها في مجلات الأربعينات والخمسينات، فسنجد نصا مسرحيا (مسألة مبدأ ) نشر في مجلة (البعثة) في سبتمبر 1950، ويتوجه كذلك الأستاذ فاضل خلف إلى ترجمة عدد من النصوص القصصية القصيرة يضمنها مجموعته القصصية أحلام الشباب».

وأوضح أنه في أواخر الستينات كانت الفكرة تختمر في ذهن أستاذنا الراحل أحمد العدواني في تبني مشروع ناضج للترجمة، فقد وجد في افتتاح الجامعة، وتوفر نخبة من الأساتذة تسمح بإطلاق مثل هذا المشروع ليستكمل به المطبوعات الثقافية التي امتد طابورها من مثل مجلة العربي والتراث العربي وسلسلة أخرى من المطبوعات لكتب ودراسات مفردة ونشير هنا إلى الترجمة المهمة لكتاب الأسفار الخمسة (بنجاتنترا) الذي ترجمه عبد الحميد يونس.

وقال: «كانت ثمة ضرورة إلى الالتفات الى الفنون، وفن المسرح بالذات بسبب الاهتمام به مع وجود حركة مسرحية واعدة، ورافقها التوجه إلى إرساء التعليم الأكاديمي، معهدي المسرح والموسيقى».

وأوضح أن أهم ركيزة قامت على أساسها هذه السلسلة هو المنهج العلمي الدقيق في الاختيار والمتابعة والتدقيق، منهج كشف عن وعي وحكمة وخبرة المشرفين عليها، ويكشف الكيفية المحكمة للترجمة في توجهها إلى الدقة العلمية المعتمدة.

واستطرد: «استمرت هذه السلسلة الناجحة والناضجة والوقورة وحظيت باحترام ومتابعة من كل المهتمين بالثقافة المسرحية، وقد حافظت على تطورها وانتظامها ولم تعرف التوقف إلا في حقبة الغزو والاحتلال الذي اسدل الظلمة على كل شيء، لتعود بعده لتواصل خطها حتى بلغت أعدادها ثلاثمئة وعمرها ستة وعشرون عاما إذا خصمنا شهور التوقف القهرية».

وورقة «الترجمة بين القواعد المرعية والخبرة الذاتية ملاحظات وشهادات» ألقاها الدكتور أسامة أبو طالب وقال: «للترجمة مع العقل العربي- فكرا وإبداعا- قصة طويلة- ليست سهلة ولا منبسطة بل مليئة بالأسئلة حافلة بالاستشكالات في ما يتعلق بدور وعلاقة الثقافة العربية الإسلامية بالفلسفة اليونانية وبنائها أول جسر بينها وبين الأوربيين الذين اتخذوا من الإغريق أسلافا وأجدادا لهم».

وأضاف: «يسلم الجميع-على الأقل- مترجمين ونقادا وكتابا وشعراء بصعوبة ترجمة الشعر أصلا مثلما يسلمون باضطرارهم إلى قبوله. في حين أن هناك أصواتا معارضة لشعراء ونقاد لا تزال تستنكر القيام بترجمته أصلا بل وترفضها باعتبارها ضارة به مشوهة له».

وطرح أبو طالب سؤاله: «هل ينبغي أن تكون شعرا مقابل شعر وقصيدة تجاه قصيدة، أم أنه من الأفضل أن تكون الترجمة نثرا حُرّا غير مقيد بقيود الشعر من قافية وأوزان وموسيقى ظاهرة وإيقاعات منغمة؟... ثم ماذا عن ترجمته إلى لغتنا العربية وقد تنوع قصيدها ما بين قالب تقليدي عمودي وبين شعر حديث يعتمد على التفعيلة ويعتمدها أساسا موسيقيا وإيقاعيا له دون الخروج على عروض نظمه الخليل بن أحمد الفراهيدي»؟.

وأضاف:«لا شك إذن أن قضية الترجمة عموما وترجمة الشعر على وجه الخصوص هي إحدى القضايا التي يدور حولها جدل مستمر حول جدواها وقيمتها الفنية ذلك لأن الشعر ليس مجرد كلمات مرصوصة فقط، لكنه نسيج تحكمه مجموعة من العلاقات الوجدانية والصوتية و الدلالية».

وقال أبو طالب: «بدأت علاقتي بالترجمة - دارساً وشاعراً وكاتباً - كمجرد هواية مبكرة عندما قمت مولعا بترجمة قصائد من التراث المصري القديم عن الإنكليزية كنت أعرضها على الأصدقاء في استحياء ما لبث أن تحول إلى ممانعة في الحديث عنها بوعي أظنه كان مبكرا إلى أن تحول - إلى شغف لقراءة الترجمات المختلفة للعمل للقصيدة الشعرية الواحدة أثناء دراستي للدراما والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية على يد أستاذين كبيرين مختلفي التفكير والمناهج والآراء والاتجاهات - هما الدكتورة لطيفة الزيات التي جعلتني أحفظ قصيدة الأرض الخراب ت. س. إليوت بالإنكليزية كاملة عن ظهر قلب والدكتور رشاد رشدي الذي عملت معيدا تحت إشرافه فعرفت إليوت الناقد كذلك».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي