No Script

«الجولة الأخيرة» وخمسة أفلام قصيرة... مسك ختام المهرجان

«الكويت السينمائي 2» أسدل ستائره في «المكتبة الوطنية»

تصغير
تكبير

اختتمت - أول من أمس - عروض الدورة الثانية من مهرجان الكويت السينمائي، الذي انطلقت فعالياته في مكتبة الكويت الوطنية، خلال الفترة بين 15- 19 من شهر أكتوبر الجاري، تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، حيث شهدت الليلة الأخيرة منافسة شديدة بين خمسة أفلام روائية قصيرة إلى جانب فيلم واحد طويل.
في البداية، عُرض الفيلم القصير «سارونة» تأليف وإخراج مساعد خالد، والذي تدور أحداثه في 12 دقيقة، حول فتاة تدعى «سارة» وتبلغ من العمر 6 أعوام فقط، لكنها تتصرف كفتاة ناضجة، لا سيما حين تسترعي انتباه عائلتها إثر محاولتها الهرب من المنزل بعد ولادة أختها.
أما الفيلم الثاني فقد حمل عنوان «التسامح» للمخرج عبدالعزيز مندني علي، وتناول في 9 دقائق، أهمية التسامح في حياة الإنسان وذلك من أجل استمرار الحياة والعيش الهانئ، بعيداً عن المهاترات والمشاحنات التي من شأنها أن تتعب النفوس.


 ومن ثم، قدم عرض آخر للمخرج نفسه، وجاء بعنوان «المنية»، لكن العمل كان مختلفاً عن سالفه لغموضه، خصوصاً أنه تطرق إلى الموت المفاجئ. أيضاً تم عرض فيلم «الشريط» للمخرج يوسف المجيم، ومدته 16 دقيقة.
في حين كان فيلم «رسالة من الماضي» للمخرج محمد العنزي، مسك ختام الأفلام الروائية القصيرة. حيث دارت أحداثه حول شاب يدعى بدر، وهو شاب في العقد الثالث من العمر، تصله رسالة بريدية كان قد كتبها لنفسه منذ خمسة عشر عاماً، عن طريق أحد المواقع التي تبعث الرسائل للمستقبل، لتذكره الرسالة بحبه الأول «إيمان» والتي كان لها الفضل في نجاحه الأكاديمي، كما كانت سبباً في انهيار حياته بعد ان رفضت الزواج منه، لاصرار عائلتها على زواجها من أحد أقربائها.
 فور انتهاء العروض الخمسة، تولت الدكتورة خلود النجار مهمة التعقيب النهائي عليها، حيث اتبعت أسلوباً مغايراً في التعقيب، ينطوي على جرعات مركزة من التفاعل مع جمهور الحضور من جهة، والمشاركين في صنع صناعة الأفلام القصيرة من جهة أخرى. وشددّت النجار في مستهل حديثها على الأهمية الكبيرة لمهرجان الكويت السينمائي كمنصة جامعة وحدث يحوي كل عشاق ومحترفي وهواة صناعة الفيلم السينمائي تحت سقف واحد، لتبادل الخبرات والتجارب بغية الارتقاء بالفن السينمائي بشكل عام، وذي الصبغة والمنحى الكويتي على وجه الخصوص.
إلى ذلك، اختتم فيلم «الجولة الأخيرة» مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وهو من تأليف خليفة الفيلكاوي وإخراج عمار الموسوي، في حين تشارك في بطولته، عبدالله الطليحي ونيرمين ماهر وشهاب حاجية وسليمان عيد وشوق ومنال الجارالله وعبدالمحسن القفاص، إلى جانب مشاركة الفنانين عبد الإمام عبدالله وأحمد العونان من باب ضيوف الشرف.
دارت أحداث الفيلم الذي تم عرضه في وقت سابق من العام 2017 وفق إطار جمع ما بين الكوميديا والتراجيديا والرومانسية والأكشن ممثلاً في لعبة «الكيك بوكسينغ»، ويحكي قصة شاب يدعى مشاري - جسد دوره عبدالله الطليحي - الذي دخل السجن منذ أن كان صغيراً لارتكابه جريمة، بعدما أقدم على قتل صديق والده في محل لبيع الخضراوات دفاعاً عن والده دون أي يعي في حينها عواقب ما قام به، وفي هذه الأثناء نشاهد مدى صعوبة الحياة القاسية التي كابدها داخل السجن.
وعندما خرج مشاري ذلك الطفل الذي كبر وأصبح شاباً خلف القضبان بعد قضائه لفترة العقوبة، بدأ بالبحث عن ذاته وكيانه محاولاً إيجاد عمل يستطيع العيش من خلاله، خصوصاً أنه لا يعرف شيئاً عن هذه الحياة، وأول ما فعله هو الذهاب إلى بيت عمه - جسد دوره شهاب حاجيه - ليعيش في ملحق صغير عنده وتلتقي به ابنة عمه - أدّت دورها الفنانة شوق - التي تعيش قصة حب معه، لكنها من طرف واحد!
مشاري وبعد معاناته داخل السجن، يبدأ مشوار المعاناة اليومية بالعمل، حيث امتهن العديد من الأعمال، كبائع في سوق الجمعة، وبائع في سوق الأغنام وغيرها من المهن، إلى أن تقع عيناه ذات يوم على إعلان يخصّ أحد الأندية الرياضية المتخصصة بـ«الكيك بوكسينغ»، وشدته هذه الرياضة، ليقرر من بعدها المشاركة فيها. وهنا يتولى تدريبه الفنان المصري سليمان عيد، ليحقق مشاري أول فوز له في بطولة محلية، وعلى إثرها يحصل على ميدالية ذهبية ومبلغ من المال، وكنوع من ردّ الجميل إلى عمه، يقوم بدعوته إلى أحد المطاعم للاحتفال، وهناك يلتقي مع نادلة المطعم وتدعى منى - تجسد دورها الفنانة المصرية نيرمين ماهر- حيث يقع في غرامها، وعندما يتقرب منها أكثر فأكثر تخبره عن المشاكل والمتاعب التي تمر بها في حياتها، فيأخذ على عاتقه مهمة إخراجها مما تعاني منه، وهو ما يدفعها إلى حبه والهيام به.
وتمضي الأحداث، وتعترض طريق مشاري العديد من المطبات، منذ لحظة دخوله السجن وحتى خروجه منه، قبل أن تتغير حياته تدريجياً، ويصبح لاعباً محترفاً في «الكيك بوكسينغ»، كما يلتقي بأحد رجال الأعمال المهتمين في الاستثمار بهذه اللعبة، والذي جسد دوره عبدالمحسن القفاص، فيقوم بتبنيه رياضياً وتمويله مادياً لتحقيق مزيد من النجاحات والبطولات.
وعقّب الزميل محمد جمعة على العرض قائلاً: «إن السينما لغة بصرية، لذا استطاع المخرج عمار الموسوي أن يعبّر عن ذلك من خلال اختزال البدايات بمجموعة من المشاهد ذات الإيقاع السريع، ليستعرض من خلالها معاناة البطل، كيف نشأ في كنف أب مكافح وتسببت غيرته على والده وهو في سن صغيرة باقترافه جرم القتل، ومن ثم إيداعه السجن ليخرج إلى العالم وليواجه تحديات عدة كمحاولة التأقلم والبحث عن عمل. وأخيراً تمكن البطل من اثبات نفسه، بعد أن وجد ضالته في الرياضة». ونوه جمعة إلى جمالية الصورة واللقطات الواسعة التي اعتمد عليها المخرج الموسوي، وكيف لجأ إلى استعراض مواطن الجمال في الكويت بكاميرته والخروج من الأماكن الضيقة و«اللوكيشنات» المحفوظة والمتكررة في غالبية الأعمال.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي