No Script

بين نُسْقِط ونَسْقَط...!

تصغير
تكبير

حين نُسف هيكل اليهود عام 578م، كثرت الخلافات المذهبية وكثرت المدارس وتشعب الجدل... وعندما يختلف أبناء الكويت على قضية إسقاط القروض من عدمه، ستكثر الخلافات ويتشعب الجدل ويسود التلاوم بين الكويتيين، ومن يعزف على وتر العدالة ويتغنى بها يعلم علم اليقين بأن المطالبات ما جاءت لتنسف قيمة العدالة بين المواطنين، الهدف الرئيسي من المطالبات هو أن تقام العدالة بين أفراد الشعب الكويتي ودول التبرعات، لا نظن أن الشعب يعارض المساعدات والتبرعات لدول فقيرة أو محتاجة، بل بالعكس يشد على يد الحكومة ويتفق معها بكل ما تراه مناسباً ويصب في مصلحة الكويت. لكن مصدر الاعتراض ألا تكون الكويت عين عذاري تسقي البعيد وتظمئ القريب، في البداية لا بد من الدولة أن تشبع أبناءها وتسد حاجتهم، أما الدول الفقيرة والمحتاجة فتأتي في المرتبة الثانية.
مقدمتنا لا ترمي إلى تأييد أو معارضة إسقاط القروض، الهدف منها هو تطبيق قيمة العدالة ما بين المواطنين والدول المحتاجة والفقيرة. إن النجاح في أي قضية أياً كان نوعها يضعنا في مواجهة مع قضية جديدة، قد تختلف في متطلباتها لكنها على أي حال تستدعي جهداً جديداً، ولا يخفى على العالم في الكويت الكثير من القضايا العالقة التي عجزت الحكومة عن معالجتها منها: التركيبة السكانية، الصحة، التعليم، الإسكان، والفساد بأنواعه الذي أصبح سوسه تنخر في كل وزارات ومؤسسات الدولة.
جميع الحملات التي قامت في الكويت، هي عبارة عن مطالبات اجتماعية تحاول أن توافق بين قيم المجتمع ومصالحه، حريصة ألا تخرج عن الإطار الاجتماعي لتحقيق العدالة الاجتماعية بين أبناء الوطن أولاً، ومن ثم بينهم وبين إخوانهم من الدول المحتاجة. فلماذا الاختلاف والشجار حول موضوع الغالبية العظمى من الشعب الكويتي يؤيده وهو تحقيق العدالة ما بينه وبين الدول الأخرى؟! الكويتيون أولى بأموالهم من غيرهم، ولهم كامل الحق التمتع بكل خيرات بلدهم.


فنجاح حملة إسقاط القروض وغيرها من حملات اجتماعية، يعزز من ثقة المواطنين بالحكومة، ويضيق الفجوة ما بينهم، ويمنع الشقاق والخلاف بين أبناء الكويت وحكومتهم، ويُعين على استقرار الدولة سياسياً، اجتماعياً، واقتصادياً. من يؤمن بقيمة العدالة ويسعى لتطبيقها في حياته اليومية، فليتكلم ويبدي رأيه بموضوعية وحيادية وتقبل للرأي الآخر، أما المتطرف والمتشنج والمتعصب الذي لا يؤمن بالقيم الإنسانية فليكرمنا بسكوته، فالصمت خيراً له من الجدل والخلاف الذي يشتت ويفرق ولا يجمع ويوحد.

m.alwohib@gmail.com
‏mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي