No Script

«الوطني»: مقارنة بالخامات منخفضة الكبريت

قلة معروض النفط الثقيل صعدت بأسعار الخام الكويتي

No Image
تصغير
تكبير
  •  برميل نفط التصدير الكويتي ارتفع 31 في المئة نهاية  2019 إلى 68.4 دولار

أشار تقرير لبنك الكويت الوطني إلى أن الوضع الحالي السائد في أسواق النفط يتسم بقلة المعروض من الخامات المتوسطة والثقيلة، الأمر الذي انعكس بوضوح على ارتفاع أسعار أنواع الخامات الإقليمية، مثل خام التصدير الكويتي والإنتاج السعودي من الخام العربي المتوسط وخام دبي وعمان، مقارنة بأنواع الخام منخفضة الكبريت مثل مزيج خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط، وهو ما عرّض الأسواق لتطورات غير متوقعة.
وذكر التقرير أنه مع بدء تنفيذ اللائحة الجديدة للمنظمة البحرية الدولية في الأول من يناير الجاري، والتي تستهدف الحد من انبعاثات الكبريت لأنواع الوقود الذي تستخدمه سفن الملاحة (وقود السفن) من 3.5 في المئة إلى 0.5 في المئة، كان من المتوقع أن يتراجع سعر النفط الخام المتوسط إلى الحمضي الذي ترتفع نسبة الكبريت ضمن منتجاته (مثل زيت الوقود عالي الكبريت على سبيل المثال) مقارنة بأنواع الخام الخفيف الحلو، (أي أن تتسع فروق أسعار النفط الخام الحلو وتصبح أكثر إيجابية)، إلا أنه بدلاً من ذلك، ارتفعت الأسعار وأصبح فارق الأسعار سلبياً.
وبيّن أنه يمكن فهم تلك الظاهرة على نحو أفضل من خلال النظر إلى المصافي الآسيوية والتي يتدفق نحوها معظم إنتاج النفط الخام في الفترة الحالية، حيث إنه تاريخياً، تم تجهيز تلك المصافي لمعالجة أنواع الخام المتوسط والثقيل بوتيرة أسرع، وفي ظل معاناة السوق من نقص إمدادات أنواع الخام الحمضي والثقيل نتيجة لتراجع الإنتاج، سواء قسرياً (بسبب العقوبات الأميركية على الموردين التقليديين مثل إيران وفنزويلا) أو طوعاً (اتفاقية الأوبك وحلفائها لخفض حصص الإنتاج)، نلحظ أن الطلب على هذه الدرجات يتجاوز العرض.
وأوضح تقرير «الوطني» أن الطلب على النفط الخام المتوسط كان مرتفعاً بصفة خاصة خلال النصف الأخير من العام 2019، حيث تسابقت المصافي لتأمين الإمدادات قبل الموعد النهائي لتطبيق اللوائح الجديدة للمنظمة البحرية الدولية في يناير 2020، وفي المقابل، كان هناك فائض من الخام الحلو الخفيف في الحوض الأطلسي على خلفية النمو الهائل لكميات النفط الصخري الأميركي، وبالتالي اتخذت الضغوط على الأسعار اتجاهاً تراجعياً.
وأكد أنه من غير المتوقع أن يستمر الوضع الحالي، حيث تتحرك المصافي وقطاع الشحن بخطى ثابتة تجاه أنواع الخام الحلو وذات المحتوى الأقل من الكبريت، وبإمكان السفن التي تعتزم مواصلة حرق الوقود عالي الكبريت أن تمتثل أيضاً للوائح الجديدة عن طريق تثبيت «أجهزة تنقية» لإزالة الكبريت، إلا ان تلك الخطوة قد تكون أكثر كلفة.

أداء 2019
ولفت التقرير إلى أن أداء النفط في 2019 كان هو الأفضل منذ العام 2016، حيث سجل سعر كل من مزيج خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط مكاسب سنوية بنسبة 23 في المئة و35 في المئة على التوالي، كما ارتفع سعر خام التصدير الكويتي 31 في المئة بنهاية العام وصولاً إلى مستوى 68.4 دولار للبرميل.
وذكر أنه منذ بداية الربع الثالث من العام 2019، استفادت أسعار النفط بشكل كبير من تراجع وتيرة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وقد توج ذلك بالإعلان في نوفمبر الماضي عن التوصل إلى المرحلة الأولى من الصفقة التجارية بين أكبر اقتصادين وأكثرهما استهلاكاً للنفط على مستوى العالم، ليتم بالفعل التوقيع على الاتفاقية التجارية في 15 يناير الجاري، بما ساهم في رفع معنويات الأوساط المالية والاقتصادية.
ونوه التقرير إلى أن المخاطر المرتبطة بتدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين وما قد يترتب على ذلك من تزايد إجراءات الحماية الجمركية على مستوى العالم كانت تعد أخطر العوامل السلبية التي ألقت بظلالها على الأسواق العالمية والاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن مكاسب أسعار النفط تُعزى أيضاً لقرار منظمة الأوبك وحلفائها، حيث أعلنت في أوائل ديسمبر الماضي عن زيادة تخفيضات حصص الإنتاج بواقع 500 ألف برميل يومياً اعتباراً من يناير 2020، وكان لمبادرة تقليص حصص الإنتاج من قبل المجموعة التي تضم 21 عضواً بقيادة السعودية وروسيا بواقع 1.2 مليون برميل يومياً او نحو 1.2 في المئة من الطلب العالمي المتوقع للنفط في العام 2019 وقع مؤثر على نطاق واسع، وساهمت في امتصاص تخمة المعروض والتقليل من زيادة المخزون، والأهم من ذلك، أنها عززت سعر النفط خلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة من عمر الاتفاقية الحالية.
وأوضح تقرير «الوطني» أن هناك دلائل واضحة على تحسن المعنويات الإيجابية وانعكاس ذلك على أسواق العقود الآجلة في ظل الإقبال الشديد لمديري صناديق التحوط على شراء عقود النفط الآجلة منذ شهر أكتوبر الماضي، حيث ارتفع صافي الفروقات – والذي يقيس الفرق بين توقعات ارتفاع النفط عبر عقود خيار الشراء وتراجعه عبر عقود خيار البيع – على مستوى كل العقود أخيراً باستثناء فئة واحدة فقط خلال الاثني عشر أسبوعاً الماضية. وبلغ عدد صافي الفروقات للعقود الآجلة وخيارات مزيج خام برنت 425763 عقداً (426 مليون برميل من النفط) كما في 7 يناير، أي أكثر من ضعف مستويات 8 أكتوبر، كما يعد أعلى المستويات المسجلة منذ أكتوبر 2018.
كما أن المنحنى السعري لمزيج خام برنت يواصل اتجاهه الهبوطي (منحنى منحدر) - وهو هيكل تكون فيه أسعار النفط على المدى القريب أعلى من الأسعار المستقبلية بما يعكس قوة الطلب الموسمي وقلة المعروض النفطي في السوق خصوصا بالنسبة للخامات الثقيلة عالية الكبريت.
وساهم تراجع أسعار الشحن البحري في تعزيز عمليات النقل، وذلك على الرغم من استمرار ارتفاع الأسعار على خلفية نقص عدد السفن العاملة، حيث إن بعضها خارج نطاق الخدمة في انتظار تركيب الأجهزة اللازمة لتلبية متطلبات لوائح المنظمة البحرية الدولية 2020، هذا بالإضافة إلى قيام الولايات المتحدة بفرض العقوبات على شركة الشحن الصينية «كوسكو» في سبتمبر الماضي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي