No Script

رسالتي

لا تشارك في الجريمة

تصغير
تكبير
هل تعلم بأنك ستصبح مجرماً وإن لم تباشر فعل الجريمة بنفسك؟، وبأنك ستصبح مُداناً بمجرد إعانتك على ارتكابها أو رضاك عنها؟

حذّرنا الله تعالى من التعاون على الإثم والعدوان، وجعل الإثم يشترك فيه كل من سهل ارتكابه، ففي شرب الخمر ورد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قوله: (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَمْرِ عَشْرَةً عَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا وَالْمُشْتَرِي لَهَا وَالْمُشْتَرَاةُ لَهُ).


وفي الربا وجدنا أن النبي عليه الصلاة والسلام يلعن: آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه، ويقول: هم سواء.

وفي الرشوة يقول عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي والرائش» (وهو الساعي بينهما).

وفي المساعدة على قتل المسلم ورد في الحديث: «من أعان على دم امرئ مسلم بشطر (أي نصف) كلمة كُتب بين عينيه يوم القيامة آيس من رحمة الله».

وفي حديث آخر: «ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم اللهُ النارَ».

فالإثم والعقوبة يلحق كل من يشارك في الجريمة أو يساعد عليها، قوم ثمود أرسل الله تعالى لهم آية ومعجزة وهي الناقة التي خرجت من الصخرة، ونهاهم نبيهم صالح عليه السلام عن قتلها، فلما قتلها رجل منهم، أهلك الله تعالى كل أهل القرية لأنهم رضوا بفعله وأيّدوا جريمته.

هناك ضرر يصيب بعض الأفراد أو العوائل أو الجماعات أو الدول، وقد يكون الفاعل واحداً، لكن المحرّضين والراضين كُثُر، وكل أولئك يشاركون في الإثم.

حصار غزة يموت بسببه المئات، وهناك من يشارك فيه أو يؤيده، قُتل إخواننا وأشقاؤنا الفلسطينيون بدم بارد على أيدي الصهاينة - ولو بالشبهة - وتجد بيننا من يدافع عن جريمتهم، ويُبرر خطيئتهم، التدخل الروسي في سورية هناك من يناصره ويدافع عنه، مع أن فيه قتلا للمئات من الدماء البريئة، فضلاً عن أنه عدوان صليبي جديد على بلاد المسلمين.

ورد في الحديث: «إذا عُمِلت الخطيئة في الأرض، كان من شهدها وكرِهَها - وفي رواية: فأنكرها - كان كَمَن غاب عنها، ومن غاب عنها فَرَضِيَها كان كمن شَهِدَها».

اللهم إنا نبرأُ إليك من كل ظلم أو حصار أو تضييق أو تجويع أو قتل وقع على عبادك الموحدين فوق كل أرض وتحت كل سماء.

ونقول لكل من يعين ظالماً أو يفرح لطغيانه: من أعان ظالماً سلطه الله عليه ولو بعد حين. (والتاريخ شاهد).

Twitter: @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي