No Script

محاميات وناشطات انتفضن في وجه «عبودكا» رفضاً لما اعتبرنه جريمة بحق المرأة وطعناً في عفّتها

غضبة نسائية كويتية انتصاراً لـ... «الأعراض»

تصغير
تكبير

 بشاير الصانع:  تجاوز الخط الأحمر وعليه أن يتحمل التبعات ولاسيما أن هذا الموقف ليس الأول له  

أبرار الصالح:  سنتقدم بشكوى قذف علني قصده منه الامتهان والتحقير والمساس بالكرامة  

منى الأربش:  ما صدر من عبودكا  من قذف وحطّ من كرامة  النساء وازدرائهن  مُجرّم قانوناً 

شروق الصايغ: سلوك حياتنا الترفع وهذه أخلاقنا كمجتمع محافظ ولا نقبل الدخلاء  

نوال الدرويش:  قد لا يكون قصده الإساءة ومع ذلك  فهذا رأيه ويمثله هو

«وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم»، هكذا كان لسان حال كثير من الكويتيات عند مشاهدتهن لمقطع الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي عبدالله الجاسر الشهير بـ«عبودكا» حول تجارب المرأة قبل الزواج، الذي اعتبر إهانة وجريمة بحق المرأة وطعنا في عفتها وسمعتها.
عبودكا الذي أطلق مقطعه المثير للجدل والسخط، وقال فيه «ما في بنيّة تطلع مكيسينها لك، مكيسينها مغلفينها ما شافت ريال وما تعرف أحد بالدنيا وتطلع شذي ينطرون عمرك 25 وتعال تزوجها، حتى أمك... أمك،... شفت أمك الي خدت أبوك، قبل أبوك أكيد ممكن صار لها موقف مع أحد»، لم يتوقع ان يجد نفسه في موقف الهجوم، ولاسيما ان ما تفوّه به مرفوض اجتماعياً، ويعتبر في دائرة القانون - بحسب غير محامية - مجرما، الأمر الذي دعا عددا من المحاميات إلى التقدم بشكوى لجرائم المباحث الإلكترونية، فيما نصح عدد من الناشطات المتابعين في وسائل التواصل الاجتماعي بعدم تداول هكذا مقاطع.
أستاذة علم الاتصال والإعلام بجامعة الكويت، رئيس قطاع الإعلام باتحاد المرأة بجامعة الدول العربية الدكتورة بشاير الصانع قالت «لو افترضنا حسن النية في قوله فربما قصده انه لاتوجد فتاة لم تتعرض لموقف ما يتعلق بملاحقة أو مضايقة رجل لها في ظروف مختلفة، او إعجابها البريء بأحدهم في المراهقة. لكن حتى لو كان هذا القصد وهو ما لم يُحسن التعبير عنه، فالسؤال هنا له ولغيره من المشاهير هو ما جدوى الخوض في موضوع شائك وحساس يتم تأويله ولا يتضح الهدف منه ويمس الأعراض أو يستفز المجتمع؟ وخصوصاً انه لا يمكن لأحدهم ان يُحسن التعبير في ابداء وجهة نظره في ثوان تظهر على وسائل التواصل الاجتماعي وتنتشر بسرعة».


وأضافت الصايغ أن «ما تطرق له عبودكا موضوع يعتبره المجتمع خطا أحمر، يتوجب فيه مراعاة الاحترام وحسن التعبير وهو ما لم يعمله عبودكا لذا عليه ان يتحمل تبعات ذلك، خصوصاً وان هذا ليس بالموقف الأول الذي يواجه فيه انتقادات المجتمع على تعليقاته المتسرعة وسوء تعبيره حتى وان كانت النية حسنة، لذا كان لزاماً عليه وعلى غيره من المشاهير مراعاة مسؤوليتهم الاجتماعية ودورهم في حفظ كيان المجتمع وليس اثارة البلبلة، بالاضافة الى اتباع أبسط معايير المنطق والاحترام  في ما يتعلق بحسن اختيار الموضوع المطروح للمناقشة وحسن التعبير وضبط اللسان ومراعاة المواضيع الحساسة وتقييم الجدوى من النقاش وكيفية تقبل المجتمع لما يتم طرحه. فالمجتمع فاض الكيل به مما يُطرح في (السوشيال ميديا) وكمية الاستهتار والتسيب وانحدار القيم الاخلاقية والمجتمعية لذلك لن يرحم احدا لا يراعي أبسط معايير الحوار المتزن والتعبير المحترم».
من جانبها، قالت المحامية أبرار الصالح إن «الكلام الصادر موجه إلى فئة النساء، وهو وان كان لم يسم امرأة بعينها أو تحديدا فالقانون أيضا وضع النص الجزائي مادة 210 الذي وقع هو بمخالفته بشكل عام وخاص، فلم يحدد القانون شخصا ما بل قال كل من وقع عليه، والكل هي للعموم أو الخاص المحدد فجمع كلمة حريم تتيح لكل امرأة الحق في تقديم الشكوي الجزائية كونها من المقصودات بالعبارة دون التحديد».
وحول تقدمها مع آخرين بشكوى في هذا الصدد، أجابت بالقول «سنتقدم بشكوى قذف علني والقصد منها امتهان وتحقير بين الناس والمساس بالكرامة إلى مباحث الجرائم الالكترونية»، مردفة بالقول «نصيحتي أن كل شخص لديه الحرية في الكويت ويقول مايريد مادام في اطار القانون والأدب والأخلاق وعدم المساس بالآخرين حتى لايعرض نفسه للمساءلة القانونية الجزائية والمدنية المتمثلة بالتعويض المادي والادبي».
بدورها، قالت المحامية منى الأربش «نحن ضد أي نوع من الإعلام السلبي الذي لا يمثل المجتمع الكويتي، ولسنا ضد أشخاص بعينهم»، مردفة بالقول «حريتك تقف عند المساس بحرية الآخرين، ونحن حماة القانون ونتصدى لكل من تسول له نفسه الإساءة لأي فئة في المجتمع لا سيما النساء، كونهن يمثلن اكثر من نصف المجتمع وهن مربيات الأجيال». وزادت الأربش، التي أعلنت مع مجموعة من المحاميات تقديم شكوى في النيابة ضد عبودكا، «القذف الذي صدر والحط من كرامة النساء وازدراؤهن مرفوض ومجرم قانوناً».
وقالت ممثلة مبادرة «الواقع الرقمي.. مواجهة وتحديات» شروق الصايغ إن «الحكمة تقول إن كل امرئ مخبوء تحت لسانه، وما يجاهر به الاشخاص من سلوك أو حوار انما يعكس ثقافتهم، فهي نتاج حتمي للتربية والعلم الذي تلقوه في حداثتهم، لذلك فإن ما يطرح في الوسط الاجتماعي الرقمي هو يمثل صاحبه فقط، ولا يعبر عن حضارة شعب أو ثقافة أمة».
وأضافت الصايغ «من خلال ما تم طرحه في ملتقى الواقع الرقمي مواجهة وتحديات، تم التحذير من تناقل المقاطع أو المشاهد التي تؤثر سلباً على المجتمع، لذلك فإننا نشد على يد المستخدمين للوسائل الاجتماعية الرقمية أن يتم حجب كل ما من شأنه الاسقاط بالموروث الأخلاقي للمجتمع وعدم تداوله وأن يكون سلوك حياتنا هو الترفع، فهذه أخلاقنا كمجتمع محافظ، ولا نقبل من الدخلاء عليه تفتيت روابطه».
أما الناشطة نوال الدرويش فكان لها رأي مخالف، حيث قالت «لا نستطيع أن ندخل في نوايا أي شخص، وأحيانا الشخص يخونه التعبير أو توصيل المعلومة بطريقة صحيحة أو واضحة، وأحيانا ليس كل مايقال يعجب أو يوافق عليه الجميع». وأضافت «أعتقد أن الأخ عبودكا ما كان يقصد إساءة للأمهات أو الأخوات، والأهم من ذلك أن المتابعين في وسائل التواصل الاجتماعي ينتظرون الزلة ويكبرون المواضيع، وفي الأخير هذا رأيه ويمثله هو وكل شخص عارف نفسه».

«وسائل التواصل أشهرت أشخاصاً فقط لأنهم يطلقون كلمات بذيئة»

سهام القبندي: المقطع لم يسئ للمرأة بل لصاحبه

قالت أستاذة التخطيط الاجتماعي في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتورة سهام القبندي إن «المرأة الكويتية علم يرفرف عالي الهمة، وليست مجالا للدفاع او الطعن، فهي فوق ذلك كله، شهيدة واجهت العدوان بوطنية عالية لا تهزها الكلمات».
وأضافت القبندي، تعليقاً على مقطع عبودكا، «تعليقي ينحصر بأن الإنسان مسؤول عن سلوكياته وتصرفاته، وما يصدر منا من قول أو فعل هو تعبير عن أفكارنا وتوجهاتنا وأيضاً طموحاتنا، وهي الدافعية التى تحرك سلوك الإنسان، وأتمنى التركيزعلى دافعية بعض المشاهير وقيامهم بسلوكيات أو مواقف تثير الجدل فقط ليشعروا بأنهم ما زالوا حديث الناس وانهم حققوا الشهرة، لذلك نجد البعض يرتدي ملابس مخالفة أو لافتة، فقط بهدف لفت الانتباه وأخرى تتحدث في وسائل التواصل عن هدايا فخمة تتلقاها، وآخر يتكلم عن زواجاته المتعددة والقضايا والمحاكم قبل اطلاق ألبوماته الغنائية مثلا، وهكذا من سلوكيات وأفعال دوافعها نفسية وتعبر عن شخصية الإنسان نفسه».
وتابعت «لهذا أنا لا أعتبر هذا المقطع إساءة للمرأة انما هو اساءة للشخص نفسه،، فالإنسان يقيم من كلماته وأفعاله، وقد زادت وسائل التواصل من شهرة مجموعة من الأشخاص، فقط لأنهم يطلقون كلمات بذيئة والناس تضحك عليها وتتداولها وتلك الكلمات قد حققت لهم الشهرة، ويبدأ هؤلاء الأشخاص في البحث عن شيء جديد يطلقونه ليتداوله الناس».
وزادت «ولأن حقيقة من يصل ويحقق الشهرة سابقاً كانت حكراً على المبدعين والفنانين والعلماء واللاعبين، فإن هؤلاء المشاهير الجدد يبحثون عن اطلاق كلمة او لازمة معينة أو حركة أو لبس يطلقونه ويلحقهم ويتابعهم من يجدون المتعة في طريقتهم! وأخيراً الإنسان مسؤول عن اختياراته حتى في وسائل التواصل الاجتماعي، وإذا أردت ان تتعرف على شخصية أي انسان انظر الى متابعيه، وايضا انظر لمن يتابع هو ويختار».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي