No Script

حروف نيرة

«بلسان عربي مبين»

تصغير
تكبير

اللغة العربية أداة التفكير ونشر العلم في العالم كله؛ فهي لغة القرآن الذي هو كلام الرحمن الذي أنزله تعالى: «بلسانٍ عربيٍّ مبين».
وتُعد اللغة العربية من أهم اللغات التي يتواصل بها الناس، وقد أنصفها بعض علماء الغرب، وهي اليوم اللغة الرسمية في كل الأقطار العربية، كما أنها لغة التعليم لأطفالنا وشبابنا في كل الأماكن التعليمية بمختلف مستوياتها؛ فمن الواجب على مجتمعنا أن يسير نحو تأصيل لغتنا وتطويرها، لكننا لم نعطها المكانة السامية التي تستحق ولم نخلص لها؛ حتى صرنا اليوم نشعر بألم بالغ لما تتعرض له لغتنا من ضعف شديد في المجتمع خصوصاً في مدارسنا، ولما نراه من معاناة الطلاب في فهم بعض المعاني في اللغة العربية.
ومن أهم أسباب‏ ضعف اللغة العربية عند الطلاب ابتعادهم عن القراءة السليمة للقرآن الكريم وفهم معانيه؛ فإنه مصدر تعلم الفصاحة، والبلاغة العربية.


وكذلك اعتماد المدارس على مناهج قديمة غير متطورة يصعب على الدارس فهمها، خصوصا كتب النحو التي تحتاج إلى التوضيح بصورة جذابة مع استخدام الأساليب الحديثة التي تساعد الطلاب على الفهم الصحيح، ومن الأسباب المرتبطة بضعف مستوى الطالب هو مستوى المعلم؛ فمما يلاحظه أولياء الأمور وكل مسؤول والطالب أيضاً قلة وجود المعلمين المؤهلين في أغلب المدارس والاستعاضة عنهم بمعلمين يحتاجون إلى مَنْ يعلمهم اللغة العربية.
إضافة إلى عدم اهتمام بعض المدرسين بتصحيح أخطاء الطلاب؛ بل ان كثيراً من المعلمين لا يستخدم اللغة العربية الفصحى، ويلجأ إلى اللهجات العامية في التخاطب ، ولا يُلزم الطلاب بالتحدث باللغة الفصحى أثناء الدرس.
 وكذلك المتعلم أو المحاضر الذي يخاطب الناس في ندوات عامة ومجالس علمية، ووسائل الإعلام أيضاً؛ فقد زاد بث حوارات وبرامج مختلفة باللهجة العامية أثرت في ألسن أهل اللغة العربية.
ويجب أن ننتبه إلى أمر آخر وهو تقصير الطلاب في متابعة دروسهم وانشغالهم بأمور أخرى غير دراسية، وهو أمر يتعلق بانشغال الأهل وعدم تحمل الأسرة مسؤوليتها في متابعة أبنائها، ولا علاج لذلك إلا التقرب منهم ومحاولة توجيههم نحو الاهتمام باللغة العربية وقراءة الكتب العربية المفيدة ومتابعة البرامج التعليمية السمعية والبصرية من أجل تقوية اللغة العربية.
فيجب علاج هذا الحال المتردي وإصلاح ما أهملناه حتى يتعلم الطالب النطق باللغة العربية؛ وهذا الأمر يطلب من الجهاز التعليمي كما يطلب من وسائل الإعلام والمجتمع بشكل عام.
فإن اللغة العربية هي اللغة الأم التي يجب أن نصونها، ولا يمكن للهجات العامية أن تحل محلها؛ فهي الشجرة الأصلية وكل اللهجات فروع لها.

aalsenan@hotmail.com
aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي