No Script

خلال احتفالية أقيمت في ذكرى رحيله السابعة والستين

ملتقى الشباب الديموقراطي... احتفى بفهد العسكر

تصغير
تكبير

أقام ملتقى الشباب الديموقراطي مساء أول من أمس احتفالية تأبين الشاعر الكويتي المستنير فهد العسكر في ذكرى رحيله السابعة والستين، وذلك في سياق ما يقوم به هذا الملتقى الشبابي من فعاليات ثقافية ووطنية واجتماعية، وتأكيده للمجهود الذي يقوم به الشباب الكويتي، من خلال تنظيم أنشطة وفعاليات تساهم في تكريس جوانب ثقافية متعددة الاتجاهات والأشكال.
وتضمنت الاحتفالية كلمة الملتقى ألقتها الكاتبة دانة الراشد، تحدثت فيها عن العسكر شاعر التنوير والجمال، كما ألقى الكاتب عقيل عيدان كلمة تطرق فيها إلى جوانب مختلفة في حياة العسكر على المستويين الشعري والاجتماعي، ودوره التنويري في الساحة الثقافية في عصره.
واستهلت الراشد كلمتها ببيتين من شعر العسكر: «أنا إن مُت أفِيكم يا شباب/ شاعرٌ يرثي شباب العسكرِ»، وقالت: «هكذا كان الشاعر الكويتي المستنير الراحل فهد العسكر يتساءل عن ذكراه وخلود أشعاره، كان يُمني نفسه بأن يأتي من يحيي ذكراه وينصفه بعد أن جحده المجتمع وكفره وزندقه، متوقعًا بأن تستمر الذئاب الرجعية بنهش كل مستنير وثائر في وجه القيود المكبلة للطموح والوصاية على الفنون، ونحن اليوم نقف لنحيي ذكراه، لنقول لشاعرنا الكبير الراحل بأننا نتذكر ولا ننكر رموز نهضتنا الأدبية واستنارتنا».
وتطرقت الراشد إلى السيرة الذاتية للعسكر لتقول: «وُلد فهد بن صالح العسكر في عام 1917 في مدينة الكويت، والتحق في المدرسة المباركية بيد أنه فضل المطالعة الحرة والتثقيف الفردي، وبدأ بكتابة القصائد بعد المرحلة الابتدائية لولعه باللغة العربية وقدرته على النظم، بدأ الراحل في زيارة مكتبة ابن رويّح في سن مبكرة، وبدأ يستعير الكتب التي حولت رؤيته واعادت ترتيب أفكاره، فبعد أن كان متشددًا دينيًا بدأ هذا التشدد يخف ليصبح أكثر تسامحًا وتقبلًا لأشكال الفنون والشعر المختلفة، ولتتبدل نظرته للمجتمع وتحليله لواقعه».
في ما تحدثت عن معاناته التي واجهته في مجتمعه لتقول: «عانى شاعرنا من النبذ الاجتماعي وقطيعة الأهل لانقلابه على العادات البالية والتقاليد الموروثة، ويتضح هذا الأمر جليًا في نصوصه الغزلية منها والسياسية، وكانت العادات والتقاليد حينها خطًا لا يجب على أحد المساس به، ما أدى في النهاية لعزل فهد العسكر في غرفة لوحده لا يتردد عليه فيها سوى والدته وبعض أصدقائه».
واستطردت قائلة: «فقد عاش الراحل حياة قاسية تمسك فيها بأفكاره ولونه الأدبي ولم يسأم من رغبته في تنوير المجتمع ولا تصحيح مفاهيمه المتعصبة والحادة بل تمسك بهذه الرغبة بقدر كبير من الأمل، كان يلتمس الجمال في كل شيء ويبحث عن الحياة بقصائده، يبحث عن حياة بسيطة وجميلة خالية من التعصب والانغلاق، ولكن لم يتقبل المجتمع هذه الأمر، فتركوه منعزلًا حتى توفي وصمموا على معاقبته حتى بعد وفاته فلم يسر في جنازته إلا عدد قليل من الناس فيما انشغل الآخرون بحرق مؤلفاته وأشعاره خوفًا من انتشارها، ولم ينج من هذه الأشعار إلا ما حفظه أصدقاؤه».
واختتمت بقولها: «كان الشاعر الراحل مثالًا للتمسك بالأفكار والقيم، مثالًا صارخًا لأولئك الذين يرفضون الانصياع للأفكار التقليدية، وكان يفكر خارج عصره وبعين ترى المستقبل وتريد أن تعيشه».
وبرزت للشاعر العيد من القصائد التي اشتهر بها مثل قصيدة «كفي الملام وعلليني»، تلك التي تعد من روائع الشعر العربي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي