No Script

خواطر قلم

كلكم يبكي... فمن سرق المصحف؟! (2 من 2)

تصغير
تكبير

.... كما يشتكي الناس من نوعية خطب الجمعة ومحتواها وعدم موافقة كثير منها لواقع المجتمع المعيشي وعدم تطرقها إلى ما يحتاجه المجتمع من تذكير بالآخرة ومواكبة هموم أبنائه اليومية، وعدم حرص أئمة المساجد للقيام بواجباتهم الشرعية واعتبارهم الإمامة وظيفة ذات راتب شهري وليست واجباً وأمانة يتحملها الإمام كما كان سابقاً.
حيث كان إمام الجامع في الفريج أو الحي هو المصلح الاجتماعي، وهو الذي يتفقد أحوال أبناء الحي فيجمع قلوب الناس على المحبة ويقوم بواجبه في المشاركة بالمناسبات الاجتماعية، كالعزاء والفرح وعيادة المريض وإعانة المحتاج وتوجيه الزكوات والصدقات لمستحقيها ومراعاة أحوال ضعيفي الدخل والأيتام، وحث الجيران على الصلاة في المسجد وغيرها من واجبات، ويشتكي الناس من السرقات اليومية والاعتداءات المتكررة على المال العام، كما هو الحال في اختلاسات مواطنين من وزارة الشؤون بعد تزويرهم تقارير طبية يزعمون فيها الإعاقة البدنية أو الذهنية وغيرها، وفساد الهروب من العمل بعد البصمة، وفساد عدم الالتزام بواجب أداء حق المراجعين في وزارات الدولة، وفساد بعض دكاترة الجامعة وعدم احترامهم لمواعيد المحاضرات أو التحرش بالطالبات.
وفساد الاعتداء على المال العام، واختلاس الأموال وانتشار الرشاوى والعنف في الشوارع والعنف المنزلي وتهريب وتعاطي المخدرات والخمور، وانتشار الدعارة المتسترة بمعاهد المساج وغيرها، وتفشي الرذيلة.


كما يشتكي الناس من فساد الربا الفاحش وسيطرة المفهوم الاستهلاكي وانتشار ثقافة «الكشخة» والتعالي على الناس «وشوفة الحال» بالسيارة والملابس والذهب والاكسسوارات والعطور، وظهور آفة الفاشينيستات والتقليد الأعمى لكل تائه.
ويشتكي المواطنون من أداء مجلس الأمة الذي لا يواكب طموحات المواطن، خصوصا بعد الكشف عن جريمة الإيداعات المليونية لبعض النواب وتقصير المجلس في الرقابة على أعمال الحكومة، وأداء وزرائها وعدم الاهتمام بتقديم قوانين تحفظ المجتمع من التراجع القيمي وتحمي الشباب والأجيال الصاعدة وتحافظ على مكتسبات الوطن وحقوق المواطن.
الناس في مجتمعنا اليوم تشكو من مجتمعنا، الذي كان مضرب الأمثال في المحبة والتسامح والتواصل والتواضع، فيا ترى ما أسباب انتشار هذا الفساد، وهل له من نهاية قريبة، وإذا كان كل المجتمع يشتكي من الفساد، فمن هو الفاسد؟!

@mh_awadi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي