No Script

رسالتي

نيوزيلندا... والإرهاب المسيحي؟

تصغير
تكبير

رحم الله إخواننا المسلمين الذي سقطوا شهداء في الهجوم الإرهابي، الذي وقع في أحد المساجد في نيوزيلندا، والذي ارتكبه أحد المتطرفين من أصل أسترالي، عندما هاجم أولئك العزل بأسلحة نارية، وأسفر هجومه عن استشهاد 50 من المصلين وإصابة العشرات.
هذا الحادث المؤلم والمحزن لكل مسلم - برغم ما فيه من الآلام - إلا أننا نتذكر قول الله تعالى: «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم».
والخيرية في الحادث المؤسف أنه كشف زيف الادعاء الذي يطلقه سياسيو الغرب مع إعلامهم - ويتبعهم في ذلك الادعاء بعض الأذناب من العرب والمسلمين - والذي يلصق تهمة الإرهاب بالمسلمين فقط.


فهذا الحادث كشف كمية التطرف والإرهاب لدى بعض أتباع النصرانية، بدلالة الشعارات العنصرية التي كتبها المجرم على سلاح الجريمة، وما وجد على حساباته الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك لم يعد في وسع أي مخلوق أن يحصر التطرف والإرهاب بالمسلمين.
الأمر الآخر أن الحادثة شجعت العديد من النيوزيلنديين وغيرهم من المتواجدين هناك على زيارة المسجد موقع الحادثة، لإظهار التعاطف مع المسلمين، وللتعرف عن قرب على الدّين الإسلامي، وبحسب ما نقلته بعض وسائل الإعلام أن هناك من السكان الأصليين في نيوزيلندا من أعلن إسلامه.
الأمر الثالث أظهرت الحادثة مدى الترابط والتلاحم بين الشعوب المسلمة، والتي استنكرت هذه الحادثة وتألمت من أجل الشهداء والمصابين وأسرهم، لتثبت أن المسلمين كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى.
لقد كشفت الحادثة مدى تخاذل وهوان وضعف بعض المنتسبين لأمة الإسلام، والذي حاول فيها البعض التهوين من الجريمة، أو التماس العذر للقاتل، أو وصف القتلى بالجبن لعدم تمكنهم من مهاجمة القاتل ومنعه من إكمال جريمته! وأكثرها غباء واستغفالاً للناس، مقولة أحدهم أن الجريمة إنما هي بسبب هجرة بعض المنتسبين لإحدى الجماعات الإسلامية إلى نيوزيلندا!
وأن هذه الجماعة كانت السبب في استفزاز المجرم، ولولاها لما وقعت الجريمة!
أتساءل عن ردة الفعل العالمية مع هذه الجريمة البشعة؟ ولماذا لم نر مثل ذلك التعاطف الذي حصل مع قتلى حادثة الهجوم على صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية؟ وهل دماء المسلمين أرخص من غيرهم؟
بهذه المناسبة لا بد وأن نسجل الشكر والتقدير لفخامة الرئيس التركي أردوغان، الذي اتصل مباشرة برئيسة وزراء نيوزيلندا، واستنكر تلك الجريمة، ودعا إلى سرعة التحقيق ومعاقبة الجاني.
كما أرسل نائبه ووزير خارجية إلى نيوزيلندا للتعبير عن تضامنهم مع أسر الضحايا، وللوقوف على آخر التحقيقات.
برغم الجريمة البشعة إلا أنني على يقين بأنها لن تزيد المسلمين إلا تمسكاً بدينهم واعتزازاً به، وأن الإسلام ظاهر بإذن الله على أعدائه وخصومه، فالإسلام كما قيل: «إن تُرِك امتدّ، وإن حورِب اشتد».

Twitter: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي