No Script

ربيع الكلمات

«أمطار الخير... وتسامح نبيل شعيل»

تصغير
تكبير

أمطار الخير هلت علينا في الكويت وعلى معظم الدول العربية والخليجية، والكل ينتظر المطر بكل شوق، والمطر يحمل معه بشائر الخير، حيث إنه يروي الأرض والنفوس العطشى، وبالرغم من خيرات المطر إلا أنه أظهر بعض عيوب أماكن تصريف المياه فحدثت المشاكل وبعض الخسائر.
والشكر موصول لأبطال الكويت من الشباب والفرق والمؤسسات، التي شاركت وساهمت في مساعدة بعض العالقين في الأمطار، سواء كانت وزارات مثل الأشغال والكهرباء والبلدية، أو مؤسسات عسكرية مثل الجيش والشرطة والحرس الوطني والإطفاء، جهود الكل كانت واضحة، إضافة إلى وزارة الإعلام التي كانت تغطيتها مميزة ومن قلب الأحداث كان لديها مراسلون.
كذلك كان دور الجمعيات الخيرية واضحا منذ البداية للمساهمة في الحد من آثار الأمطار على الأسر المتضررة، حيث بدأت جمعية «السلام» بالمبادرة، ثم جمعية «النجاة» مشكورة... وبعدها بقية الجمعيات قدمت المبادرات في ذلك.


ولاحظنا قبل سقوط الأمطار الهلع والخوف من خلال الرسائل التي تصل، وغالبيتها إن لم يكن كلها مجرد إشاعات، فشاهدنا صور طوابير السيارات تقف على محطات الوقود بسبب إشاعة منتشرة أن المحطات ستغلق... وتم نفي الخبر من مؤسسة البترول، كذلك طوابير بشرية على المخابز بسبب إشاعة ثانية... وإشاعة ثالثة ورابعة والقائمة تطول، إذاً أين معنى التوكل على الله عز وجل إذا كنّا نخاف من كل إشاعة تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن نافلة القول إن ما حدث من خلل في مجاري تصريف الأمطار يحتاج محاسبة وعلاجاً جذرياً، وليس مجرد تقديم الاستقالة وقت المشكلة، وإنما يجب تشخيص الواقع واتخاذ القرار بعد ذلك وليس الاكتفاء بالاستقالة.
وقبل أيام نشر موقع «الوقيان للمحاكم» خبرا مفاده أن الفنان نبيل شعيل يضرب مثالاً يحتذى به في التسامح ويقول: «لن أقاضي أي شخص أساء لي»، وذلك بسبب كثرة التعليقات التي تتم على صوره أثناء نزول المطر.
أعتقد أننا بأمس الحاجة للحديث عن التسامح وإشاعة مبادئه بين الناس، إنها ثقافة مهمة للتعايش بين الناس داخل المجتمع الواحد... وشعيل ضرب أروع الأمثلة فيمن أساء إليه وسامح الجميع.
والتسامح هو التغيير والتأثير بالقناعات للوصول إلى أرضية مشتركة، وإننا بأمس الحاجة لتأصيل لغة الحوار حتى بين المتخاصمين لأن ما يجمعنا أكبر بكثير من الذي يفرقنا من القيم الإنسانية... وهو يعتبر التمهيد وبوابة التسامح لأن من خلال الحوار الفعال نستطيع أن نتفهم وجهة نظر الآخر خصوصاً من الذين يحملون معتقدات مغايرة.
ولو نظرنا إلى ما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي لوجدنا العجب في مستوى التحريض على الطرف الآخر أو الفئة أو الوافد الذي جاء ليكسب لقمة العيش الكريمة، ففتحت الكويت له ولغيره المجال لذلك، يجب محاسبة المقصر وليس التعميم على الجميع.
ويقول الإمام جعفر الصادق: «لأن أندم على العفو عشرين مرة، أحب إلي من أندم على العقوبة مرة واحدة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي