No Script

«التحالف الإسلامي» أقر إستراتيجية شاملة فكرياً وإعلامياً وتمويلياً وعسكرياً

محمد بن سلمان: سنُلاحق الإرهاب حتى يختفي من الأرض

تصغير
تكبير
تأمين ما يلزم من قدرات عسكرية وفق الإمكانات المتاحة لكل دولة

مواجهة الدعاية الإعلامية الإرهابية والتصدي لرموز الفكر المتطرف

اتفاق على عقد مجلس وزراء الدفاع اجتماعاً سنوياً أو عند الحاجة

استهداف مسجد الروضة في سيناء دليل على أن الإرهاب لا يمت للإسلام بِصلة

لا أحد في منأى عن مخاطر الظروف المحيطة... ولا سبيل إلا في بناء تحالف قوي

منع استغلال الظروف الاستثنائية من قبل الجماعات الإرهابية والمتطرفة بما في ذلك الميليشيات المسلحة
أقر وزراء دفاع «التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب»، في ختام اجتماعهم الأول الذي عقد في الرياض، أمس، إستراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب على مختلف المستويات، فكرياً وإعلامياً وعسكرياً وتمويلياً، فيما تعهد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بملاحقة الإرهاب «حتى يختفي تماماً من وجه الأرض».

ففي كلمته خلال افتتاح أعمال اجتماع وزراء الدفاع، الذي عقد تحت شعار «متحالفون ضد الإرهاب»، ومثل الكويت فيه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ محمد الخالد، وهو الأول منذ الإعلان عن إنشاء التحالف في ديسمبر من العام 2015، قال ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، «في السنوات الماضية كان الإرهاب يعمل في جميع دولنا، وأغلب المنظمات (الإرهابية) تعمل في عدة دول من دون أن يكون هناك تنسيق مميز بين الدول الإسلامية»، لكن «اليوم هذا الشيء انتهى بوجود هذا التحالف».


وأضاف: «ترسل أكثر من 40 دولة (مشاركة في الاجتماع) إشارة قوية أنها سوف تعمل معاً وسوف تنسق بشكل قوي لدعم جهود بعضها البعض سواء الجهود العسكرية أو الجانب المالي أو الجانب الاستخباراتي أو الجانب السياسي، فهذا الشيء سيحصل اليوم، وكل دولة سوف تقدم ما تستطيع في كل مجال حسب قدراتها وإمكاناتها».

واعتبر أن «أكبر خطر حققه الإرهاب والتطرف ليس قتل الأبرياء أو نشر الكراهية، ولكن أكبر خطر هو تشويه سمعة ديننا الحنيف وتشويه عقديتنا. لذلك لن نسمح بما قاموا به من تشويه للعقيدة السمحة وترويع الأبرياء في الدول الإسلامية وجميع دول العالم أن يستمر أكثر من اليوم».

وأضاف: «اليوم بدأت ملاحقة الإرهاب واليوم نرى الهزائم للإرهاب في كثير من دول العالم وخاصة الدول الإسلامية واليوم سوف نلاحقه حتى يختفي تماماً من وجه الأرض».

وفي كلمته، قدم ولي العهد السعودي مجدداً التعازي لمصر في ضحايا هجوم مسجد الروضة في شمال سيناء الذي أسفر عن استشهاد 305 أشخاص، وإصابة 128 آخرين، وفق آخر حصيلة رسمية.

وقال إن هذا «حدث مؤلم للغاية ويجعلنا نستذكر خطورة هذا الإرهاب. نؤكد أننا سوف نقف بجانب مصر وجانب جميع الدول في العالم لمكافحة الإرهاب والتطرف».

وفي ختام الاجتماع، شدد وزراء الدفاع على أهمية تأمين ما يلزم من قدرات عسكرية تضمن إضعاف التنظيمات الإرهابية وتفكيكها وفق «إمكانيات ورغبة» كل دولة.

جاء ذلك في البيان الختامي للاجتماع الذي تلاه الأمين العام للتحالف الفريق عبد الإله بن عثمان الصالح خلال مؤتمر صحافي، بمشاركة القائد العسكري للتحالف الجنرال المتقاعد راحيل شريف، الذي كان قائداً للقوات الباكستانية.

وأكد الوزراء، في البيان «عزمهم وعزم دولهم على تنسيق الجهود وتوحيدها لدرء مخاطر الإرهاب، والوقوف ضده».

وشددوا على «أهمية الجهد المشترك والعمل الجماعي المنظم والتخطيط الاستراتيجي الشامل للتعامل مع خطر الارهاب ووضع حد لمن يسعى إلى تأجيج الصراعات والطائفية ونشر الفوضى والقلاقل داخل دولهم».

واتفق الوزراء على محاربة الإرهاب عبر 4 مجالات.

فعلى صعيد محاربة الاهاب عسكرياً، شدد وزراء الدفاع «على أهمية تأمين دول التحالف ما يلزم من قدرات عسكرية تضمن إضعاف التنظيمات الإرهابية وتفكيكها والقضاء عليها وعدم إعطائها الفرصة لإعادة تنظيم صفوفها»،

وتكون مشاركة دول التحالف وفق «الإمكانات المتاحة لكل دولة وحسب رغبتها المشاركة في أي عملية عسكرية في إطار عمل التحالف». واتفق المجتعمون «على أهمية دور مركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الارهاب في تنسيق الجهود العسكرية، وتكاملها وتبادل المعلومات والاستخبارات وعقد الدورات التدريبية والتمارين المشتركة اللازمة».

وفي ما يتعلق بمحاربة الإرهاب في المجال الفكري، أشار الصالح إلى أن الوزراء تعهدوا بالعمل على كشف زيف الرسائل الإعلامية التي يبثها الإرهاب.

وتطرق البيان الختامي إلى محاربة الإرهاب في المجال الإعلامي، حيث شدد الوزراء على «العمل على مواجهة الدعاية الاعلامية الارهابية وتقويض مرتكزاتها... والحيلولة بين الإرهابيين واستخدام الإعلام في توجيه الرسائل الإرهابية». كما اتفقوا على «التصدي للدعايات الإرهابية ورموز الفكر المتطرف»، وأكدوا على «أهمية استثمار الإعلام الجديد في توعية أفراد المجتمع وتفادي التغرير بهم».

وبالنسبة لمحاربة تمويل الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله، اتفق الوزراء على «تعزيز الجهود والمسارعة في اتخاذ الجميع والاجراءات والتدابير اللازمة لمكافحة تمويل الارهاب وتطوير السياسات والتشريعات الوقائية».

كما أكدوا أهمية «زيادة التنسيق والتعاون الفني والأمني في تبادل الخبرات والمعلومات في مجال مكافحة تمويل الإرهاب».

وبشأن آلية عمل التحالف، اتفق وزراء الدفاع على «تأمين مقر لمركز التحالف في الرياض على أن تقوم السعودية بتأمين احتياجاته واستكمال المتطلبات القانونية والتنظيمية لتمكينه من ممارسة المهام المنوطة به»، واتفقوا على أن يعقد مجلس وزراء الدفاع التحالف اجتماعاً سنوياً أو عند الحاجة.

ولفت الوزراء إلى أن تصديهم للإرهاب يأتي انطلاقاً من أنه «أصبح يُمثل تحدياً وتهديداً مُستمراً ومتنامياً للسلم والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، حيث تخطى حدود الدول وتجاوز جميع القيم وأضحى أشد فتكاً من ذي قبل، ولاسيما في عالمنا الإسلامي الذي يُعاني من جرائم الإرهاب وما تخلفه من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات ووأد لأحلام قطاع عريض من المجتمعات التي تعيش بسكينة وسلام».

الخالد بحث مع ولي العهد السعودي التعاون لمكافحة التطرف

الكويت: اتساع رقعة سرطان الإرهاب يحتّم العمل معاً للقضاء عليه والحد من الفتن

شدّد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ محمد الخالد، أمس، أن حرص الكويت على المشاركة «ضمن الصفوف الأمامية للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب» جاء «انطلاقاً من موقفها الثابت تجاه الإرهاب والتطرف ورفضها ممارسات استغلال الدين كذريعة».

وقال الخالد في كلمته: «إننا نتابع ذلك السرطان واتساع رقعته جغرافياً بمختلف أشكاله على المستويين الإقليمي والدولي»، مؤكداً أن «ذلك يحتم علينا توجيه الجهود والطاقات للتصدي لهذه الظاهرة والقضاء عليها وتجفيف منابعها، كما يحتم علينا أيضاً العمل معاً للحد من انتشار الفتن والاحتقان الطائفي، لما يشكله ذلك من تهديد لكيان الأمم وأمنها واستقرارها، لا يقل عن الإرهاب».

وحذّر من أن «الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم أجمع ومنطقتنا بشكل خاص، التي أفرزت مخاطر وتحديات خطيرة، يعاني البعض من تداعياتها وسيعاني الجميع من تبعاتها من دون استثناء، إن لم نقف معاً صفاً واحداً»، مشيراً إلى أن «هذه الظروف تتطلب منا أن نقف بحزم لمنع استغلال تلك الظروف من قبل الجماعات والتنظيمات الإرهابية والمتطرفة بما في ذلك الميليشيات المسلحة لوقف نشر أفكارها الهدامة وممارساتها الإجرامية من قتل وتشريد وترويع». ولفت إلى أن «تبرير تلك التنظيمات والجماعات بأن أعمالها ونشاطاتها مستوحاة من تعاليم الدين الإسلامي، لهو أمر بعيد كل البعد عن مبادئ وقيم الشريعة والإنسانية». وتابع أن «تحالفنا اليوم أضفى مؤشراً جوهرياً للمجتمع الدولي ورسالة بأن الإرهاب والتطرف ظاهرة لا يكاد يخلو منها مجتمع من المجتمعات المعاصرة، وأنها لا ترتبط بدين أو قوم فأكثر من عانى ولا يزال يعاني هو المجتمع الإسلامي». وأشار إلى أن «ما تعرض له مسجد الروضة، شمال سيناء في مصر، من استهداف للمصلين الأمنين لهو دليل على أن الإرهاب لا يمت للإسلام بِصلة»، مجدداً موقف الكويت من الهجوم الإرهابي، و«إدانتها واستنكارها الشديدين لهذا الحادث، وتتقدم بخالص التعازي لأهالي الضحايا»، ومؤكدة وقوفها الى جانب مصر وتؤيد كل ما تتخذه من اجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها.

وأضاف: «ليس هناك أدنى شك في أننا جميعاً ندرك طبيعة الظروف المحيطة، وأننا جميعاً نتفق في أن أوطاننا ليست في منأى عن تداعياتها ومخاطرها، وليس لنا من سبيل إلا التآخي والتآزر والتكاتف من أجل بناء تحالف قوي على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية والإعلامية»، وذلك يأتي بهدف «الوقوف في وجه كل من يحاول المساس بديننا الإسلامي الحنيف، وأن نعمل جاهدين على تحصين أوطاننا وحماية مجتمعاتنا من أسباب التطرف والفتن والنزاع».

وأعرب الشيخ محمد الخالد عن الشكر للسعودية لعقد واستضافة اجتماع وزراء الدفاع، مؤكداً أن ذلك «ليس بغريب على الأشقاء في المملكة التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وقامت على مدى عقود مضت بدور محوري حافل بالعطاء والتضحية في مكافحة التطرف والارهاب لتتوّجه اليوم باستكمال مسيرة بناء التحالف الإسلامي».

وعلى هامش اجتماع التحالف، أجرى الخالد محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث جرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي لمكافحة الارهاب والتطرف، بين الكويت والمملكة.

شريف: التحالف ليس موجهاً ضد أي دولة أو طائفة

أكد القائد العسكري للتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب راحيل شريف، أن «تحالفنا ليس موجهاً ضد أي دولة أو طائفة أو دين، وهدفه محاربة الإرهاب».

وقال شريف، في كلمته خلال الاجتماع، إن عددا من أعضاء التحالف «يقع عليها ضغط كبير، وهي تقاتل تنظيمات إرهابية، نظراً لنقص القدرات لدى قواتها المسلحة ومؤسساتها الشرطية والأمنية»، لذلك فإن «التحالف الإسلامي سيكون منصة تساعد الدول الأعضاء في التحالف في عملياتها لمحاربة الإرهاب من خلال تبادل الاستخبارات وبناء ورفع القدرات».

من جانبه، أوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى، الذي شارك في الاجتماع، أن «فهم المسار الفكري ضمن مهام التحالف يعد عنصراً مهماً لدحر آفة الإرهاب من جذورها».

وشدد على أن «ذلك هو الرهان الحقيقي والهدف الأسمى الذي تسعى إليه البشرية أجمع، ودول هذا التحالف على وجه الخصوص». واعتبر أن «الإرهاب لم يقم على كيان سياسي ولا عسكري، بل على أيديولوجيةٍ متطرفةٍ». من جانبه، تطرق وزير الدولة لشؤون الإعلام في الأردن محمد المومني، للمجال الإعلامي لعمل التحالف.

وأشار إلى أبرز الأدوار التي يجب أن تتصدى لها مختلف وسائل الإعلام في الدول العربية والإسلامية، وذكر منها «تفنيد المزاعم الكاذبة، والافتراءات الكبرى التي تقتات عليها الجماعات الإرهابية في تبرير جرائمها في العالم».

وفي كلمته خلال الاجتماع، قال رئيس وفد مصر اللواء توحيد توفيق: «نجتمع اليوم لنجدد ونؤكد العزم على محاربة آفة الارهاب البغيض الذي أصبح يهدد كافة دول العالم من دون استثناء باعتباره تهديدا عابرا للحدود يتطلب منا جميعا مواجهة جماعية منسقة وسريعة».

واعتبر أن «ضعف وسقوط مؤسسات الدول الوطنية على نحو ما حدث في بعض دول المنطقة خلال السنوات الماضية نتج عنه فراغ تستغلها المنظمات الارهابية والميليشيات الطائفية».

تركيا: مستعدون لدعم التحالف بكل الصور

دعا وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، الدول الإسلامية للتضامن والتعاون والوحدة لمواجهة الإرهاب، معرباً عن استعداد بلاده لدعم «التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بكل الصور».

وقال في كلمته خلال الاجتماع «لسوء الحظ فإن المسلمين والدول الإسلامية يعانون من ويلات ضعف الاستقرار وهذه التنظيمات تهاجم الأبرياء باسم الاسلام».

ودان الهجوم الإرهابي على مسجد بمحافظة شمال سيناء، الجمعة الماضي، قائلاً: «نشجب بشدة هذه المذبحة التي حدثت في مصر. إن مهاجمة المصلين في صلاة الجمعة شيءلا يمكن تخيله، وهؤلاء القتلة، لا يمكن أن يمثلوا الاسلام، إنهم يستغلون تلك الفرص من أجل إحداث اضطراب في مجتمعاتنا. لذا فإن الوحدة في ما بيينا هي السبيل الوحيد الذي يمكن عبره أن نكافح هذه التنظيمات الإرهابية». وأضاف «إننا بحاجة أن نتغلب على كافة المشكلات من أجل الحيلولة دون اغتنام هذه التنظيمات للمشاكل العرقية والسياسية والاقتصادية».

قطر غابت عن الاجتماع

غابت قطر عن اجتماع وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الارهاب الذي عقد في الرياض أمس.

ولوحظ أن أعلام الدول في قاعة الاجتماعات يبلغ عددها 40 علماً فقط ليس من بينها علم قطر.

ولم يتم الإعلان رسمياً عن غياب قطر التي كانت من الدول الأعضاء في التحالف منذ تأسيسه، في ديسمبر من العام 2015، عندما كان عددها 34 دولة قبل أن يرتفع لاحقاً إلى 41، وسط ترجيحات بأن مرد الغياب إلى الأزمة القائمة بين قطر من جهة والدول العربية الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) من جهة ثانية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي