الرعونة والعدوانية المرورية

جاء تقرير المجلس الاستشاري للأمن الخارجي الأميركي للعام 2018 - الذي وصف الرعونة والعدوانية والاستهتار في قيادة المركبات على طرقات وشوارع الكويت - بأنه أخطر ظاهرة تواجه السكان يومياً، داعياً قائدي المركبات إلى التزام أسلوب القيادة الدفاعية الآمنة.
هذا التقرير - الذي نشر أخيراً - جاء ليؤكد الحاجة القصوى إلى الاقتراح الذي لطالما قمنا بتقديمه للسلطات المعنية في الإدارة العامة للمرور وإلى وزارة الداخلية، وهذا الاقتراح لم يلق آذانا صاغية، بل ولم يأت على أي ذكر لأي مسؤول في الداخلية، هذا الاقتراح الذي يدعو إلى تأسيس شركة تتبع وزارة الداخلية، تكون مهامها مراقبة أحوال الطرق والشوارع والحركة المرورية على مدار الساعة، التي يرتادها قائدو المركبات، وتوثيق المخالفات والممارسات السلبية والخطيرة التي تؤدي إلى التأثير على القيادة الآمنة وتطبيق مبدأ القيادة الذكية.
ومما ورد في اقتراحنا - أيضاً - هو أن وزارة الداخلية - ممثلة في الإدارة العامة للمرور - لن تستطيع من خلال المنتسبين إليها أن تقوم بهذه المهمة، وذلك بالنظر لتشعب أعمالها، ومن ثم تطبيق الاقتراح المنشود بنجاح.

إن إبقاء الشارع المروري على مراقبة لصيقة، كفيل بالحد من المخالفات والممارسات المرورية التي تحدث فيه، وصحيح بأنها لن تقضي على تلك الممارسات الخاطئة كلياً، ولكنها من المؤكد أنها ستخفف الكثير منها... بشكل أفضل من الوضع الحالي.
وكما أسلفنا بأن الشارع المروري مليء بالممارسات الخاطئة، التي يتوجب معها قيام وزارة الداخلية بعمل ما، مع التنويه إلى أن المراقبة المرورية قد زادت في الفترة الماضية، حيث شهدت تلك الشوارع تواجداً ملحوظاً وأكبر من ذي قبل. ولكنه رغم ذلك فإنه لا يفي بحاجة الطريق بالشكل الأمثل.
وأخيراً نقول إن مجرد صدور التقرير عن جهة بعيدة عن هذا الوصف، فإن هذا الأمر يشير إلى وجود مشكلة لا بد من إيجاد الحلول المناسبة لها، والاقتراح المقدم من قبلنا - وبكل تواضع - سيساهم بشكل كبير في الحد من السلبيات الواردة في هذا التقرير. والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com