No Script

لبنان «على سلاحه» الانتخابي وعلاقة الحريري - جنبلاط «طالِع نازِل»

No Image
تصغير
تكبير

لم يعد يفصل لبنان عن «توازناته الجديدة» التي ستفرزها الانتخابات النيابية سوى 16 يوماً مرشّحة لمزيدٍ من «التطاحن» بين مختلف الأطراف التي تتصارع ضمن 77 لائحة تحوّلت «متاريس» في معاركَ بدأتْ تُستخدم فيها «أسلحة الاحتياط» وحتى «المحرَّمة» منها، كالمال والاشاعات «والضرب تحت الحزام» وما شابَه من مَظاهر تعكس تنافُساً محموماً على الفوز بـ «الأصوات الذهبية» التي تشكّلها الأصوات التفضيلية، بوابة العبور الى برلمان 2018.
وعلى وقع «الصندوق الأسود» لانتخابات 6 مايو والذي توثّقه تقارير جمعيات غير حكومية وهيئات رسمية حول انتهاكاتٍ بالجملة قد تشكّل مادة دسمة لطعونٍ بالعشرات، يواصل الأفرقاء الرئيسيون عمليات تحفيز الناخبين وسط حرْصٍ مزدوج على ضمان رفْع نسبة الاقتراع لتأمين العدد الأكبر من الحواصل الانتخابية (تُحدِّد عدد الفائزين من كل لائحة) وتوزيع «بلوكات» الأصوات التفضيلية وفق حسابات «الورقة والقلم» تلافياً للمفاجآت التي يسمح بها القانون الجديد الذي يعتمد النسبية مع الصوت التفضيلي.
ويَمضي زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة سعد الحريري في جولاته «الميدانية» على امتداد لبنان لاستنهاض قواعده في سياق المعركة المتعددة البُعد التي يخوضها «في الصناديق» لتثبيت زعامته السنية وضمان عودته الى رئاسة الوزراء وفي الوقت نفسه الإبقاء على كتلة وازنة تكون الأكبر في البرلمان رغم ان «النسبية» ستُفقِده حكماً عدداً من المَقاعد. وكانت بارزة أمس محطة الحريري في الشوف وتحديداً قرى إقليم الخروب ذات الغالبية السنية من كترمايا، مروراً بمزبود فـ شحيم وصولاً الى برجا حيث كان مهرجان مركزي حاشد أكد فيه أهمية الانتخابات والإقبال عليها بكثافة وضرورة نجاح مشروع حماية لبنان والدولة والاستقرار والعيش المشترك.
ولم تخلُ جولة الحريري في «الإقليم» من دلالات سياسية - انتخابية بارزة تمثّلت بغياب «الحزب التقدمي الاشتراكي» (يقوده النائب وليد جنبلاط) عنها، رغم ان «المستقبل» و«التقدمي» يخوضان الانتخابات في دائرة الشوف - عاليه ضمن تحالف يشمل أيضاً «القوات اللبنانية» وذلك بمواجهة 5 لوائح أخرى أبرزها المدعومة من «التيار الوطني الحر» والنائب طلال إرسلان وأخرى للوزير السابق وئام وهاب.
وعكَس غياب «التقدمي» عن محطات الحريري أمس اعتمال الانتكاسة التي تصيب علاقة «الحليفيْن» على خلفية مجموعة «إشكالات» انتخابية تُرجمت في تركيب اللوائح وصولاً الى زيارة رئيس الحكومة لمنطقة حاصبيا - مرجعيون حيث بدا وكأنه في «ضيافة» إرسلان الذي تمرّ علاقته بجنبلاط بأسوأ مراحلها، ما أثار امعتاض الأخير الذي لم يتوان حزبه عن إصدار بيان ردّاً على تقارير صحافية حول مشاركة نجله تيمور في مهرجان الحريري في برجا اذ أعلن أن «تيمور جنبلاط ليس مشاركاً في المهرجان أو سواه من الأنشطة التي تقام لمناسبة زيارة رئيس الحكومة للإقليم».
وفي موازاة ذلك، وقبل خمسة أيام من مؤتمر «بروكسيل -2» حول النازحين السوريين الذي سيكون للبنان حصة بارزة فيه والذي سيكرّس الدعم الدولي لاستقراره والرغبة في وضْعه على سكة النهوض الاقتصادي، وجّه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رسالة لنظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون شكره فيها على الجهود التي بذلها لإنجاح مؤتمر «سيدر» في باريس قبل اسبوعين، مؤكداً «ان نهوض لبنان من جديد لن يتم إلا مع اصلاحات اقتصادية ومالية واجتماعية يحتاجها بشكل حثيث»، ومبدياً ثقته بأن «الدعم الفرنسي الكامل للبنان، سيكون مثمراً في مؤتمر بروكسيل ».
وجاءت هذه البرقية غداة حرْص رئيس الجمهورية على عدم تعريض مكتسبات «سيدر 1» لأي اهتزاز، وذلك بتوقيعه قانون موازنة 2018 الذي شكّل أحد مرتكزات «الحماسة» الخارجية على رفْد لبنان بقروضٍ ميسرة وهبات استناداً للمسار الإصلاحي الذي عبّرت عنه هذه الموازنة. واكتسب هذا التوقيع أهميته لأن عون قَفَز عبره فوق قناعةٍ بدت قائمة لديه حيال مخاطر المادة في قانون الموازنة التي أقرت منْح إقامة لكل عربي او أجنبي يتملك شقة بلبنان (ابتداءً من 500 الف دولار في بيروت و330 ألفاً خارجها) والتي أثارت اعتراضات خشية ان تفتح الباب أمام توطين مقنّع للنازحين او تفضي لتغييرات ديموغرافية.
وتفادياً لوقف العمل بالموازنة عبر عدم توقيعها أو الطعن بالمادة المذكورة، قرر عون توجيه رسالة الى مجلس النواب يطلب بموجبها من البرلمان إعادة النظر في المادة (إذا توافرت الأكثرية لذلك) للأسباب التي ستُفصل في الرسالة.

الراعي يضع اليوم في قطر الحجر الأساس لأول كنيسة مارونية في الخليج

| بيروت - «الراي» |

يضع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم في قطر الحجر الأساس لكنيسة القديس شربل التي تقام على أرضٍ سبق أن قدمتْها الدوحة.
ووصل الراعي أمس الى قطر في زيارته الرعوية التي تستمر أربعة أيام وتتخلّلها، إضافة الى حَدَث الحجر الأساس لأول كنيسة مارونية في دول الخليج، لقاءات مع كبار قادتها وعلى رأسهم الأمير تميم بن حمد آل ثاني وأبناء الجالية اللبنانية.
وبعيد وصوله الى الدوحة حيث استقبله وزير الدولة السفير حمد بن عبد العزيز الكواري، ومدير ادارة المراسم السفير ابراهيم يوسف فخر، قال الراعي: «لكون قطر قدّمت أرضاً لبناء كنيسة للقديس شربل عليها، فهذا أمر يشدد العرى وأواصر العلاقة بين البلدين، فالقديسون يجمعون الناس ببعضهم البعض».
ووجه تحية شكر للأمير الذي خصص الأرض لبناء الكنيسة قائلاً: «انه يعرف ان مار شربل يشدّد روابط الصداقة الكبيرة بين قطر ولبنان، وعلينا كلبنانيين أن نوطد هذه الصداقة سواء في قطر او في لبنان»، كما حيا الجالية اللبنانية «التي نفتخر بها أينما وُجدت».
بدوره، قال الكواري: «هذه الزيارة ذات الطابع الثقافي والحضاري والديني تحمل أهمية كبيرة جداً، ونتمنى ان تتكلل بالنجاح. نحب الجالية اللبنانية، ونقدر لها دورها في نهضة قطر، وان شاء الله تكون مناسبة جيدة للقاء البطريرك الراعي بأمير البلاد ورئيس الوزراء ووضع حجر أساس للكنيسة التي تعبر عن مدى التسامح الذي تتمتّع به قطر».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي