No Script

رسالتي

الأوطان... يدٌ سَلَفَتْ

تصغير
تكبير
حب الأوطان لم تخل منه مشاعر الأنبياء ولا قلوب الأصفياء، عرفته الطيور في سمائها، والحيتان في بحرها، أطلق حُبّها خيال الشعراء، ومِداد الأدباء.

لها حق على ابنائها، وكما قال الشاعر:


وللأوطان في دم كل حرٍ... يدٌ سَلَفَتْ ودَيْنٌ مُسْتحق

لا يحفظ حق الأوطان ويعرف قدرها، ويذكر فضلها إلا الأحرار الشرفاء، فهم وإن نَأَتْ بهم الديار، إلا أن حب الأوطان لا يفارق قلوبهم، ولذلك قيل: «إذا أردت أن تعرف معدن الرجل، فانظر إلى حنينه لوطنه وشوقه لإخوانه».

ومن أبلغ صور رد الجميل للوطن، الدفاع عنه والوقوف في وجه أعدائه:

ومن كان من دون أوطانه حاميا لها... فذِكْراه مسْكٌ في الأنام وعنبر

ومن لم يكن من دون أوطانه حمىً... فذاك جبان بل أخس وأحقر

المرء يدافع عن وطنه ضد نوعين من الأعداء، عدو خارجي يغزوه أو يعتدي عليه ويحاول نهب ثرواته أو احتلاله، وعدو داخلي - ربما كان من ابناء الوطن نفسه - يحاول سرقة البلد ونهب ثرواته، أو يحاول نشر الفساد والانحلال الخلقي في أرجائه.

وبلا شك أن الوقوف في وجه العدو الداخلي لا تقل اهميته عن الوقوف في وجه العدو الخارجي، فالنتيجة في النهاية، تدمير البلاد.

لقد جربنا ما للوطن من مكانة في القلوب قبل 26 عاما، عندما تم غزوه واحتلاله، وكان الخارج من بيته، مفقودا، والراجع إلى سكنه، مولودا، ثم منّ الله تعالى علينا بنعمة الأمن وطرد المحتل، يشبه حالنا - في تلك الفترة - قول الله تعالى «واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطّفكم الناس فآواكم وأيّدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون».

فهل شكرنا الله تعالى كما ينبغي؟

إن شكر الله تعالى يكون بتطبيق شرعه، وأتمنى أن نعرف آخر أخبار اللجنة صاحبة أطول اسم (اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية)... يمكن تستحق دخول موسوعة «غينيس»، والتي صدر مرسوم إنشائها بتاريخ 2 ديسمبر العام 1991، أي مضى عليها قرابة 25 سنة، فما هي أهم انجازاتها؟

يقول الله تعالى: «الذين إن مكّنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور».

شكر النعمة يكون بدعم اللجان الخيرية ومساعدتها على التوسع في أنشطتها، ليصل خيرها إلى المحتاجين في الداخل والخارج «لئن شكرتم لأزيدنّكم».

شكر نعمة التحرير، يتمّ بمنع مظاهر الفساد التي تجلب الخراب للبلاد، وبمحاسبة المخطئ والمسيء أيا كانت منزلته ودرجته من دون محاباة، وكما جاء في الحديث: «إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد».

إننا لا نأمن في حال عدم شكر النعم التي نحن فيها أن تُسْلَب منا هذه النعم.

«وضرب الله مثلا قريةً كانت آمنةً مطمئنةً يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكَفَرَتْ بأَنْعُمِ الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كان يصنعون»

فهل من مُعْتَبِر ؟

Twitter: @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي