No Script

«لن أرفض جائزة لها قيمة ولن أكتفي بالسير لأتسلَّمها بل سأركض ركضاً»

حوار / كارين رزق الله لـ «الراي»: «لآخر نفَس»... ليس مجرّد قصة لـ «خيانة بسيطة»

تصغير
تكبير
المسلسل يطرح سؤالاً: هل التضحية أمر صحي؟ وهل تتماشى حقاً مع طبيعة الإنسان؟

البعض يراني أشجّع على الخيانة... وأدعوهم إلى الكَف عن التحليل والإنصات للحوارات

أكتب كي أقول شيئاً أتوجّه من خلاله إلى الناس... فإذا لم يسمعوني فلا لزوم لي

الإنسان يريد كل الأشياء في وقت واحد... لكن هل يستطيع الحصول عليها جميعاً؟

هناك من يستحقون الجوائز ولا ينالونها... وآخرون في المقابل يأخذونها بلا استحقاق
عاماً بعد عام تؤكد كارين رزق الله أنها لم تنجح عن طريق المصادفة أو الحظ، بل هي تعبتْ على نصّها واختيار موضوعها والممثلين الذين يشاركونها أعمالها، من كبيرهم إلى صغيرهم.

رزق الله التي بهرتْ الجمهور قبل عاميْن بمسلسل «قلبي دق»، وفي العام الماضي بمسلسل «مش أنا»، تطلّ في رمضان الحالي عبر مسلسل «لآخر نفَس» الذي تتطرّق من خلاله إلى مواضيع شائكة تدور حول الإنسان ومتطلباته في الحياة والزواج والحبّ والخيانة، إلى جانب ممثلَين هما من الأهمّ في لبنان بديع أبو شقرا ورودني حداد.

«الراي» حاورتْ كارين رزق الله حول مسيرتها ومسلسلها الجديد الذي شغل الناس في رمضان:

• هل يمكن القول إن أعمالك صارتْ وجبة أساسية في الدراما الرمضانية، خصوصاً أن الناس ينتظرونك عاماً بعد عام؟

- لقد أحببتُ هذا التشبيه، وأتمنى أن يكون صحيحاً.

• هل تشعرين بأنك مطالَبة بتقديم عملٍ جديد في رمضان سنوياً؟

- عندما أكتب عملاً، فإنني أفعل ذلك بصرف النظر عما إذا كان سيُعرض في رمضان أو خارجه. هو عمل أكتبه بشغفٍ، تماماً كأي شخص يحلم بشيء صغير ويعمل على تحقيقه، ومن ثم ينظر إليه ماثلاً أمام عينيْه. ليس مهمّاً متى يُعرض العمل سواء في رمضان أو خارجه، بل المهمّ أن يرى الحلم النور، وأن يصبح مسلسلاً على الهواء.

• لكن حسابات رمضان مختلفة في ظلّ المنافسة الشديدة بين الأعمال؟

- كل فنان يتمنى أن يُعرض عمله خارج رمضان كي ينال حقه ويشاهده أكبر عدد ممكن من الناس. ولكن في المقابل رمضان هو مناسَبة لمُشاهدة الأعمال الجميلة. لا يهمّني متى يُعرض عملي، بقدر ما يهمّني أن ينال حقه.

• الواضح حتى الآن أن مسلسل «لآخر نفَس» يتناول الحب المحّرم حيث تجسدين دور امرأة متزوجة تقع في غرام رجل متزوّج هو بديع أبو شقرا؟

- ليس هذا هو المقصود من المسلسل، بل المقصود هو ما سيشاهده الناس خلال الحلقات المقبلة. القصة هي تعبيرٌ عما أريد أن أقوله، ولكنها ليست الهدف، وليس الهدف أيضاً خيانتها أو عدم خيانتها لزوجها، أو مَن سيعرف بالموضوع وماذا يمكن أن يحصل وكيف ستكون ردّات الفعل، بل كلها مجرد تفاصيل في القصة. الهدف الأساسي هو النقاش الذي أريد أن أُطْلِقَه من وراء هذا المسلسل. النقاش الذي يعيشه الإنسان مع نفسه قبل أن يناقشه مع شريكه.

• وما طبيعة هذا النقاش؟

- هل التضحية في الحياة صحية؟ وهل هي تتماشى أو لا تتماشى مع طبيعة الإنسان؟ وهل التضحية هي أن نكون إلى جانب شخصٍ واحد هو السبب في تعاستنا أو سعادتنا؟ وكم هو جميل الأمان الذي نعيشه مع هذا الشخص، ولكن ما هي فاتورته؟ وما الفاتورة التي ندفعها عندما نعيش العشق خارج الزواج، وما الثمن الذي ندفعه كي نصل إلى برّ الأمان، وما الذي نريده من الحياة!! الإنسان يريد كل شيء في وقت واحد: الأمان والحب والراحة والتفاهم والزواج. لكن هل هو قادر على الحصول عليها جميعاً، وما هو الأهمّ بينها، وما هي الأولوية بين كل هذه الأمور؟ هذا هو النقاش الذي أريد أن أُطْلِقَه من وراء المسلسل.

• إنها طبيعة الحياة في كل الأحوال؟

- طبعاً إنها طبيعة الحياة، ومَن يفهم أنها مجرّد قصة خيانة بسيطة يكون مخطئاً.

• لكن هذا ما يبدو حتى الآن؟

- ولذلك قلتُ إن علينا أن ننتظر. بالنسبة إلى مَن يقول ما هو المبرِّر الذي يمكن أن يدفع الزوجة إلى خسارة الزوج مع أنه لا يخونها ولا يضربها، فإنني أقول هنا تكمن فكرة المسلسل. هي امرأة تحبّ زوجها ومرتاحة معه، ولكن عندما «تشرْقط القصة» بينها وبين شخص آخر، كم سيكون في مقدور الشخص الآخر أن يكتفي بحبّ ناعم وبريء؟ هذا هو صلب الموضوع. البعض يقولون إنني أشجع على الخيانة، وأنا أطلب منهم أن يكفّوا عن التحليل وأن ينصتوا جيداً إلى الحوارات.

• قبل يومين نُشر خبر أن قصة مسلسل «لآخر نفَس» منقولة عن فيلم أجنبي؟

- لا أريد هذا السؤال ولا الإجابة عنه. خلال الأيام المقبلة يمكن أن تطرحوا هذا السؤال. سمعتُ عن هذا الموضوع وهو لا يستحقّ الردّ. لا تجبريني على الردّ... انتظِروا بضعة أيام فقط وكل شيء سيبدو واضحاً وجلياً.

• ولكن الكاتب مروان نجار نفى أن يكون قصد مسلسلك، وأشار إلى أنه لم يذكر اسمك؟

- حسناً! هذا يعني أنه لم يكن يقصدني بكلامه. لماذا أجيب عن سؤالٍ أنكر مَن كتبه أنه كان يقصدني به.

• لأن الأحداث والتفاصيل التي ذكرها مروان حداد جعلت الناس يربطون بين الفيلم ومسلسل «لآخر نفَس»؟

- مَن اعتقد أنه قصد مسلسلي فليشاهده، وإذا وجد لاحقاً تَطابُقاً بين القصتَين فليحاسبني وليقل لي إنه لم يحبّ المسلسل.

• مسلسلاتكِ تحتلّ المراتب الأولى، وبالرغم من ذلك ترفضين التكريم. إلى متى سيستمر هذا الوضع؟

- الفضل الأول والأخير هو للناس الذين يحبون أعمالي ويتابعونها كما يتابعون كل عبارة تقال فيها. أنا أشاهد العبارات التي تقال في أعمالي على «تويتر»، وهذا أمر مُفْرح وهذا يعني أنهم سمعوا الكلمة ووصلتْهم، بينما في المسلسلات الأخرى يمكن أن يقولوا «المسلسل حلو أو مش حلو، أو الحلقة حلوة أو مش حلوة».. ولكنهم لا يحفظون الجُمَل. وأنا أشكر الجمهور على وفائه، لأنه يريد أن يتابع وأن يسمع كل ما يقال. أنا أكتب من أجل أن أقول شيئاً أتوجه من خلاله إلى الناس، فإذا لم يسمعوني فلا لزوم لي إذن.

• وبالنسبة إلى التكريم؟

- أنا لا أرفض التكريم شرط أن يتمتع مَن يكرّمني بالصدقية. عندما يقول لي الناس في الشارع: نحن شاهدنا وتابعنا أعمالك، فهذا أعتبره أكبر تكريم لي، وكذلك عندما تكرّمني الجامعة أو الطلاب أو نقابة المالكين. «الرايتينغ» هو تكريم بالنسبة إليّ، وعندما يطلبني التلفزيون «عْمِلي اللي بدك ياه بس تعي لعنا». التكريم لا يكون بحمل «تروفيه» موجود «وين ما كان ومع مين ما كان».

• ولكن هناك فنانين «يتقاتلون» من أجل الجوائز؟

- كل شيء يعود إلى الشخص نفسه. وهل أنا أكره الجوائز مثلاً؟ عندما تصلني الجائزة بطريقة حلوة، وإذا كانت لها قيمة فلن أرفضها، ولن أكتفي بالسير كي أتسلمها بل سأركض ركضاً.

• من المعروف أن كل الجوائز مدفوعة حتى الجوائز العالمية؟

- في الخارج لا يمكن منْح جائزة لشخص «منّو شي». كل شيء له حدود، إذ يمكن أن يتنافس ممثّلان قديران جداً على جائزة واحدة ويتسلمها واحد منهما، ولكن الثاني يكون يستحقها أيضاً. لا يمكن لأحد لا يتعاطى الفن أن يفوز بجائزة.

• وهل هذا يعني أن مَن يفوزون بالجوائز في لبنان لا يتعاطون الفن؟

- أنا لم أقل هذا. لا أريد تحريف كلامي.

• وأنا أسألك؟

- كل الذين فازوا بجوائز «بيعقّدوا»، وهناك مَن يستحقونها فعلاً، وفي المقابل هناك مَن يستحقون الجوائز ولكنهم لم يحصلوا عليها. كما أن ثمة مَن فازوا بجوائز لا يستحقونها ولا يتعاطون الفن، ولا يمكن أن نكذب بعضنا على بعض.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي