No Script

قصة جميلة ودرس أجمل

No Image
تصغير
تكبير

تشرفت بالمشاركة في إحدى المنتديات الفكرية، وكان النقاش حول (النبي سليمان والهدهد).
والبحث كان حول معجزة الحديث بين الإنسان والطير (الهدهد).
وخطوطها العريضة، اختلاف اللغة والمفردات، فلكل شعب لغة يختص بها، وعادة الحديث بين الشعوب المختلفة، تكون بلغة واحدة يتكلم بها الطرفان، أو بلغة أخرى يتقنها الطرفان، أو يكون الوسيط مترجما بين الاثنين، ليتم التواصل وفهم مايراد قوله، وتبادل الحديث بشتي المجالات المختلفة.
وبالفعل كانت محاضرة غاية بالروعة، مما دعاني الى البحث أكثر في تلك القصة الرائعة.
ووجدت بها الكثير من العبر، والتنظيم، والدروس العظيمة،التي نحتاج اليها في الحياة.
وهي كالتالي:
1 - الحديث مع الآخر
التواصل مع الشعوب،أمر مطلوب، ونص عليها الله سبحانه بقوله بكتابة المجيد: (إنا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا).
لما فيها من الفائدة الكثيرة على الطرفين، فالهدف منها مشاركة المعرفة بين الثقافات المختلفة، وفهم كيفية تصرف المنتمين لتلك الدول مع العالم المحيط بهم، فالتواصل بين الثقافات، سمة حسنة، وأساس وركيزة لتطوير المهارة لدى الأفراد.
2 - كيفية القيادة
خلال الاجتماع مع المسؤولين، يتميز القائد بتفقد الجميع، ومعرفته بهم، ولم يجد النبي سليمان (الهدهد). ويدل ذلك على اليقظة، والانتباه، لمن معه، ومعرفته بكامل الحضور، وكذلك معرفته بمن غاب عن الاجتماع بعذر، ومن غاب من دون عذر.
وهو أمر مهم، بأن يكون المسؤول على علم بكل من يعمل تحت قيادته، وإعطاء الفرصة لأفراد الفريق لإبداء الرأي، وتقديم الاقتراحات، والإصغاء، والاستماع الجيد لهم، وخلق جو صحي يبث الراحة والطمأنينة في النفوس.
3 - العقاب لمن كذب والتدرج فيه
أي ان الأمر ليس فوضى، ولا يطلق العنان لكل فرد بقول وعمل ما يشاء، وما يحلو له، من دون حساب، ولا يتم تطبيق العقوبة، الا بعد التأكد من عدم صحة مانقل من اتهام.
وكذلك العقوبة تكون بتدرج مثل ماذكر بالقصة:
أ - أشدها الذبح.
ب - أقلها العذاب.
ج - نجاته بصدق ماذكره.
4 - المتهم بريء حتى تثبت إدانته
ألا يطغي الانفعال على العقل عند الغضب، وليتم البحث للتأكد من الخبر، وعدم التسرع والحكم مسبقاً.
وللأسف نقرأ في الصحف ووسائل التواصل، سيلا من الاتهامات، والقضاء لم يصدر منه حكما نهائيا بعد، اي لا تزال القضية قيد التحقيق، متسببين في ضرر كبير لأبرياء يدانون لحظة توجيه التهم لهم، وهذا اجحاف بحقوق الناس، فلا يجوز التشهير قبل كلمة الفصل في المحاكم، فالمتهم بريء حتي تثبت ادانته، قاعدة راسخة لحماية حقوق الناس ومصالحهم، فالادعاء العام لا يملك صلاحية الإدانة، فكم من متهمين تمت تبرئتهم من درجة المحاكم النهائية.
5 - التقرير يكون مبنيا علي حقائق
اي لا يكون بالظن والفرضيات... انما يكون بيقين وتأكيد وواقع صحيح وللأسف إساءة الظن بالآخر صفة سيئة ومذمومة انتشرت في حياتنا اليومية، فلا يخلو تجمع ويحدث فيه سوء فهم للآخر، والسبب الاختلاف في فهم وجهة نظر الآخر.
وفي الختام...
كل حياتنا وأعمالنا وتصرفاتنا تكون ناتجة عن اثنين لا ثالث لهم وهما:
«الحب والبغض».
فبالمحبة والمودة والتعاون نسعد.
وبالبغض تكون القطيعة والهجران.
فالمحبة هي التي تجمعنا وتربطنا.
اللهم اجعل بيننا من المحبة تمامها
ومن المودة دوامها
ومن الرحمة شمولها
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي