No Script

ببساطة

سوبر إيقاف

تصغير
تكبير
تابع الشباب الكويتي في الأسبوع الماضي، مباراة المنتخبين السعودي والياباني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا. وعلى الرغم من سعادتنا الغامرة بفوز المنتخب السعودي وتأهله للنهائيات، إلا أننا جميعاً شعرنا بتلك الغصة المزعجة التي عكرت علينا أجواء الاحتفال بتأهل الأشقاء، فالمتأهل هو منتخب المملكة العربية السعودية وليس منتخبنا «الأزرق»؛ الذي طال انتظارنا لعودته إلى المستطيل الأخضر.

ولم يمض يومان على ذلك الشعور السيئ، حتى تجدد في نهائي كأس السوبر الذي أقيم على استاد جابر الدولي، فبعد مشاهدتنا لملعب الجوهرة - تلك التحفة المعمارية - والجماهير الغفيرة التي ملأت مدرجاته، أفقنا على واقع أرضية استاد جابر السيئة ومدرجاته الخالية من الجماهير!


لم يسبق لي أن كتبت حول قضية الإيقاف الرياضي، رغم اهتمامي بكرة القدم وعشقي لنادي القادسية الرياضي ومتابعتي للدوري الإنكليزي الممتاز وغيره من البطولات الأوروبية. والسبب ببساطة يعود إلى أن الخوض في هذه القضية يجعلك محسوباً على أحد أطراف النزاع فيها، لأنها قضية أشخاص بالدرجة الأولى.

فلو كان الموضوع هو تدني مستوى الرياضة في الكويت أو سوء المنشآت والدعم، والحاجة لتعديل تلك الأوضاع، لكان الحديث سهلاً ولكانت هناك حلول واقعية، فتدني المستوى الرياضي وعدم وجود دعم حقيقي للرياضة، يأتي بسبب كون الرياضة عندنا مجرد هواية وليست مهنة واحترافا، وبسبب تخلفنا عن الواقع الجديد الذي يفرض أن يكون للأندية نشاط تجاري ليوفر مصدراً لدخل الأندية، بالإضافة للبعد الاجتماعي والثقافي لتلك الأندية الرياضية.

والحل هنا ليس ببيع الأندية للقطاع الخاص كما يعتقد البعض، بل قد يكون من الأنسب أن يتم تطبيق تجربة القطاع التعاوني الرائدة على هذه الأندية، فيكون أعضاء الجمعية العمومية مساهمين في النادي الرياضي، وتكون للنادي نشاطات تجارية، بالإضافة للجانب الاجتماعي والترفيهي والثقافي، وبذلك يبدأ تدريجياً تطبيق الاحتراف حيث سيكون للنادي مدخول من العمل الاستثماري يمكنه من دفع رواتب اللاعبين وغيرهم من الأجهزة الفنية، وفي الوقت ذاته يوفر على الدولة الأموال المصروفة لدعم الأندية.

ولكن للأسف، إن قضية الإيقاف هي - كما يعلم الجميع - قضية صراع شخصي وليست قضية مخالفة قوانين دولية أو تدخلات حكومية فقط، فها هو وزير الشباب السابق قد تم استجوابه بخصوص الايقاف وقدم استقالته، ومنذ ذلك اليوم ونحن ننتظرعند النقطة نفسها ولم نتحرك خطوة واحدة للأمام. وها هي الأندية قامت بعقد جمعيتها العمومية الاستثنائية وانتخبت لجنة جديدة تدير الاتحاد، ولا يزال الإيقاف مستمراً ولا أعتقد بأن هذه الخطوة ستؤدي الى شيء.

لقد طال انتظارنا لعودة «الأزرق»، ولم يعد لدينا صبر لانهاء هذه الأزمة، فالجيل الحالي تم تدميره وحرق أحلامه بالمشاركة بكأس العالم وكأس آسيا للأبد، كما تم تدمير حلم أبطالنا الأولمبيين برفع علم الكويت في الألعاب الأولمبية الفائتة؛ خصوصاً وأنها صادفت حصول الكويتي فهيد الديحاني على أول ميدالية ذهبية في تاريخ الكويت... لكنها للأسف جاءت تحت العلم الأولمبي!

وقد آن الأوان لوضع حد لذلك الإيقاف والنظر لحسرة شبابنا الرياضي لضياع إحلامهم، فالصراعات السياسية والصراعات الشخصية مستمرة في كل المجالات ولكن أبعدوها عن الرياضة وعن كل ما يؤثر على أحلام الشباب، ليرفع ذلك الإيقاف أولاً ثم لنبدأ بإصلاح الرياضة!

dr.hamad.alansari@gmail.com

twitter: @h_alansari
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي