No Script

«حديث الإثنين» تمحور حوله في «مركز جابر الثقافي»

عبدالحسين عبدالرضا... فارسٌ سيفه الفن

تصغير
تكبير

 «فارس سيفه الفن»!
 هذا الوصف الذي لا ينطبق إلا على قلة من الفنانين، كان عنواناً لحديث الإثنين الذي يستضيفه كل أسبوع مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، والذي تمحور ليلة أول من أمس، حول العملاق الراحل عبدالحسين عبدالرضا، بوصفه واحداً من فرسان الفن النادرين الذين يحاربون بسيف الإبداع، كي يتيحوا للجمهور أكبر مساحة ممكنة من المتعة الراقية!
 فقد استضاف «مركز جابر»، في حلقة أول من أمس، من «حديث الإثنين» - إحدى أهم فعالياته الثقافية المتواصلة - حلقة نقاشية في القاعة المستديرة حول الراحل عبدالحسين عبدالرضا، ومسيرته الفنية الحافلة، أدارها علي خاجة، بحضور فناني مسرحية «فرسان المناخ» الذين كانوا في بداياتهم حينذاك، واليوم صار لهم صيت وبصمة فنية واضحة، ومنهم داود حسين واستقلال أحمد، وبمشاركة الدكتور محمد باقر، وسط حضور عدد من الشخصيات، أبرزهم ابن الراحل: بشار عبدالحسين عبدالرضا.
 استهل خاجة النقاش بالترحيب بالحضور، متحدثاً عن «فرسان المناخ»، التي تعتبر مسرحية دسمة وإنسانية استمدت قيمتها الفنية من تسليطها الضوء على الأزمة الاقتصادية في تلك الفترة، بسلاح الكوميديا.
 وبعدما عُرضت لقطات من المسرحية، تحدثت الفنانة الغائبة الحاضرة استقلال أحمد، مشيرةً في البداية إلى تسميتها بهذا الاسم «استقلال»، موضحةً: «سُميت بهذا الاسم في فترة لأنني وُلدتُ بالتزامن مع استقلال الكويت، ورحم الله والدي، فقد كان يحب هذه الأسماء، وللعلم أنا كان اسمي (استقلال الكويت)، وهو اسم مركب».
وعن بداياتها مع الراحل عبدالحسين عبدالرضا قالت: «بدأتُ من خلال مسرحية (بيت العز)، كنتُ وقتها صغيرة... وكان فريق العمل يريدون وجهاً نسائياً صغيراً، وبعدها انقطعت عن التمثيل بسبب الدراسة، ثم عدتُ فشاركتُ في مسرحية (فرسان المناخ)، وكنت العنصر النسائي الوحيد، وجمعتني مع الراحل عبدالحسين عبدالرضا مواقف عديدة في المسرحية»، مردفةً: «كان الفنان الكبير سلساً، ومتعاوناً، ودقيقاً، ويحرص على شعور كل من معه، إذا شاهد أحداً ملامحه متغيرة يسأل عن السبب و(يداري) الجميع، وكنا نعمل بالتزامن بروفات (فرسان المناخ) ونصور مسلسل (خالتي قماشة)».
 استقلال زادت: «بو عدنان لم يكن يبخل، حتى إن وجد أحدا لديه (إفيه) كلمة أو جملة فنية ضمن الحوار.. حيث معروف دوماً حتى في المجال الصحافي: الكل يريد لنفسه السبق... لكن مع الراحل لم يكن لديه هذا الأمر، بل كان يتيح الفرصة للجميع».
 بدوره قال الفنان داود حسين: «عندما قرأت النص فرحت بالدور... رغم أني لم أكن أفقه ما دار من أزمة اقتصادية، بل إنني آنذاك كنت أظن أن المقصود بالمناخ هو الطقس والأجواء، وليس سوق البورصة والأسهم، ومع ذلك قررت أمثل، وبداياتي مع الراحل من خلال ترشيحي لدور في مسلسل (عتاوية الفريج)، وكان الدور مندوب شركة التبغ، أي شخص يدخن السجائر، ومع أني لم أكن أدخن ولا حتى أقترب من التدخين، فإن حبي للراحل دفعني إلى الموافقة، وبعدما قرأت النص وعثرت على ملامح الشخصية، ولأن الراحل كانت له نظرة مستقبلية، أسند إلي دور دكتور خميس، وغير دوري وأحببت هذا التغيير»، متابعاً: «هناك مواقف كثيرة عفوية مع الراحل لأنني صديق ابنه بشار، فقد كنا نعمل مشاكل أحياناً فيوبخنا، وهناك مواقف (زفنا) بسببها».
 وعن مضمون المسرحية بوصفها كانت تتحدث عن كارثة محلية بصورة كوميدية قال حسين: «هذا ما أراده الراحل وفريق العمل... ومن المواقف التي لا أنساها حين كنا نريد أن نسجل أغاني المسرحية في الإذاعة، وكان التسجيل عند التاسعة صباحاً، وأكلنا وجبة الفطور داخل الإذاعة أنا وبشار، وأعطاني بصلاً، وأكلت كثيراً، وعند التسجيل وكان مباشراً مع الفرقة، في أول أغنية عندما غنيت فاحت رائحة البصل وصرخ المايسترو أحمد باقر: منو ماكل بصل؟».
 في هذا السياق تحدث الدكتور محمد باقر عن الموسيقات في «فرسان المناخ» والتي وضعها الراحل الموسيقار أحمد باقر قائلاً: «العمل درامي وبه تصاعد درامي، وانتقالات بين مشهد وآخر... وفصل بين الشخصيات، فالبداية تختلف عن النهاية، وتدهور المناخ، ونكسة سوق المناخ، وكان الراحل أحمد باقر حريصاً جداً في أعماله، ولا يتقبل أن يغير أحد كلماته وألحانه.. مثلا في أوبريت (بعد الزواج) ضمن الكلمات المغناة والأصلية يقول (أنا الهامور وانتي بحر)، لكن طلب بوعدنان من أحمد باقر أن يبدلها إلى (اليريور)، وبعد مناوشات غير الموسيقار نزولا على رغبة عبدالحسين عبدالرضا».

لقطات

? شارك بشار عبدالرضا في النقاش متحدثاً عن بعض المواقف الطريفة خلال مشواره مع والده... وتعالت الضحكات حين تذكر هو وداود وإستقلال بعض الأحداث، وذكر بعض صفات ومواقف حياتية عاشها والده، وقال: كنت (دعلة) دوما معه، وأحضر البروفات، ووقت العروض، كنت جواره وأساعده في الكواليس.

? حضرت الفنانة المعتزلة رشا مصطفى، رغم غيابها عن الفن والأضواء.

? جاءت مداخلات من الحضور واستفسارات عن بعض الأمور أجاب عنها كل من بشار وداود وإستقلال ومحمد باقر.

? بعد استرجاع الذكريات، كان هناك معرض فني عن الراحل... وديكور مسرحية «فرسان المناخ» وبعض أزياء أعماله الفنية منها «قاصد خير» وأبرز الصور النادرة... والحوارات الصحافية، ومقتنيات الراحل.

? من أسهم وشارك في جمع مقتنيات خاصة من الراحل، حسن أشكناني وعيسى دشتي وجابر الهندال وعلي السلمان.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي