No Script

خواطر صعلوك

إيقاعات شبابية حزينة!

تصغير
تكبير

عزيزي القارئ... فلنغنِ سوياً...
تتمتع الكويت بهبة ديموغرافية، تتمثل في أن هرمها السكاني يشكل غالبيته الشباب ممن دون 34 سنة.
هذه هي الفقرة الأولى من الأغنية، يرددها القارئ ثلاث مرات بإيقاع الطنبورة.


 يمكن لنا أن نعتبر أن أكثر من نصف سكان الكويت - من حيث العمر - هم في الثلاثين عاماً وما دون ذلك يعيش معظمهم بين أسر سجلت أدنى معدل للادخار على مستوى الخليج، مع تراجع واضح لقدرات جزء كبير منهم على الاستثمار، واستمرار طاغِ للنزعة الاستهلاكية وعدم وجود خطة واضحة للإنفاق الشهري، بالإضافة إلى أن الفئة العمرية من 25 إلى 34 عاما تشكل أعلى عدد من الحاصلين على القروض الاستهلاكية والمقسطة.
هذه الفقرة الثانية من الأغنية... يرددها الكورال على خلفية الإيقاع الشابوري.
ضمن أنظمة اجتماعية غير مستقرة تقصي بعضها البعض سياسياً ومناطقياً، وخيارات تلطم الشباب على خدهم الأيسر في الرياضة وخدمهم الأيمن في التعليم وتنازعهم الثوب في المناصب والترقيات، يجد 88 في المئة من الشباب أنفسهم يعيشون في العالم الافتراضي في زمن، يشهد تحولاً تقنياً واقتصادياً قوياً هم غالباً - في معظمهم - غير مستعدين له.
ورغم تنوع خبراتهم، إلا أنهم لا يشتركون إلا بنسب قليلة في الصناديق الديموقراطية أو الكراسي الدوارة والعديد منهم لا يبالي بالتحديات التي على مستوى العالم، بدءاً من التغير المناخي، وانتهاء بتعقيد التكيف مع الاقتصاد المستقبلي في ظل التغير المستمر لفرص العمل بفعل الابتكارات التقنية.
هذا المقطع بالتحديد من الأغنية... «نقعه» ونادِ أي شاب في الشارع ليشرب ماءه على إيقاع الليوه!
في الدراسة الرائعة - التي هدفت إلى التعرف على أثر العوامل الاجتماعية والثقافية في الرغبة بتأخير سن الزواج لدى الشباب الكويتي والصادرة عن مكتب التوجيه المجتمعي بوزارة الأوقاف والتي قدمها الدكتورحمود فهد القشعان والدكتورة أمل محمد العدواني - توصلت إحدى نتائج هذه الدراسة أنه أصبح لدينا مصطلح جديد يسمى «العزوبة الإرادية» فقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن هناك ارتفاعا في أعداد الشباب ممن بلغ الثلاثين عاماً، ولم يسبق له الزواج بدرجات أعلى مما عرف بالعنوسة، حيث تظهر الدراسة أن 29 في المئة من الشباب ممن بلغوا الثلاثين في حالة «عزوبة إرادية» مقابل نسبة 19 في المئة من الفتيات.
هذا يعني - عزيزي القارئ - أننا لا نعاني من مشكلة في نسب الطلاق الكبيرة فقط، ولكننا أيضاً نعاني من وجود نسب كبيرة عازفة عن الزواج! لأسباب غالباً تتعلق بتغير دور المرأة والرجل في المجتمع، والانفتاح التكنولوجي وتغيرات في مفهوم السعادة الزوجية، الذي أصبح مصدره الإعلام السائل والحكايات المنقولة من الفشنيستات الفاضلات!
هذا المقطع الرابع من الأغنية يردده القارئ على إيقاع الدزة...!
أما الفقرة الخامسة من الأغنية فهي بلا ملامح، ولكن على القارئ أن يرددها على إيقاع العرضة النجدية!
اليوم كان الحلاق يقص شعر الزبائن طوال النهار، ويروي لهم قصة الزبون الذي انفجر في وجه زبون آخر على الكرسي المجاور له بالامس، وهو في حالة هذيان وطني جعلته يتهم الرجل أنه ليس كويتياً أصيلاً بما يكفي، بل هو من الكائنات الفضائية التي استولت على أجساد الموتى من المقابر المجاورة، يصمت الحلاق قليلاً أمام الزبائن التي فتحت أفواهها من هول الصدمة، يحضر مقصا كبيرا ويقسم... أنه سمعه يقول ذلك!
تحسس الموجودون أجسادهم، انحنى أحدهم نحو الآخر وقال بصوت لا يكاد يسمع:
- فيه أخبار عن التقاعد المبكر؟
- ما أدري... انت عندك أخبار عن إسقاط القروض؟
أرسل زبون ثالث رسالة نصية لزوجته:
- اذهبي غداً إلى قبر أبيك... وتأكدي أنه محكم الإغلاق!

قصة قصيرة:
- عندما يكون الأطفال في الظلام، والليل يغلف محيطهم، تنقبض صدورهم، وكي يدرؤوا الخوف عنهم... يغنون أغنية ذات صوت جهير!
هاينريش هانيه - شاعر ألماني

@moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي