No Script

أصبوحة

«داعش» سيظل موجوداً

تصغير
تكبير
ادعت بعض المصادر العسكرية الأميركية، أن تنظيم «داعش» سيقضى عليه خلال شهر، وهذا يجعلنا نتساءل: لماذا لم يقضَ عليه طوال السنوات الماضية، رغم التحالف الدولي العسكري ضده؟، وثانياً: ما المقصود بالقضاء على هذا التنظيم الإرهابي؟ هل يقصد به إنهاء وجود الدولة الإسلامية في العراق والشام؟ أم القضاء على الفكر التكفيري والإقصائي؟

التكفيريون الجدد في تنظيم «داعش»، سبقهم تكفيريون وإقصائيون في الفكر الديني والفكر السياسي، فالغلو يعني عدم استخدام العقل، والاعتماد على المشاعر التي يمكن أن تكون استجابة غير منطقية، أو ردود فعل ناتجة عن ثقافة المجتمع، والتعليم والتربية الأسرية، وقد تكون ردود فعل انتقامية من قهر ما.


فكر «داعش» أو الفكر التكفيري أو الإقصائي لن ينتهي ببساطة، بضربة عسكرية أو إجراءات أمنية، بل هو مزروع في وجداننا ووجدان الأجيال القادمة، طالما منع التفكير الحر، المبني على وعي الواقع ومنجزات العلوم.

يجب أن تكون الجماهير ناشئة في الأساس على قمع الأنظمة للحرية، ثم اللعب على مشاعر الجهل والتخلف والخوف الناتجة عن هذا القمع، كي يتكون ما يسمى بسياسة القطيع أو سيكولوجية الجماهير، فالغلو بمختلف اتجاهاته ناتج عن غياب التفكير، سواء في التعليم أو التربية المجتمعية.

لا يمكن القضاء على فكر «داعش»، طالما بقينا على ثقافة عدم احترام الرأي الآخر، وسنظل نحمل في دواخلنا دواعش صغيرة، فثقافة التسامح وتقبل الاختلاف هما قيمتان إنسانيتان، ودليل على تحضر المجتمعات البشرية.

ولكن لا توجد إشارات في تركيبتنا النفسية والشخصية، على قرب نهاية هذا السلوك والفكر البشري الشاذين، فالمذاهب في الدين الواحد تقصي بعضها، والاتجاهات السياسية والفكرية تقصي بعضها، والحكومات تقصي معارضيها.

إن مؤسساتنا التربوية والدينية وثقافة المجتمع، حاضنة ومصانع للفكر الإقصائي، وما لم نغير من مناهجنا التربوية، وما لم تكف الحكومات والأنظمة عن دعم القوى الإسلامية السياسية، فمع التخلف الثقافي والاجتماعي المتفشي حتى في أوساط المتعلمين، لن نعيد اعتبارنا كبشر أحرار نستخدم عقولنا.

osbohatw@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي