No Script

أوضاع مقلوبة!

شهرتهم بأرقامهم لا بأخلاقياتهم!

تصغير
تكبير

«مجانين»... تنطبق هذه الكلمة على عالم «السوشيال ميديا» هذه الايام، والمنخرطين فيه، لا سيما من يسعون إلى الشهرة والانتشار على حساب القيم والمبادئ من «الفاشنيستات» والراقصات ممن جعلهم الإعلام الإلكتروني وجعلتهم الأموال يشعرون وكأنهم يملكون العالم وحدهم لتفتح لهم الأبواب المغلقة، حتى أصبح شعارهم: النجاح في الحياة - بحسب نظريتهم - مبنيّ على عدد المتابعين والمتابعات والمعلقين والمعلقات!
وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: «سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيهاالصادق، ويخوّن فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرويبضة» قالوا: «من الرويبضة يارسول الله؟» قال: «التافه يتكلم في أمر العامة».
هذا التفاخر بجماهير المتابعين - التي تخطت الآلاف في اتجاه الملايين - جعلتهم يحتكرون النظريات الأخلاقية مدللين على أخلاقياتهم وأطروحاتهم وحب الناس لهم على «لغة الارقام»!


هذه «اللغة» المضحكة، تذكرنا بالحكاية المتداولة التي جرت بين الأديب عباس محمود العقاد والفنان الكوميدي محمود شكوكو عندما سأل أحد الصحافيين الكاتب الشهير عباس العقاد: «من الأشهر، أنت أم الممثل محمود شكوكو»؟
فرد باستغراب: «مين شكوكو»؟!
وعندما نقل الصحافي لشكوكو كلام العقاد عنه قال شكوكو: اذهب للعقاد وقل له ينزل ميدان التحرير، ويقف على رصيف، وأنا ساقف على الرصيف الآخر «ونشوف الناس هتتجمع على مين أكتر»؟!
ولما نقل الصحافي هذا الكلام للعقاد قال له: روح لشكوكو واخبره ينزل ميدان التحرير ويقف على الرصيف الآخر ويأتي براقصة واحدة ?بسة بدلة رقص تقف على الرصيف المقابل «ويشوف الناس هتتلم على مين أكتر»؟!
وقد رحل العقاد وشكوكو وبقي هذا الدرس، الذي لا يريد أن يستوعبه هذا الجيل... إلا من رحم الله!

على الطاير:
- الحديث عن الحسابات الوهمية في الاعلام الإلكتروني، وضرورة الكشف عنها، ليست بدعة - كما يظنه البعض - بل لا بد من أن يكشف كل صاحب حساب إعلامي عن رأسه، ليواجه المجتمع ويغطي الأحداث بأمانة ومسؤولية، بعيداً عن المراوغة وحسابات المنفعة والتنفيع!
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله... نلقاكم!

bomubarak1963@gmail.com
twitter: bomubarak1963

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي