No Script

خواطر صعلوك

خطاب من سيدة متزنة

تصغير
تكبير

تعقيباً على مقال «الكويتيون فقراء جداً»... أرسلت لي السيدة الفاضلة عذاري السالم مجموعة من الاقتراحات أحببت أن أتشاركها معكم اليوم... تقول فيها:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
1 - عملية التعليم الحكومي إصلاحها شبه مستحيل، الحل الأمثل إعطاء بدل لولي الأمر وحرية اختيار المدرسة الخاصة المناسبة «حل اتخذته دولة الإمارات ونجح» - عن تجربة شخصية أحدثك - صعب تعديل وضع المدارس الحكومية، ووصول الطالب إلى مستوى من الثقافة ناهيك عن العلم!


2 - المستشفيات الحكومية فيها من المزايا وكذلك المساوئ، سيتحسن الوضع عندما يثق كبار المسؤولين بالدولة، باستخدام هذه الخدمات، بدلاً من ظهورهم في الإعلام «فارين» إلى دول أوروبا وأميركا للعلاج... برنامج الدكتور الزائر أشجعه.
3 - وفرة المشاريع التي تتضمن مطاعم من دون مبالغة، شارع الفحيحيل فيه 13 مجمعاً، لا يفصل بينها سوى أمتار بسيطة، كلها كافيهات، «شي ما شفته إلا بالكويت»، في المقابل لا توجد أماكن ترفيهية للشباب. هناك طرق حديثة نحارب بها الجو، كتغطية مساحات شاسعة بقبة، والتحكم في درجات الحرارة، وبهذا نحافظ على صحتهم، وإعطائهم أماكن ومساحة غير الأكل.
4 - دار الأوبرا ومركز عبدالله السالم الثقافي شيء نفخر بهما، لابد من ظهور مشاريع من هذا النوع وبكثرة.
5 - الاهتمام بالمتاحف وصيانتها، والتي تعاني من الإهمال.
عزيزي القارئ... علينا أن ندعو الله أن يكثر من أمثال هذه السيدة، سواء اتفقنا أو اختلفنا مع أفكارها واقتراحاتها، كونها قادرة على أن تقدم خطاباً إصلاحياً متزناً، يغيب عنه الأشخاص وتظهر فيه البدائل، خطاب متزن غير غارق في التفاصيل، ولكنه أيضاً ليس بعيداً عنها. يرى في الوطن خيره وشره، مواطن الهدر ومواطن الإمكانية، نقاط القوة ونقاط الضعف، في لغة يغيب عنها التعميم الظالم ويظهر فيها التنوع.
إن تكوين تصور حول مشاكلنا وقدرة على طرح الحلول والبدائل - سواء اتفقنا معها أو اختلفنا - يعطينا إشارات ودلالات كيف أن هذا الشعب ما زال قادراً على إنتاج ذاته وهويته، رغم خوض التفاصيل المفروض عليه.
هذا الشعب الذي أصبحت عنده مشاكل موسمية، مثل ملف العمالة المنزلية، صيانة المدارس والاستعدادات، قضية الزحمة والطرق، التركيبة السكانية والتكويت، المطار المتهالك والمطر، غلاء الأسعار، مجلس الأمة ومقاطع متداولة في جلساته وممراته ولجانه، المادة الثانية من الدستور وهل الكويت مدنية أم إسلامية؟ العلاج بالخارج وأولوياته، التأمينات وما حدث من سرقة، والاستثمارات الخارجية وكيفية إدارتها والناقلات البترولية التي نهبت، والإيداعات المليونية (اللي بالي بالكم)! والكثير من المشاكل التي تظهر في المواسم، كالغبار، ومرتبطة بالمزاج العام والحدث المباشر.
بالإضافة إلى المشاكل المستمرة والهامسة في إذنه كصوت الشلال، الذي لا تمله ولا تألفه، رغم تكراره مثل القضية الإسكانية وارتفاع الايجارات، و«البدون»، وحكايات الفساد الإداري، والتنمية والإدارة، والتعليم والصحة والقضية الرياضية... والكثير من المشاكل التي لا تختفي، بل تتراكم طوال السنة، وحالنا فيها كحال نبات العرفج، الذي يقاوم كمية الرمال حوله، لكي تبقى هامته على قيد الكرامة في حدودها الدنيا.
ومشاكل أخرى ليست مستمرة ولا موسمية، حيث يغلب عليها طابع الهراء، مثل انشغال الرأي العام - المتكون من الصغار - بقضايا مثل مشاجرة بين فاشينستا وأخرى، فيديو لشيخ دين وفتوى غريبة، فيديو متداول لأطفال يلعبون في نافورة للمياه، تغريدة مثيرة للحيرة بالنسبة لصاحبها وليس فقط لقارئها، والكثير من المشاكل التي يتم حشرها في حياتنا... وهذا ما يمكن أن نطلق عليه مشاكل الإلهاء.
وهناك مشاكل ترتبط بهبات الخارج مثل الطائفية حد الهبل، أو الانفتاح حد الجنون، أو التديين حد التكفير، أو التقليد حد المسخ، أو موضة اللجوء حد السفه، أو دورات التنمية البشرية حد اللاشيء.
نعم عزيزي القارئ... علينا أن ندعو الله أن يكثر من أمثال هذه السيدة القادرة على التوازن، رغم كل ما حولنا.

@moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي