No Script

دشن خلال الحفل الاستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد

سمو الأمير يرعى افتتاح مؤتمر الكويت الدولي لمكافحة الفساد

u0627u0644u0646u0645u0634
النمش
تصغير
تكبير

رعى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد صباح اليوم حفل افتتاح مؤتمر الكويت الدولي لمكافحة الفساد «النزاهة من أجل التنمية» وذلك على مسرح قصر بيان.

وكان في استقبال سمو الأمير لدى وصوله إلى مكان الحفل وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة المستشار الدكتور فهد العفاسي ورئيس الهيئة العامة لمكافحة الفساد المستشار عبدالرحمن النمش.

وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك ورئيس المجلس الأعلى للقضاء ورئيس محكمة التمييز ورئيس المحكمة الدستورية المستشار يوسف المطاوعة والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني وكبار المسؤولين بالدولة.

وزير العدل: الكويت ومنذ إنشاء «نزاهة» تشهد مرحلة نوعية بعزم راسخ وإرادة حازمة لاجتثاث الفساد

العفاسي

استهل الحفل بالنشيد الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم، بعدها ألقى وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة كلمة
تقدم فيها بالشكر لسمو الأمير على رعايته السامية للمؤتمر والتي تأتي حرصا من سموه على العناية والاهتمام بمنظومة إرساء مبدأ الشفافية والنزاهة والعمل على مكافحة الفساد ودرء مخاطره وآثاره.

وقال: إن الكويت منذ إنشاء «نزاهة» برغبة صادقة من سموكم وهي تسير بخطى تنموية ثابتة تشهد مرحلة نوعية بعزم راسخ وإرادة حازمة لاجتثاث الفساد وترسيخ قيم الشفافية والنزاهة بدءا من التعريف بالهيئة ودورها واختصاصاتها والتحفيز على التعاون معها من خلال المبادرة إلى تقديم إقرارات الذمة المالية وتقديم البلاغات والشكاوى عن وقائع الفساد التي تتصل بعملهم سعيا نحو إدراك الهدف المنشود والمتمثل في تحقيق التنمية المستدامة من خلال خلق بيئة اقتصادية واجتماعية خالية من مظاهر الفساد كافة وقادرة على محاربة أسبابه والحيلولة دون انتشاره.

وأضاف: إن المستقر في عقيدة العالم هو ان الفساد يعد المقوض للدول والمؤسسات والمبدد للثروات والإمكانات والمستنزف الأول للموارد والطاقات غير أن الأخطر من كل هذا هو أن يكون الفساد معوقا لكل محاولات التقدم والرقي ومقوضا لكل دعائم التنمية ومضعفا لكل خطط النهوض الطويلة والقصيرة ولاشك ان هذه المظاهر الخطيرة ستؤدي حتما إلى مفاسد وعقبات تعاني منها الدولة و المجتمع كهروب الاستثمارات واضعاف الايرادات وتدني الكفاءات وسوء الخدمات وفوق ذلك كله ان الفساد يهدم منظومة القيم الاخلاقية ويقضي على المبادىء البناءة التي تقوم عليها اية خطط تنموية كالعدالة والامانة وتكافؤ الفرص ويؤدي إلى انتشار السلبية والنوايا السيئة والإحساس بالظلم مما يؤدي ذلك إلى حالات من الاحتقان واليأس من الإصلاح.

وتابع العفاسي متوجها لصاحب السمو: إن وضوح إرادة سموكم وجديتها في مواجهة الفساد والحد من آثاره دفعنا في وزارة العدل من خلال هيئة مكافحة الفساد إلى صياغة رؤية حضارية وخطة استراتيجية تتناسب وتطلعات سموكم في التعامل مع ملف الفساد تحقيقا لعوامل النهوض وتعزيزا للخطة التنموية للدولة في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتي أصبحت من خلالها معلما مميزا محليا واقليميا وعالميا. لذلك رأت الهيئة أن يكون موضوع المؤتمر الدولي (النزاهة من أجل التنمية) لنعرف بجهود دولة الكويت في ظل توجيهاتكم ورعايتكم في مجال النزاهة ومكافحة الفساد والاستفادة من التجارب المقارنة والشبيهة بغية تدعيم تلك الجهود وتوفير منصة عالمية لتعزيز الحوار الدولي بشأن مخاطر الفساد وسبل التصدي لها بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة للعام 2035.

رئيس «نزاهة»: مكافحة الفساد مسؤولية مشتركة.. ووضعنا نصب أعيننا ترجمة تطلعات سمو الأمير للحفاط على المال العام 

النمش

ثم كانت كلمة لرئيس الهيئة العامة لمكافحة الفساد حيث أشار الى أن الأمم مهما بلغت من تقدم في أساليب وطرق إعداد خطط التنمية والإصلاح لن تبرح موضعها طالما بقيت أسباب الفساد قائمة وبقي الفاسدون دون حساب أو عقاب.

وقال: لا شك في أن حال المجتمع الدولي لا يختلف أبدا عن حال الدول فرادى في شأن سبل مكافحة الفساد والوقاية منه فكما أنه على المستوى الوطني لن تقوى أي جهة بمفردها على تجفيف منابع الفساد وتدارك آثاره المدمرة مهما امتلكت هذه الجهة من صلاحيات واختصاصات فإن الجهود الأُحادية للدول مهما كانت عظمية ومؤثرة لن تحقق الغاية المرجوة في مجال مواجهة موجات الفساد العالمي المنظم وذلك لأن مكافحة الفساد سواء على المستوى الوطني أو الدولي هي مسؤولية مشتركة بين الجميع وهذه المسؤولية لن تؤتي أكلها إلا من خلال العمل الجماعي المشترك الذي يساهم فيه كل من الحكومات والمنظمات الدولية والأهلية وسائر الأفراد.

وأضاف متوجها لسمو الأمير: إننا في «نزاهة» وضعنا نصب أعيننا ترجمة تطلعاتكم ورؤاكم السامية التي لطالما أكدتم عليها في كل محفل ومناسبة ودعوتكم لنا جميعا للمحافظة على المال العام والعمل على مكافحة الفساد والوقاية منه والتعاون من أجل تحقيق كل ذلك كما كان رائدنا ونحن نسعى إلى تحقيق توجيهاتكم السامية هو التحقق والتثبت قبل توجيه الاتهام منطلقين في ذلك من حرص سموكم على كرامة المواطنين وعدم التشهيرِ بهم.

وتابع: إن ما نحققه من نجاح في التصدي للفاسدين يأتي بتوجيهات مباشرة من سموِ رئيس مجلس الوزراء وتأكيده المستمر على أان الحكومة لن تسمح بأن يكون هناك فساد في أروقتها وان المسؤولين والقياديين في الجهات الحكومية سيتحملون المسؤولية كاملة في حال وجود فساد وهذه الخطوة الإيجابية في الإدارة الحكومية دفعتنا إلى العمل بثقة عالية وخطوات ثابتة من أجل صيانة المال العام وكشف الفساد وملاحقة الفاسدين.

وقال النمش: لقد تناولت الخطب والكلمات التي نددت بالفساد وحذرت من عواقبه الوخيمة على كافة مظاهر الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ما هو أبلغ وأعمق مما ذكرت لذا فإنني اليوم أريد أن أنتقل بكم من مقام العرض والتنظير الى مقام الفعل والتطبيق وذلك من خلال الإعلان عن تفضل حضرة صاحب السمو أمير البلاد بتدشين الاستراتيجية الوطنية الشاملة للنزاهة ومكافحة الفساد التي ركنها الركين هو تضافر الجهود الوطنية الحكومية والأهلية ونهوض كل منا بدوره على الوجه الأكمل. تلك الاستراتيجية التي تستهدف في المقام الأول تعزيز سيادة القانون وترسيخ قيم النزاهة والشفافية والمساءلة وتدعيم ثقة المواطن في جهود الإصلاح والتنمية الحكومية ووضع الكويت في مكانها اللائق على كافة المؤشرات الدولية المعنية بمكافحة الفساد والتنافسية الاقتصادية وبلوغ أقصى درجات التكامل والتعاون بين المؤسسات الحكومية والمنظمات الأهلية والقطاع الخاص وتوفير بيئة اعمال مواتية لتحقيق رؤية الكويت 2035.

وأوضح: تلك الاستراتيجية التي حرِصنا في نزاهة ونحن نضع أولوياتها ومستهدفاتها على إشراك كافة الرؤي الحكومية والأهلية والقطاع الخاص لكي يتحقق في هذه الاستراتيجية معني الشمول والتكامل و هما بلا شك ضمانة نجاحها وبلوغ أهدافها كما حوت هذه الاستراتيجية آليات متابعة تنفيذها والتحقق من نسب إنجازها لكي لا تتحول لوثيقة صماء لا جدوى منها.

وأضاف: ها نحن بفضل من الله وتوفيقه ثم بفضل توجيهاتكم السامية نضع قدما ثابتة واثقة في سفينة الإصلاح والتنمية التي رباها سموكم وشراعها النزاهة من خلال مباركتكم الكريمة لإطلاق الاستراتيجية الوطنية للنزاهة ومكافحة الفساد لنبحر تحت رايتكم نحو آفاق أرحب من التنمية والاستقرار والتقدم في ظل حكمكم الرشيد، مجددا العهد في شأن محاربة الفساد وملاحقة كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذا الوطن أو التعرض لأمواله العامة.

وألقى رئيس المركز الإقليمي للدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي خالد عبدالشافي كلمة هنأ فيها دولة الكويت على مبادرتها في عقد هذا الملتقى الهام وذلك في وقت أضحى فيه التصدي للفساد أولوية على المستوى العالمي ليس فقط بالنسبة للدول الفقيرة أو النامية بل للدول كافة حتى الغنية والمتقدمة منها.

وأشار الى أن الفساد بتكلفته العالية بات يصنف كأحد أهم معوقات التنمية المستدامة بمختلف أبعادها إذ تصل كلفته وفق تقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي الى ما يزيد عن 6.2 تريليون دولار أميركي سنويا أي حوالي 5 في المئة من مجموع الدخل الوطني الإجمالي لدول العالم وتصل كلفته في المنطقة العربية الى 90 مليار دولار أميركي سنويا وفق تقديرات المنتدى العربي للبيئة والتنمية.

وأضاف: إلا أن كلفة الفساد لا تقتصر على الخسائر المالية وحسب تشمل أيضا خسائر اجتماعية تتمثل في إنحدار مستوى الخدمات العامة الأساسية الصحة والتعليم وتدهور البنية التحتية واهتزاز ثقة المواطنين بدولهم مما يؤثر سلبا في الاستقرار والأمن وقد يتحول الى أزمات وصراعات خطيرة. لذا فإن التصدي للفساد أصبح ضرورة ملحة قصد رفع منسوب الثقة في المؤسسات وتوفير مزيد من الموارد لاستثمارها في التنمية المستدامة اليوم وغدا وصولا إلى ضمان حق الاجيال القادمة في عيش كريم وحياة أفضل.

وتابع: هذا يتطلب ترسيخ حقيقا لسيادة القانون على الجميع دون تمييز ومنع الإفلات من العقاب وتطوير التعاون القانون والقضائي بين الدول لا سيما في مجال استرداد الأموال ولكنه لا يقتصر على ذلك بل يستوجب أيضا من منظور الامم المتحدة العمل على الوقاية من الفساد من خلال تعزيز الشفافية والمشاركة المجتمعية وحماية حقوق الإنسان والحريات العامة وإشاعة ثقافة النزاهة في القطاعين العام والخاص وقيم الامانة والمواطنة في المجتمع. فدرهم الوقاية يبقى خيرا من قنطار علاج

 وفي الختام، تم عرض فيلم حول أهداف المؤتمر، وقام صاحب السمو بافتتاح فعاليات المؤتمر وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد والتوقيع عليها.
كما تم تقديم هدية تذكارية لسموه رعاه الله بهذه المناسبة.

 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي