No Script

كلمات من القلب

السياحة الوطنية في رؤية الكويت الجديدة 2035

تصغير
تكبير

كتبت مقالة منذ أكثر من خمس سنوات، بعنوان «الحكومة وغياب الرؤية السياحية الوطنية»، وذكرت أهمية تنمية السياحة المستدامة لكي تكون رافداً للاقتصاد الوطني، وكيف أصبحت الدول التي لا تمتلك مقومات السياحة تخلق قطاعا صناعيا سياحيا مستداما مضمون الأرباح والعوائد، سواء اقتصاديا او اجتماعيا أو حتى سياسيا... وكيف أن صناعة السياحة لم تعد وقفا على عاملي الطبيعة والمناخ، بل نجد ان المواقع التراثية والحضارية والتاريخية تشكل عامل جذب كبيرا، رغم قسوة المناخ، وأن تنمية قطاع السياحة يحدث انتعاشا وتنشيطا لقطاعات اقتصادية أخرى، كقطاع الحرف المهنية البسيطة المصاحبة للسياحة، فغالبية السياح تبحث في تاريخ الحضارات والشعوب وتحرص على اقتناء المقتنيات التاريخية والتراثية في أي بلد تزوره.
نجد أيضاً أن تنمية قطاع السياحة سيحدث انتعاشا وتنشيطا للقطاع المصرفي الذي يلعب دورا مهما في عمليات تحويل الأموال، والتي بدورها ستنشط الحركة المصرفية والتجارية وحتى العقارية، من خلال عملية شراء وبناء المرافق مثل الفنادق والمنتزهات والمنتجعات وغيرها.
وأيضا للسياحة تأثير ايجابي على الحياة المجتمعية، لأن الكثير من الأسر لديها خوف وقلق على مستقبل أبنائها وشبابها... فهناك شباب يحمل شهادات بلا وظائف، وشباب يحمل طموح العمل الخاص بلا فرص. ولكن مع الانتعاشة السياحية سيكون الشباب هم أصحاب الأفكار الجديدة والمبتكرة وسينتج عن ذلك فتح فرص العمل أمامهم وخلق طاقات علمية تعمل وفق أحدث الابتكارات والتقنيات، بهدف الوصول إلى سياحة جاذبة، ليست ترفيهية فقط وإنما أيضاً صحية وطبية وغيرهما.


هذه حقيقة وليس حلما، لأن الرؤية السياحية تؤكد ان هذا القطاع هو أحد مفاتيح حل مشاكل العديد من الدول، التي تتعامل بالمصالح وليس بالتاريخ المشترك للشعوب. فما يربط الدول العربية بالأجنبية وما يربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، هو المصلحة والمنفعة، فاكبر مصلحة يسعى إليها العالم هي الاقتصاد وجني الأرباح والعوائد المالية.
فعندما يقام مشروع سياحي عالمي وتفتح فيه الأبواب للمستثمرين من كل أنحاء العالم، نجد الاتفاقيات والتعاون المشترك بين الدولة المعنية ودول اخرى... فلو تعرضت هذه الدولة لأي خطر خارجي، فان مصالح رجال الأعمال من الدول الأخرى ستتعرض للخطر نفسه، ما سيدفعهم للضغط على حكوماتهم من اجل التحرك وضمان مصالحهم واستثماراتهم في الدول المعنية... حقيقة هذه هي لغة الشعوب والدول الآن،لغة الأرقام والفوائد والعوائد البنكية والأرباح.
والحمدلله اليوم، اكتب مقالتي هذه وقد وجدت السياحة الوطينة طريقها في خطة التنمية للكويت الجديدة 2035 والتي جاءت منبثقة عن تصور حضرة صاحب السمو أميرالبلاد الشيخ صباح الأحمد الجابرالصباح لرؤية دولة الكويت، بأن تكون «مركزا ماليا وتجاريا عالميا». وقد شملت تطويرالسياحة الوطنية في الركيزة السادسة تحت عنوان اقتصاد متنوع مستدام، حيث تمت صياغة سبع ركائز أساسية لتحقيق أهداف هذه الرؤية.
وأخيراً،نتمنى أن تبقى المليارات التي ينفقها الكويتيون سنوياً في الخارج، بالداخل عن طريق تنمية وتطوير السياحة الوطنية المستدامة.

Najat-164@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي