كتبت مقالة منذ أكثر من خمس سنوات، بعنوان «الحكومة وغياب الرؤية السياحية الوطنية»، وذكرت أهمية تنمية السياحة المستدامة لكي تكون رافداً للاقتصاد الوطني، وكيف أصبحت الدول التي لا تمتلك مقومات السياحة تخلق قطاعا صناعيا سياحيا مستداما مضمون الأرباح والعوائد، سواء اقتصاديا او اجتماعيا أو حتى سياسيا... وكيف أن صناعة السياحة لم تعد وقفا على عاملي الطبيعة والمناخ، بل نجد ان المواقع التراثية والحضارية والتاريخية تشكل عامل جذب كبيرا، رغم قسوة المناخ، وأن تنمية قطاع السياحة يحدث انتعاشا وتنشيطا لقطاعات اقتصادية أخرى، كقطاع الحرف المهنية البسيطة المصاحبة للسياحة، فغالبية السياح تبحث في تاريخ الحضارات والشعوب وتحرص على اقتناء المقتنيات التاريخية والتراثية في أي بلد تزوره.
نجد أيضاً أن تنمية قطاع السياحة سيحدث انتعاشا وتنشيطا للقطاع المصرفي الذي يلعب دورا مهما في عمليات تحويل الأموال، والتي بدورها ستنشط الحركة المصرفية والتجارية وحتى العقارية، من خلال عملية شراء وبناء المرافق مثل الفنادق والمنتزهات والمنتجعات وغيرها.
وأيضا للسياحة تأثير ايجابي على الحياة المجتمعية، لأن الكثير من الأسر لديها خوف وقلق على مستقبل أبنائها وشبابها... فهناك شباب يحمل شهادات بلا وظائف، وشباب يحمل طموح العمل الخاص بلا فرص. ولكن مع الانتعاشة السياحية سيكون الشباب هم أصحاب الأفكار الجديدة والمبتكرة وسينتج عن ذلك فتح فرص العمل أمامهم وخلق طاقات علمية تعمل وفق أحدث الابتكارات والتقنيات، بهدف الوصول إلى سياحة جاذبة، ليست ترفيهية فقط وإنما أيضاً صحية وطبية وغيرهما.