No Script

خواطر صعلوك

hello brother

تصغير
تكبير

استوقفتني دراسة تربوية نشرتها جريدة «الراي»، توضح عوامل ومسببات التطرف في المدارس الثانوية في الكويت، وتبلغ 33 سبباً، كان يمكن أن تكون أقل من ذلك بكثير لولا قلة المؤتمرات والمحاضرات التوعوية، وتدني الدور التربوي لبعض المعلمين، وضعف تنفيذ البرامج والمشروعات المدرسية، والشدة في تنفيذ اللوائح والقوانين في المدرسة، وعدم إشباع الأنشطة المدرسية لاحتياجات الطلبة، وغياب أسلوب الحوار بين المعلم والطالب، وقلة تنفيذ البرامج التي تدعم النشاط الوطني.
هل لهذه الدراسة علاقة ما بهذا المقال؟
الإرهابي والمتطرف - الذي قتل المصلين في المسجد بنيوزيلندا - كان معلوم لدى السلطات أن له اراء متطرفة إلا أنه لم يكن على قوائم المراقبة، ما هي معايير السلطات في نيوزيلندا؟


ربما كان ينبغي أن أبدأ معك هذا المقال، وأنا أشير إلى هناك وليس إلى هنا؟
هل شاهدت فيديو قتل المصلين؟
استوقفني صمت المصلين في المسجد، أثناء إطلاق القاتل رصاصاته نحوهم ونحو ابنائهم... صمت سمعنا صداه، والصمت هنا ليس غياب الصراخ، وإنما غياب ما يمكن أن يقال ووقوف تدفق اللغة!
هذا الصمت استفز البعض حتى أن أحدهم قال:
- لماذا لم يسبوه ؟ لماذا لم يقاوموه؟ لماذا لم يقفز عليه أحدهم؟
هذا هو عالم الكلام... وهو من تعابير العقل الثرثار.
أما تعابير الروح فلها عالم آخر هو عالم الصمت.
وحرف الصاد في اللغة هو طلب شديد ومتكرر للإصغاء والإنصات للفعل والقول.
وكلنا أنصت للفعل والقول في هذه الجريمة.
فمع كل طلقة كان الصمت يتفجر، مبرراً الصمت الذي يسبقه، والصمت الذي يليه.
كيف نسمع صمت الآخرين؟ وكيف نصغي لأفعالنا؟
الشعب النيوزيلندي يتطوع للمساعدة ويبكي ويستنكر ما حدث، امرأة مسيحية كبيرة في العمر استقرت في دينها وصليبها، تتحجب وتبكي بصمت وتقف في صفوف المسلمين، وشاب أصغر عمراً من القاتل يكسر بصمت بيضة صالحة على رأس السياسي الفاسد، لكي يخرسه أمام الكاميرات، وزوجان يبكيان غير مصدقين لما حدث!
أطفال يرسمون الجنة على الجدران، وعابرات سبيل يضعن الورود على الرصيف، وأهالي يبكون شهداءهم.
أفكر في المعروف وما أقره الناس بطبيعتهم، وفي التطرف والمنكر وما رفضه الناس بفطرتهم.
هل هو صراع بين الإسلام والمسيحية؟
أم أنه صراع بين «تاء» التطوع والتطرف و«ميم» المعروف والمنكر؟
هل نسميه الإرهاب المسيحي؟ أم التطرف اليميني؟ أم الراديكالية الغربية؟ هل هناك نصوص في الإنجيل تحث على القتل؟
أم هل هو صراع هويات وطنية وإقصاء للجميع، سواء كان مسيحياً مكسيكياً أو مسلماً من باكستان؟
هل يذكركم هذا بشيء ما؟
يقولون إنه عندما تقتل رجلاً ما في دعائك، فهذا لا يعني أنك لم تقتله حقا، وعندما تحقق كابوسك المتطرف في قتل رجل ما في واقعك، فهذا لا يعني أنك قتلته فعلاً!
في جنة الخلد يا عباد الله ونسأله الصبر والسلوان لأهاليكم... و«hello brother».
منحوتة على مسلة:
إني لا أكذب... ولا أعتدي على ملكية غيري
ولا أرتكب الخطيئة... وقلبي ينفطر لمعاناة الفقراء
إني لا أقتل شخصا دون جرم يستحق القتل، ولا أقبل الرشوة لأداء عمل غير شرعي
ولا أدفع بخادم استجارني إلى صاحبه
ولا أعاشر امرأة متزوجة
ولا أنطق بحكم دون سند
ولا أنصب الشراك للطيور المقدسة
وأقدم العطايا للمعبد
إني أقدم الخبز للجياع
والماء للعطشى
مبتعداً عن كل ما يغضب المعبود
لكي أرسم الطريق للأحفاد الذين يأتون بعدي في هذه الدنيا
والذين يخلفونهم... وإلى الأبد.
- منحوتة على جدران معبد البركل- السودا.

@moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي