No Script

ولي رأي

كفو يا أهل الفزعة

تصغير
تكبير

أمطار فاقت المعتاد بكثير، فعجزت المجاري عن استيعابها، وأغْلَقت الطرق وحدثت بعض الحوادث المتفرقة والإصابات الخفيفة، ولله الحمد كانت حالات الوفاة محدودة جداً.
لم نعتبر هذه الأزمة كارثة، بل اعتبرناها ابتلاءً من الله سبحانه وتعالى واختباراً، وشحذاً للهمم، وعودة لفزعة كويتية معروفة عند وقوع الشدائد والأخطار، فتناسى الجميع الخلاف والاختلاف، وهبوا يداً واحدة، من دون تكليف أو إرهاب أو ترغيب من أي جهة كانت، بل كانت فزعة معتادة من شعب محب لبلده، ومقيمين شرفاء أحسوا بأن البلد بلدهم فشاركوا كذلك.
واستطاع مجلس الوزراء الذي واصل اجتماعاته ليلاً ونهاراً النجاح في إدارة الأزمة باقتدار وقلل الخسائر بأقل قدر، وتواصل دوام الأجهزة الحكومية خصوصاً الوزارات والإدارات التي كان لها دور في التعامل مع الأزمة ومعالجة آثارها، وبقي الآخرون في منازلهم امتثالاً لتعليمات الحكومة بلزوم البيوت حتى لا تزدحم الطرق ويمكنهم التعامل مع الأزمة بسهولة.


وكان للإعلام الحكومي والخاص دور بارز في إيصال الحقائق وكشف الإشاعات وإيصال التعليمات الرسمية للمواطنين والمقيمين في منازلهم، وقامت وسائل التواصل الاجتماعي بدور في كشف الحقائق، وأدت إطاعة الناس للأوامر ولتعليمات الدولة إلى تقليل الخسائر والحفاظ على سلامتهم الشخصية.
ومن فوائد هذه الأمطار المباركة أنها زادت مخزون المياه في الآبار وسقت الأرض العطشى التي لم ترَ هذا الخير منذ سنوات طويلة، وأبرزت الأخطار الموجودة تحت الرمال من مخلّفات حرب تحرير الكويت، وكشفت الستار عن الفساد والغش وفضحت بعض المقاولين وسوء أعمالهم.
نعم ليس اليوم يوم المحاسبة، ولكنه يوم إعادة البلاد كما كانت، فشعب وحكم استطاع إطفاء 727 بئراً نفطية محترقة في 9 أشهر، وهو زمن عُدَّ قياسياً لدى الدول الكبرى التي أذهلها هذا الإنجاز، واستطاع تجاوز آثار عدوان الغزو العراقي في بضع سنوات، لا شك أنه قادر على إزالة آثار هذه السيول، وصدق من قال: «يا قو الكويتي».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي