No Script

ترجمة / «ميشيل أوباما: قصة حياة»... سرد تحليلي لسيرة أول سيدة أميركية سوداء

u063au0644u0627u0641 u0627u0644u0643u062au0627u0628 u0645u0639 u0635u0648u0631u0629 u0645u0624u0644u0641u0647
غلاف الكتاب مع صورة مؤلفه
تصغير
تكبير
صدر حديثا عن دار«Alfred A. Knopf» الأميركية للنشر كتاب جديد بعنوان «ميشيل أوباما: قصة حياة» لمؤلفه كاتب السير الذاتية الأميريكي بيتر سيلفين. ويقدم الكتاب سردا تحليليا لسيرة حياة أول سيدة أميركية سوداء استنادا إلى شهادات الذين عايشوها منذ شبابها بالاضافة إلى تصريحات من ميشيل أوباما ذاتها.

وفي التالي ترجمة لمقتطفات من عرض نقدي نشرته صحيفة نييورك تايمز حول الكتاب الذي يتألف من 418 صفحة:

في وقت سابق من العام الجاري، وعندما أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما من الغرفة الشرقية في البيت الأبيض أنه وزوجته ميشيل وابنتيهما سيتوجهون إلى بلدة سيلما في ولاية ألاباما لإحياء الذكرى الـ50 لمسيرات الحقوق المدنية هناك، قال إنهما فعلا ذلك «ليس فقط كرئيس أو سيدة أولى أو كأميركيين من أصول أفريقية، بل كأميركيين فقط».

كانت تلك أحدث مرة أكد فيها أوباما للشعب الأميركي انه يمثل جميع الأميركيين، وليس فقط أولئك الذين يتعاطفون معه كأول رئيس أميركي أسود. وقبل ذلك بثلاثة عقود، كانت طالبة في السنة النهائية في جامعة برينستون تدعى ميشيل روبنسون قد قرأت كتابا من أجل أطروحتها حول التحديات التي يواجهها السياسيون السود.

وفي كتاب «ميشيل أوباما: قصة حياة» ينقل مؤلفه بيتر سيلفين كلاما على لسان أصدقاء وزملاء لميشيل أوباما يصفونها بأنها «واثقة» و«متأهبة» و «تتمتع بقدرة فائقة على التعبير». ولكن سيدة أميركا الأولى تبدو أيضا، في سياق هذا الكتاب التأملي الذي يسرد سيرة حياتها، في صورة الباحثة باستمرار وبشكل متكرر والممزقة بين عوالم مختلفة - ليس فقط الأبيض والأسود ولكن أيضا بين الطبقة العاملة وطبقة النخبة.

وفي الفصول الأولى من هذا الكتاب، يلعب العنصر (العرق) دورا lؤثرا في كل شيء في حياة السيدة أوباما - ابتداء من جذور عائلتها في العبودية والفصل العنصري، ومرورا بالحزام الأسود في شيكاغو، ووصولا إلى نادي ساوث شور الريفي الذي لم يكن في السابق يسمح بانضمام الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية اليه، ولكنه كان لاحقا المكان الذي أقام فيه باراك وميشيل أوباما حفل الاستقبال الخاص بزفافهما في العام 1992.

ويعتمد مؤلف الكتاب بيتر سيلفين على مقابلات مكثفة أجراها مع أقارب وأصدقاء وزملاء وزملاء ميشيل أوباما السابقين وغيرهم من المقربين إليها، لكنه لا يدخل في تفاصيل تاريخها العائلي ذو الأعراق المختلطة، وهو الموضوع الذي كانت مراسلة صحيفة نيويورك تايمز راشيل سوارنز قد استكشفته بعمق في كتابها الذي يحمل عنوان «نسيج أميركي»، لكنه (سيلفين) يستعرض في الكتاب قصة خلفية حول الصراع العنصري في مدينة شيكاغو وحول أسرة السيدة ميشيل أوباما، بما في ذلك هجرة أجدادها من الجنوب إلى ما كان يسمى بـ«حزام الزنوج» في المدينة.

لكن من الواضح أن التوترات العرقية لم تكن بعيدة أبدا عن حياة ميشيل أوباما، فالنصف الأول من الكتاب - والذي يتضمن الفترة التي قضتها السيدة الأولى في كليتي برينستون وهارفارد للقانون وكاحترافية شابة – يحفل بالكثير من الافصاحات والاضاءات الكاشفة حول علاقتها المعقدة للغاية مع وضعها كامرأة سوداء. فمنذ طفولتها، واجهت الاعتقاد الذي مفاده أنه لأنها كانت مثقفة ومتعلمة بشكل جيد، فإنها بطريقة أو بأخرى لم تكن سوداء بما فيه الكفاية. وفي الوقت ذاته، فإن العالم الأبيض لم يجعلها أيضا تشعر بأنها موضع ترحيب. فخلال سنتها الدراسية الأولى في جامعة برنستون، طلبت والدة زميلتها البيضاء في الغرفة نقل ابنتها إلى غرفة أخرى. وقالت تلك الأم تعليقا على ذلك:«قلت لهم أننا لم نتعود على أن نعيش مع أناس سود».

وعندما شكك النقاد في التزام باراك أوباما إزاء الأميركيين من أصل أفريقي في حملته الانتخابية خلال ترشحه لعضوية مجلس الشيوخ، فإن ميشيل أوباما دافع عنه آنذاك بالقول:«إنه أسود كما ينبغي أن يكون»، كما قال في مقابلة على تلفزيون شيكاغو:«لقد ولدت في ساوث سايد. إنني أنحدر من عائلة سوداء.... وإنني أضع سوادي في مواجهة أي شخص في هذه الولاية، كما أن باراك رجل أسود كما ينبغي».

لكن الأمر اللافت للنظر في الكتاب هو أن السرد يفقد قوته عندما يصل إلى المرحلة التي تصل فيها ميشيل أوباما إلى البيت الأبيض وتصبح سيدة أميركا الأولى. وعند هذه النقطة يعلم القراء أن ميشيل أوباما قد كسرت التقليد الذي كانت تمثله عندما وقفت أمام الكاميرا لالتقاط أول صورة رسمية وهي مرتدية فستانا بلا أكمام من تصميم مايكل كروس بينما كانت واقفة أمام لوحة زيتية للرئيس الأسبق توماس جيفرسون.

وتعليقا على ذلك يقول المؤلف سيلفين في سياق الكتاب:«كان سوادها يدعو إلى التعجب نظرا إلى أن الصورة كانت أمام صورة الرئيس الثالث لأميركا، والذي كان يملك عبيدا سود وأنجب ما يصل الى ستة أطفال من إحدى عبيداته السود.

ويشير المؤلف إلى أنه كلما شعرت ميشيل أوباما بالاحباط بسبب الأمور المتعلقة بكونها سوداء هي وزوجها فإن الرئيس أوباما يقوم بتذكيرها بالقول:«إننا نلعب لعبة طويلة هنا، والتغيير صعب وبطيء وهو لا يحدث مطلقا دفعة واحدة.»

كما ينوه المؤلف سيلفين إلى أن ميشيل أوباما ترى في سلفها، السيدة الأولى لورا بوش،«مستوى من الحرية»، وهو المستوى الذي تحصلت عليه بكونها قد أصبحت خارج البيت الأبيض، مشيرة إلى أن لورا بوش تريد أن تكتب مذكراتها الخاصة حول الفترة التي قضتها كسيدة أولى. وتضيف ميشيل قائلة:«لقد أخبرت (لورا بوش) أصدقاء لها آنذاك بأن لديها الكثير لتقوله عندما تصبح في وضع لا يتعين عليها فيه أن تقلق كثيرا بشأن العواقب».

ولعل هذا الكتاب قد وفر للسيدة أوباما شعورا بالحرية في أن تزود القراء بجرعة من المصارحة والمكاشفة حول الفترة التي عاشتها قبل وصولها إلى البيت الأبيض وهي فترة شبابها في منطقة ساوث سايد بمدينة شيكاغو، وهي المنطقة التي تقطنها أغلبية ساحقة من السود.

* عنوان الكتاب:«ميشيل أوباما: قصة حياة»

- المؤلف: بيتر سيلفين

- 418 صفحة (مع صور)

دار النشر:»Alfred A. Knopf»
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي