No Script

ورشة الزيتون احتفت به بعد فوزه بـ «العويس»

يوسف القعيد: أشعر بريبة وخوف من المدينة

u064au0648u0633u0641 u0627u0644u0642u0639u064au062f
يوسف القعيد
تصغير
تكبير
أقامت ورشة الزيتون الإبداعية في القاهرة احتفالية خاصة للروائي الكبير يوسف القعيد بمناسبة حصولة على جائزة العويس، وحضرها عدد كبير من محبي صاحب “الحرب في بر مصر”.

الشاعر المصري شعبان يوسف قال: «جائزة العويس ازدادت قيمتها بيوسف القعيد، حتى وإن جاءت متأخرة، فمن المعروف أن الجائزة تمنح لذوي القيمة الفكرية، إلا أن الحسابات أو اللجان ذات الذائقة المختلفة في العشرين عاما الماضية، ربما كان لها رأي آخر، لكنها في النهاية أتت لضمير الحياة الثقافية، فيوسف القعيد كان حريصا دائما على أن يعكس الحالة الموجودة في البلاد وخاصة بعد أجواء 67».

وأضاف: يوسف القعيد طيلة حياته مشغول بقريته منذ أول عمل له، لكن بمنظور مختلف عن بقية أبناء جيله، وعندما كان يكتب عن المدينة، كان يستدعي فورا قريته “الضهرية”، والتي حاول أن يؤصل لها جغرافيا، ويكشف عن أن “الضهرية” اسم لبضعة قرى كائنة في محافظات أخرى مثل سوهاج، وغيرها من المحافظات، وظللت أتساءل عن ارتباطه، حتى رحل والده في التسعينيات وقررت الذهاب للعزاء، واصطحبت صديقي الشاعر فتحي عبدالله، وبعد عدة مغامرات في الميكروباصات، اهتدينا إلى قرية “الضهرية”، وهناك اكتشفنا أن جميع أبناء البلد يعرفون يوسف القعيد وأسرته، وسألنا سيدة فلاحة عابرة فوصفت لنا المكان.

وقالت لنا: «تريدون بيت «الجعيد»، وعندما وصلنا وجدنا حشودا من الناس مهولة بالفعل، وكان هناك جمال الغيطاني وعزت القمحاوي وطلعت الشايب، وكانوا موجودين منذ الصباح، لذلك تركونا وعادوا للقاهرة، وظللت أنا وفتحي نراقب هذا المشهد العزائي المهيب، الذي يحفل بكل أنواع المساندة والكرم، حشود تلو حشود.

وكان يوسف القعيد يقوم ويقعد بشكل متواصل، مع بشر مختلفي الوجوه والملامح، شيوخ وفلاحين عاديين وأفندية وقسيس جاء يخب في جلبابه.

وكان يوسف مرهقا، ولكنه يصمد بصبر فلاح، وجلد مصري معروف، وعند العشاء وجدنا كل الفلاحين يأتون بالطبالي، وكل منهم يشدنا إلى طبليته، للدرجة التي أوقعتنا في حرج أي الطبليات نختار، ولكننا علمنا أن الفلاحين يفعلون هذا الأمر بشكل طبيعي، ولا افتعال فيه، من لحظتها ورغم وأن يوسف القعيد يرتدي البدلة، إلا أنني دوما أتخيله بالجلباب الريفي، وأحيانا أتخيله يسير خلف المحراث، وأحيانا يركب حمارا ويرفسه بقدمه في جنبه حتى يسرع في المسير، والقعيد رغم أنه يعيش في المدينة منذ أكثر من أربعين عاما إلا أنه دوما يقول لك وهو يخاطبك:«احنا عندنا في البلد نقول كذا أو نعتبر ذلك كذا، أو يقول للاستشهاد».

وتابع: «القعيد ليس ريفي الملامح والأدب فقط، لكن المواقف، فمنذ وقوفه في وجه التطبيع الثقافي، حتى موقفه من قضية الحريات، وآخر هذه المواقف قضية حبس كرم صابر، ومن المعلوم أنه يتخذ مواقفه هذه لوجه الحق فقط، وليس كسبا لشهرة أو أي مكسب آخر، فمثله لا يحتاج ذلك على الإطلاق، بينما آخرون يزايدون عليه دون أن يملكوا أي مساحة من هذه المواقف التي تجعلنا نحب يوسف القعيد أكثر وأكثر.

الناقد محمد الشحات قال: القعيد له ثلاث سمات رئيسية في أعماله تكاد تكون واضحة، هي الريف، الحرب، الغربة، وفي تناوله للريف براءة تجعلنا نشعر أننا أمام الكثير من الإشكالات والقضايا الاجتماعية، وكأنه كان حريصا ألا يجعل أعماله متخمة بالبلاغيات بقدر ما تحمل من تجارب حياتية، لذا تحولت أعماله إلى أعمال درامية، وربما يكون لعمله الصحفي تأثيرا كبيرا في ذلك، ورغم زخم أعماله إلا أنني اعتبر أنه ظلم نقديا ولم يكتب عنه بالقدر الكافي».

الروائي الكبير يوسف القعيد قال: «أنا سعيد بحصولي على الجائزة، وخاصة أن من رشحني لها ضمن 6 أسماء منذ عدة سنوات هو الكاتب العالمي نجيب محفوظ، حتى وإن جاءت متأخرة، إلا أن سعادته بها كبيرة، مؤكدا حرصه على التواجد في أي تجمع عربي، وأن سعادته كون الجائزة “أهلية وليست جائزة من دولة، كبيرة، فهذا أمر يضيف لها قيمة معنوية أضعاف قيمتها المادية”.

وأضاف: أنا لا أحب الحديث عن نفسي، وجئت لاستمع لكم، فأنا أحب البساطة وعدم التكلف، وأحمد الله على ما حققت، ولو عاد بي الزمن كنت سأبقى في قريتي، فأنا برغم مرور كل هذه الأعوام أشعر بتوجس وريبة وخوف من المدينة، فأنا مسافر رديء والقلق يصيبني عند السفر، ونظرتي للعالم حتى الآن نظرة القروي، الذي أجبرته الحياة إلى العيش في المدينة، لذا أنا حزين على نادي أدباء الأقاليم، وأؤكد أنه لا بد أن يعاد النظر فيه، فقد كان له ضرورة حينما تم إنشاؤه عام 1969.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي