No Script

مواقع التواصل تضجّ بتشكيلات تتغيّر على مدار الساعة

«بشت»... و«الراس» عصفور

No Image
تصغير
تكبير

مراقبون يقرأون في الظاهرة ترويجاً لمن يدفع وحرقاً... لأسماء

 

منذ لحظة تعيين سمو الشيخ صباح الخالد رئيساً لمجلس الوزراء، باتت مواقع التواصل الاجتماعي منبراً يعجّ بالأسماء والترشيحات، التي تتبدّل كل ساعة وكل يوم، فتفتح هاتفك على «تشكيل مؤكد» من أحد الحسابات، لتعود بعد ساعات وتجد تعديلاً لـ«التشكيل» من صاحب الحساب نفسه من دون مبرّر، فتدخل أسماء وتخرج أسماء، واللائحة تطول.
ومع استمرار مشاورات التشكيل، تواصل حسابات التواصل الاجتماعي ضخّاً بأسماء الوزراء الجدد، تارة تأتي بأسماء «نسيها الزمن» ولم يعد ممكناً قبولها في أي تشكيل، وطوراً تعلن عن أسماء، لا يراعى فيها التوليفة الوزارية التقليدية، إذ تختار مثلاً ثلاثة وزراء ينتمون إلى تيار واحد، أو وزيراً ينتمي إلى تيار لم يعد منطقياً مشاركته في الحكومة، وفي أحيانٍ كثيرة يتم تشكيل الحكومة وفق معيار «من يدفع أكثر»، أو «احرقوا فلاناً حتى لا يتم اختياره»، لدرجة أن هناك أسماء لبست البشت «التويتري» باكراً، وأصبحت وزراء في ذمة «متعهدي» الشبكة العنكبوتية، وربما يكون اختيارها أوهن من بيت المتعهد الذي تكفل بترشيحه، رغم أنه أبعد ما يكون عن البشت الوزاري، وربما يكتفي بتتويجه «التويتري».
والمتفحص الراصد لبعض الحسابات والمواقع يرى أن بورصة اختيار الوزراء الجدد، تتغير وفق معايير غير منطقية، فبينما تصر على اختيار اسم معين لحقيبة وزارية، تستبعده بعد ساعات دون أن تقدم مسوغاً معقولاً، وإنما تتعداه إلى اسم آخر، وتصر على أنه المرشح الأوحد، رغم أنها قبل ساعات كانت تؤكد أن فلاناً اقترب من لبس «البشت الوزاري».


وأوضح المراقبون أن المشرفين على بعض حسابات «بورصة الوزراء» يعملون وفق معيارين، الأول تلميع أسماء ربما تربطها علاقة بأصحاب الحسابات والمواقع، أو يتم طرحها بترويج «مدفوع الثمن»، ويتم الإصرار على ترويج وجود هذه الأسماء منذ اليوم الأول بغرض الإيحاء للشارع أن هذه الأسماء باتت يقيناً في التشكيلة، خصوصاً أن المشهد السياسي بدأ يتأثر كثيراً بما تمليه بعض الحسابات التي تحركها المصالح الشخصية.
وأضاف المراقبون: ومن ضمن دوافع ترويج بعض الأسماء قطع الطريق عليها واستبعادها من التشكيل بهدف «حرقها»، وهذا ينسحب على بعض الوزراء الحاليين، إذ تعمد مواقع إلى تضخيم بعض الأمور التي حدثت في وزارات معينة، وذلك لخلق حالة من الرفض لهذا الوزير أو ذاك، حتى يصرف النظر عن إعادة توزيره، كما يعتقد أصحاب هذه الحسابات.
وتوقع المراقبون أن تأتي التشكيلة الحكومية خلاف ما هو متوقع، أو بالأحرى خلافاً للتشكيلة «التويترية» التي أعلنت عن أسماء الوزراء باكراً، وتداولتها بشكل كبير، لدرجة أن الأسماء أصبح يعرفها القاصي والداني بعدما كانت سابقاً لا يخرج من كتمان سريتها إلا شذراً، ربما هناك أسماء «تويترية» ستكون ضمن التشكيلة ولكنها لن تكون كما أرادها متعهدو التواصل الاجتماعي.
أيام قليلة، ويخرج الدخان الأبيض معلناً عن التشكيلة الحكومية الجديدة بشكلها الرسمي، وعندها يمكن للمتابعين مقارنة الأسماء بما سوّقته حسابات التواصل من أسماء شخصيات ألبستها «البشت» الوزاري قبل أوانه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي