No Script

نسمات

هتلر... يُبعث من جديد!

تصغير
تكبير

يشعر العالم بالندم لأنه سمح بقيام أشخاص مثل هتلر وبتمكنهم من السلطة، حيث تسبب بمقتل أكثر من 80 مليوناً من البشر في الحرب العالمية الثانية!
لقد وصل هتلر إلى السلطة خلال انتخابات ديموقراطية نزيهة وحكم ألمانيا ورفع شعار (ألمانيا للألمانيين)، واحتقر الأجناس الأخرى، ثم أسس النازية وخاض بها غمار الحروب من أجل الهيمنة على العالم، ولكن هل استفاد العالم من ذلك الدرس القاسي وأسس لمنع قيام مثل أولئك من جديد؟!
أنا لا أعتقد ذلك، بل وأعتقد بأن الجنس الأوروبي مازال يتخبط في ضلالاته ويخرج للعالم أشخاصاً أصحاب طموحات شريرة ويكررون تجارب أسلافهم في احتقار الناس والسعي للهيمنة على العالم!


عندما يصف رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم شعوب الدول الملونة (غير البيضاء) بـ «الحثالة»، ويسعى إلى إقرار القوانين العنصرية التي تمنع دخول المهاجرين من تلك الدول إلى الولايات المتحدة الأميركية، ويصادم كبار العقلاء في بلاده ولا يلقي لهم بالاً، فإن ذلك الرئيس يسير على خطى هتلر، ولا يقف عند حد حتى يدمر شعبه ويضطهد غيره.
ولئن كان الأميركان الذين لم يتوقعوا فوز ترامب بأكثر من 40 في المئة من الأصوات وضحكوا على أطروحاته العنصرية قد فوجئوا باكتساحه لمنافسته وفوزه الساحق بعدما رفع شعار «أميركا للأميركيين» ووضع برنامجاً في حال فوزه بالرئاسة ثم راح ينفذ وعوده الانتخابية مباشرة بعد فوزه ضارباً بعرض الحائط كل من يخالفونه، حتى تجرأ على إقرار نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس من دون التفات إلى من يعترض!
ألّف الكاتب ميشيل وولف كتاب «Fire and Fury» حول الحياة الشخصية للرئيس ترامب، والذي شحنه بمئات الأدلة حول تخبط ترامب وفضائحه، واتهمه في عقله وفهمه، وذكر بأنه رئيس لا يقرأ ولا يستمع واستدل بعشرات المقابلات الشخصية التي أجراها لترامب ومعاونيه وأهمها مساعد ترامب الشخصي «بانون» الذي طرده ترامب!
ويذكر وولف بأن ترامب لا يتخذ القرارات بنفسه، ولكن من حوله هم من يتخذون القرارات وينسبونها له وأهمهم زوج ابنته اليهودي كوشنر- الذي أقنعه بتحويل السفارة الأميركية إلى القدس!
ردة فعل ترامب العنيفة على كتاب وولف تدل على حجم تأثره مما قاله، ولئن كان كثير من الأميركان يعتقدون بأن ترامب لن يستطيع الاستمرار بوظيفته وأنه سيسقط حتماً، ولكن لا ننسى بأن الشريحة التي انتخبته مازالت موجودة في الولايات المتحدة الأميركية وأنها على استعداد لاختيار العنصريين أمثاله في أي انتخابات قادمة، وستظل البشرية تقذف بأمثالهم في كل جيل لأنهم يمثلون طموحاتهم بالهيمنة على العالم.
ولكن هل تدرك شعوبنا خطورة مثل هذه الشخصيات المشبوهة على حياتنا، وهل تتحرك لوقف ذلك الانهيار العالمي البغيض وتعمل للاعتماد على أنفسها وقدراتها؟!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي