في بلدان العالم تعتبر المناطق التي تتأثر بالأحوال والظواهر الجوية، مثل العواصف والأعاصير والسيول والبراكين مناطق منكوبة، وقد يكون من الصعوبة ولكن ليس من المستحيل، اتخاذ إجراءات وقائية تحسباً لمثل هذه الكوارث، فقد تكمن الصعوبات المفاجئة بظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات البيئية، التي تسبب فيها الإنسان والمصانع الجشعة.
وهنا نحن لا نريد أن نعطي العذر لما حدث في الكويت جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت في الأيام الفائتة، فقياساً بدول الخليج فقط، تعتبر الكويت من الأسوأ في البنية التحتية، لقدمها وتهالكها في بعض المناطق، وللعمل غير المتقن في بعضها الآخر وخاصة الجديدة منها.
ومن يتولى مسؤولية إدارة البلد يتحملها، ولا يمكن اعتبار أن الخلل تتحمله جهة حكومية واحدة، مثل وزارة الأشغال أو هيئة الطرق، فالخلل في منهج الإدارة الحكومية ومنذ سنوات، فعجز البنية التحتية عن استيعاب كمية الأمطار، هو ليس الخلل الوحيد الذي يكشف عجز الإدارة الحكومية، بل لدينا الكثير من التفصيلات التي نعتبر أن الحكومة لم تكن جادة في مواجهتها أو الوقاية منها، مثل تلوث مياه البحر ونفوق الأسماك في بلد بحري، وفي عدم الاهتمام بتشجير المناطق الداخلية والخارجية، بحيث تحد من الغبار والتصحر، والتعليم المتدهور والخدمات الصحية المتدنية وغيرها الكثير.