No Script

نفسياسي

عبيد... الدويلة... والحركة الجديدة!

تصغير
تكبير

مازلنا كما يبدو نعيش أصداء الندوة التي أقيمت في ديوان العم أحمد السعدون قبل أيام، والتي تم التطرق فيها إلى مواضيع شتى في سياق مراجعة خيارات المعارضة الكويتية حالياً، بعد سنوات من مقاطعة بعضها للعملية السياسية، وفشل بعضها الآخر - على ما يبدو - في تحقيق ما كان يطمح إليه من خلال تخليه عن قرار المقاطعة والمشاركة في الانتخابات بنظام الصوت الواحد.
 كانت الندوة سـ «تعدي» كما يبدو، كما عدت الكثير من ندوات المعارضة أخيراً، رغم وجاهة بعض ما يطرح فيها، لولا ما أثاره الأخ د. عبيد الوسمي من مواضيع أثارت بدورها ردود أفعال مؤيدة ومعارضة. وقد لا نكون جانبنا الصواب إن اختصرنا ما أثاره الأخ عبيد في اتهامه للحركات السياسية - أو معظمها - بأنها صنيعة السلطة، وبأن أنظمة الخليج قوضت الحراك السلمي في دول الربيع العربي عندما دخلت الأموال الخليجية تلك البلدان. وبأن البلد يحتاج إلى حراك - أو حركة - جديدة تستعيد بها الجماهير زمام المبادرة في ظل تدهور أداء مؤسسات الدولة وتراجع تصنيفاتها في مؤشرات الفساد وغيره.
 لن أستفيض كثيراً في التعقيب على ما ذكر أعلاه، لأن لي تعقيباً على ارتدادات تصريحات د. عبيد سنذكرها أدناه، وسأترك موضوع الحركات السياسية وكونها صنيعة السلطة، فهم حلفاء د. عبيد وهو أعلم بهم مني. إلا أنني لا أزال أتساءل عن تحليل د. عبيد لتدخل دول الخليج وكيف أدى ذلك إلى تخريب الثورات العربية، ووجه تساؤلاتي هو هذه القدرة على النقد الشديد لدول الخليج - من دون تسميتها أو تحديد مسؤوليها المعنيين - بينما يتم التغاضي عن نقد الدور الذي قامت به بعض الحركات والأفراد المتحالفين مع د. عبيد في الإطار المسمى بالمعارضة، في التماهي مع ما قامت به دول الخليج حسب تحليل د. عبيد، والمساهمة في تمويل الجماعات المسلحة في دول الربيع العربي، ما أدى بشكل أو بآخر إلى تخريب ذلك الحراك السلمي العظيم حسب تحليل د. عبيد، أو ما فهمناه منه!


 لست الوحيد في الساحة ممن يرى الكثير من محاولات إعادة التموضع للحركات السياسية في الكويت وخارجها، وجهوداً حثيثة تبذلها بعض الجهات لـ «تبييض» صفحات بعض الحركات من تبعات الربيع العربي، وما وجدته فيه بعض الحركات من فرصة للوثوب على الحكم في العديد من البلدان العربية، وإن كان ذلك على حساب إثارة النزاعات المسلحة والصراعات الطائفية في بعض الدول، ورفع شعارات الإصلاح السياسي في بلدان أخرى. وهو ما فطنت له القيادة السياسية في الكويت آنذاك وتجسدت حكمتها في التصدي لكل ذلك العبث في العبارة الخالدة التي لا تزال تتردد في أسماع الكويتيين: «كادت أن تضيع»!
 لن نوجه النقد للأخ عبيد بالطبع بالمساهمة في تحسين صورة تلك الحركات من خلال تجاوز نقدها مباشرة في هذا الملف والاكتفاء بصب جام الغضب على الأنظمة، لكن الرجل بصراحة «هو من يجيب الكلام لنفسه»، عندما اختار أن يتراجع عن بعض اتهاماته للحركات السياسية والتي وصفها بصنائع السلطة عندما قدم اعتذاره علانية للسيد مبارك الدويلة والذي عتب على د. عبيد اتهاماته وتعميمه، وهذا الاعتذار يجعلنا نتوقف مجدداً عند الأخ عبيد ودعوته لتأسيس كيان سياسي جديد للمعارضة. فهل سيتبنى هذا الكيان الأدبيات نفسها التي تبنتها المعارضة السابقة، وهل سيكون السيد عبيد هو الوجه الجديد الذي تدفعه الحركات السياسية لتبني خطابات معينة.
 قد يقول قائل إن هذا التحليل موغل في التشاؤم وسوء النية، لكننا نقولها وبصراحة، نعم نحتاج تكتلاً جديداً للمعارضة السياسية، تكتلاً يؤمن بالمساواة والعدالة لجميع أبناء الشعب الكويتي ويبتعد بالشأن الداخلي عن التجاذبات الإقليمية ولا يسمح البتة بخطابات إقصائية أن تنطلق من بين ثناياه ولا يملك إزاءها إلا التبرير. ونعلم تماماً أن معركتنا هي ليست مع عبيد الوسمي، بل مع مؤسسة الفساد وما فعلته في الدولة، ولكن الأثر الشريف يقول «لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين»، ومَن يرد إنقاذ بلد... فعليه أن يخلق مشروعاً بحجم بلد... لا بحجم جماعة... أياً كانت تلك الجماعة!
  alkhadhari@gmail.com
Twitter: @dralkhadhari

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي